أمراض نفسية تهدد المصريين بعد وباء كورونا
يعيش الكوكب الأزرق في حالة حظر وعزلة وتباعد مجتمعي، عقب تفشي فيروس كورونا المستجد، مطارات اغلقت ومؤاني اقفلت، تبدل الحال من العالم قرية صغيرة، إلى جزر منعزلة كل يحاول ان ينجو بنفسه.
تفشي الرعب مع الفيروس، ليحظي الجميع بعزلة منزلية قد لاتحدث في حياة البعض وقد لا نعاصرها مرة اخري طيلة حياتنا المقبلة.
إجراءات صارمة فرضت على الجميع من اجل الحد من انتشار الوباء العالمي الجديد، خاصة مع عدم وجود امصال أو علاج معروف سوى المناعة فقط، سلاحك مناعتك.
ومن الطبيعي ان يترك هذا الوضع الغير مسبوق اثارا نفسية وسلوكية لدي البعض جراء العزل المنزلي الاجباري، مع وضع اقتصادي غير مالوف وبالاحري لا يعرف احد على وجه الدقة متي ينتهي هذا الكابوس.
ومع حالة من القلق والخوف الشديد من الأصابة بالمرض خاصة مع الاضطرار إلى النزول لشراء المتطلبات المنزلية، تعيش “اميرة عوني” حالة من الهلع، تقول اخشي من النزول أو زيارات الاهل خصوصا اننا اضطر إلى ركوب المترو عند زيارتهم، لكن مع حظر التجوال والخوف من العدوي أصبحت حبيسة الجدارن.
وتضيف لدي ولد وبنت يعمل زوجي في القطاع الخاص، وانا كنت في اجازة بدون مرتب لرعاية الصغار، اشعر بالذعر مع عودته للمنزل، يدخل مباشرة إلى دورة المياة ويقوم بتغير ملابسه والاستحمام، اشعر بالخوف من اقتراب الأطفال منه، هل اصيب بشيء هل التقط عدوي في احد التحركات، اتمني ان يزول الكابوس في اسرع وقت.
وفي إطار محاولات التخفيف اطلقت مُبادرة الأمانة العامة للصحة النفسية والإدمان، التابعة لوزارة الصحة والسكان، أمس الأول، تقديم الدعم النفسي المجاني، عن طريق تخصيص فرق علاجية، بالتنسيق مع مديري مستشفيات الحجر الصحي، وبث ورسائل نصية وفيديوهات، عبر صفحة الأمانة العامة بـ«فيسبوك».
الدكتور إبراهيم مجدي حسين
إبراهيم مجدي: لا بد من تأهيل نفسى وعلاج عن بُعد
وعلق على ذلك الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الصحة النفسية، فكرة الجلوس في وقت وباء وذعر يصيب بالقلق والاكتئاب والتوتر، خاصة لو الشخص لديه ميل للتوتر والقلق.
وقال حسين لـ”البوابة نيوز” في ظل هذه الاجواء والحظر يأتي دور العلاج عن بعد، وهو ظرف اسثتنائي مثلما قالت منظمة الصحة العالمية انه ضروري في ظل هذه الاجواء.
وأوضح أن أولى الخطوات هي تأهيل الاشخاص لعدم متابعة الأخبار السلبية والتغلب على الملل، العودة إلى الجلسات الأسرية التي نفتقدها في الظروف العادية، وأنها ليست رفاهية وليست إجازة بل نحن موجودن في منزلنا للحماية من فيروس قاتل.
وأشار حسين إلى أنه سيكون عليهم التعامل كالمسجونين يرون اشياء جديدة ولكن لا يهرب منهم أحد، ولو مرضت ستكون موصوم لانه حتى الآن يتعامل الاشخاص مع مرضي الكورونا، كالموصومين.
وقال يجب إن يتم توفير أطباء نفسيين للمرضي في العزل الصحي حتى يخرج كل منهم معافي جسديا ونفسيا، وإن كان عن طريق الإنترنت.
وأكد حسين أنه يتمنى أن يصبح الحجر الطبي في أماكن مفتوحة أو ذات طبيعية جيدة حتى يخرج من التجربة بدون اثار نفسية مطالبا بضرورة أن يسعى الأشخاص للتواصل مع الأطباء النفسيين حتى يعود للحياة بشكل طبيعي وتدريجي دون آثار نفسية.
جمال فرويز أستاذ الطب النفسي
جمال فرويز: جينات الإنسان تحدد من سيصاب بأعراض مرضية بعد انتهاء الحظر
وأكد جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أن التداعيات النفسية ستتحدد بعد انتهاء الأزمة وطول الفترة، في البداية كان الجميع متحمس للجلوس فترات طويلة في المنزل، والاقتراب من الاسرة والراحة من العمل ساعات طويلة وكان البعد يعدها إجازة طويلة.
وقال فرويز لـ”البوابة نيوز” مع الوقت حدثت أزمات مادية والبعض ترك عمله واضطربات نوم واكل وزيادة وزن، بالإضافة إلى أننا في فترة تغيير فصول ويصاحبها اضطرابات نفسية ومزاجية خاصة بفترة التغيير. وأوضح ان جينات الإنسان هي التي تحدد من سيكون لديه أعراض مرضية بعد انتهاء الأزمة وفك الحظر ومعرفة من تعرض للأزمات النفسية، مشيرا إلى أن تلك الفترة ستترك اثارا نفسية على الجميع وستؤثر على التقارب المجتمعي وسيكون لدى الجميع هلع من الاصابة بالفيروس. وقالت فاطمة بوفيه خبيرة نفسية إنه مع تفشي الفيروس وتدابير الحجر المنزلي نلاحظ وصول مرضى جدد يعانون أصلا مشكلات نفسية واضافت من أسباب القلق النفسي: «الخوف من الموت ومن فقدان الأحبة يسبب القلق والأمراض النفسية”.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز