ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظة الأربعاء بكنيسة العذراء مريم ومارمينا بأسبيكو بمدينة السلام والحرفيين.
في بداية العظة أشاد قداسته بالمجهودات والأنشطة والخدمات التي يقوم بها خدام كنائس مدينة السلام.
واستكمل قداسته سلسلة تأملات قداسته في طلبات واواشي القداس الغريغوري” حيث تأمل قداسته في طلبة “أوشية الراقدين”.
بدأ قداسته العظة بقراءة الرسالة الأولى لأهل تسالونيكي إصحاح 4: 13
ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. 14. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ.
وقال: نصلي في كل عشية “اوشيه الراقدين” ونحن نؤمن أن الذين سبقونا للسماء ما زالوا اعضاء في المسيح، وحينما نصلي لهم هذا أرقى تعبير عن المحبه والوفاء ويمنحنا تعزية ويجعلنا نعيش حياة الإستعداد.
“الراقدين ينتظرون القيامة” لذلك نقول “ليس موت لعبيدك بل هو انتقال” وكلما نذكر الراقدين نتذكر وطننا الأساسي وذلك تعبير عن الوفاء وحياة الاستعداد، لذلك مكتوب : « طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ». رؤ 14 : 13
”
فالموت هو أعظم واعظ، ومن لم ينتفع من الموت لا يكفيه كل المواعظ
وذكر قداسته مقولة: “أن تموت قبل أن تموت فحين تموت لن تموت”
حينما يبذل الانسان نفسه عن الآخرين؛ سيحيا في السماء
يقول يوحنا ذهبي الفم: الشهيد يموت مرة واحدة من أجل سيده، لكن الراعي يموت كل يوم من أجل رعيته”
فصلاة الراقدين معزية جداً ونحن نقول: “نيح نفوسهم في أحضان إبراهيم واسحاق ويعقوب”
مزمور 23 ” في مراع خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني”
“عُلهُم في موضعِ خضرة علي ماءِ الراحةِ في فردوسِ النعيمِ. الموضع الذي هرب منه الحزنُ والكآبةُ والتنهدُ في نوِر قديسيك” حينما نقول نيحهم في فردوس النعيم يعني “البستان”
وذكر قداسته اننا نقرأ في ليله ابو غلمسيس “سبت النور” سفر الرؤيا وسفر الخروج، فسفر الخروج يسمى “سفر الخروج للأبديه”.
وأوضح قداسته “خمس صفات للإنتقال “ليس موت لعبيدك بل هو إنتقال”
-إنتقاء:
هو عمليه إنتقاء أو اختيار، فالله هو يعطي الحياه وهو الذي يأخذ الروح.
– إنتهاء:
إنتهاء زمن الأوجاع، حيث ينتهي الإنسان من الأتعاب، حيث نصلي قائلين: ” ارجعي أيتها النفس إلى موضع راحتك” سمة الأرض “التعب” أما سمة السماء “الراحة” لذلك حينما بنتقل شخص نثول نقول “تنيح” أي إرتاح راحة ابدية.
– لقاء:
يقول بولس الرسول: “لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذلك أفضل جداً”
-بقاء:
بقاء في الحياة الأبدية في السماء
– هناء:
السعادة يقول يشوع ابن سيراخ “لا تعتبر أحد سعيد قبل موته؛ لأن السعادة الحقيقيه في الأبدية”
نصلي في سفر المزامير 36: 7 “ما أكرم رحمتك يا الله فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون”
– الكريم:
ما اكرم، لأنه صانع الخيارات وكل ما يصنعه الله للانسان هو خير.
– الرحمة:
الله يقدم الرحمة، فالله يسكب رحمته على البشر لذلك نسميه ضابط الكل
– الحماية
الله يقدم حماية لأن الله محب للبشر فهو يحبني على الأرض وعلى السماء، “في ظل جناحيك يحتمون”
وذكر قداسته أن الأيقونات هي “نوافذ للأبدية” ومن خلالها نرى السماوات.
واختتم قداسته قائلا: “يعطينا الله أن تكون السماء حاضره في أذهاننا وقلوبنا وان نون مستعدين دائما للسماء.