دعا عدد من طلاب الحوزات الدينية ورجال دين متشددين في إيران، رئيس السلطة القضائية الإيرانية لمواجهة “الانحلال” عبر الإنترنت خاصة في مواقع التواصل، وطالبوا باعتقال كل من وزير الاتصالات وأمين “المجلس الأعلى السيبراني” باعتبارهما “متهمين من الدرجة الأولى” في هذه القضية، حسب تعبيرهم.
جاء هذا في رسالة نشرتها، الثلاثاء، وكالة “فارس” المقربة من الحرس الثوري، وهي موقعة من قبل “جمعية ممثلي الطلبة ورجال دين بحوزة قم الدينية”، و”المجلس التنسيقي للمجموعات الثقافية في الحوزات”، وأكثر من 400 مدرس وطالب شريعة في أكثر من 65 حوزة بمختلف المدن الإيرانية.
وطالب الموقعون رئيس القضاء إبراهيم الرئيسي “بصون الحقوق العامة” و”مواجهة رؤوس الانحلال عبر الإنترنت وتقديمهم للقضاء في أقرب وقت ممكن”.
واتهم رجال الدين، كلا من أبو الحسن فيروزبادي، أمين “المجلس الأعلى السيبراني “، ومحمد جواد أذري جهرمي، وزير الاتصالات الإيراني، بالتورط في القضية.
وتضمنت الرسالة اتهامهما “بخدمة أجهزة الاستخبارات الأجنبية من خلال انتهاك التزاماتهما على مدى السنوات الخمس الماضية، وفشلهما في الامتثال لأوامر وتوصيات المرشد الأعلى”.
وأعلن الموقعون على الرسالة استعدادهم لإرسال “وثائق متعلقة بهذه الانتهاكات العديدة” إلى رئيس السلطة القضائية.
ووصف رجال الدين الذين وقعوا الرسالة تصرفات جهرمي وفيروز آبادي بأنها “معادية”، واستشهدوا بـ 12 مثالا على “قصورهما” في مراقبة الفضاء السيبراني، منها “عدم إطلاق شبكة الإنترنت الوطنية” و”تقديم دعم لوجستي لتطبيقات أجنبية مثل تلغرام وانستغرام”.
ومن التهم الموجهة إليهما أيضا “تعيين مسؤولين جهلة يسيطرون على عقول وقلوب الشباب المسلم في انستغرام” و”تطوير الفضاء الإلكتروني ضد مصالح الشعب والوطن” و”الترويج للإباحية والقيم الغربية عبر مواقع التواصل”، حسب ما جاء في الرسالة.
وتأتي هذه الرسالة في إطار الضغوط المتواصلة من قبل رجال الدين المتشددين لإغلاق كل مواقع التواصل المحظورة أصلا والتي يستخدمها الإيرانيون عبر شراء برامج كسر الحجب.
وفي وقت سابق، وصف المرجع الشيعي ناصر مكارم شيرازي الإنترنت بأنه “مستنقع خطير للغاية” للشباب، وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي “تطرح قضايا معادية للدين والأخلاق”.
وتحظر السلطات في إيران جميع مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية تقريبًا باستثناء انستغرام. ومع ذلك، يستخدم قادة النظام وعلى رأسهم المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، مختلف هذه المواقع والتطبيقات، بما في ذلك تويتر وإنستغرام، للتعبير عن آرائهم.