تعتبر مسألة رفع الدعم عن رغيف الخبز من القضايا الهامة التي تثير اهتمام وتساؤلات المواطن المصري، حيث أن الخبز من أهم السلع الأساسية التي يعتمد عليها المواطن المصري بشكل أساسي في الثلاثة وجباته اليومية.
أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري محمد الحمصاني، أن الدولة تسعى لرفع الدعم تدريجيا عن بعض السلع الأساسية بما يمكنها مواصلة توفير الخدمة للمواطن.
رفع الدعم عن رغيف الخبز
وقال محمد الحمصاني في مداخلة هاتفية في برنامج ” التاسعة ” المذاع على قناة ” الأولى الفضائية”: مصر تنتج 100 مليار رغيف خبز مدعم سنويا والمواطن يشتري الرغيف بـ 5 قروش وتكلفته الحقيقية جنيه وربع، والدولة تسعى لإحداث التوازن داخل الاقتصاد المصري من خلال العمل على تحريك الأسعار بصورة متدرجة كي يمكن الدولة من الحصول على جزء من التكلفة بما يمكنها من الاستمرار في تقديم الخدمة.
وتابع متحدث الوزراء: رئيس الوزراء أكد أهمية العمل على استعادة التوازن في قطاع البترول حتى نصل في نهاية 2025 لتحقيق التوازن وذلك من خلال رفع تدريجي للدعم، وسيظل الدعم مستمر للسولار نظرا لأهميته.
وكان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، قال إن دعم رغيف الخبز يتخطى الـ100 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن مصر تنتج 100 مليار رغيف مدعم سنويًا وتبيعه بـ 5 قروش.
وأوضح رئيس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي عقده، عقب جولته بمحافظتي البحيرة والإسكندرية، أن “شغل الحكومة الشاغل هو أن تكون مواردنا على قدر مصروفاتنا خلال الـ 3 سنوات المقبلة”.
وأضاف أن الحكومة لا تحمل المواطن الكثير وتدعم الكثير من الخدمات المقدمة إليه، مشيرًا إلى أنه يجب أن يحدث تحريك في سعر الخبز، ولكن سيظل الخبز مدعومًا من الحكومة.
وتابع: “الخبز سيظل مدعومًا، لكن لازم يبقى في تحريك يتناسب مع الزيادات الرهيبة اللي بتحصل في سعر الخبز”.
وأشار إلى أنه تمت زيادة سعر أردب القمح لدعم الفلاح، كما أن الحكومة دفعت له حتى هذه اللحظة 40 مليار جنيه بخلاف القمح الذي يتم استيراده بالدولار، مشددَا على أن الدولة تعمل على تقليل فاتورة الاستيراد.
من جانبه، صرح خالد صبري، المتحدث باسم الشعبة العامة للمخابز باتحاد الغرف التجارية، بأن تسعير الخبز يعتمد على تكلفة الدقيق، مشيرًا إلى أن أصحاب المخابز يتحملون وزر ارتفاع أسعاره.
وأوضح أن سعر شيكارة الدقيق الشعبي وصل إلى 1200 جنيه. وأكد أن سعر الخبز السياحي الذي يزن 70 جرامًا ويباع بجنيه ونصف، لا يحقق ربحًا عادلًا لأصحاب المخابز، وأن أي زيادة في السعر ستؤدي إلى مشاكل أكبر.
رفع الدعم عن بعض السلع
وأضاف أن سعر طن الدقيق ارتفع بنسبة 35% نتيجة تذبذب أسعار الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الماء والكهرباء، وزيادة أجور العمال، وكل هذه العوامل ساهمت في ارتفاع أسعار الخبز السياحي.
وعن أسعار الخبز الفينو، ذكر أن رغيف الفينو الذي يزن 40 جرامًا يبلغ سعره جنيه ونصف، في حين أن رغيف الخبز السياحي الذي يزن 70 جرامًا يباع بنفس السعر، مما لا يحقق ربحًا كافيًا لأصحاب المخابز رغم ارتفاع الأسعار.
وأكد أن الحكومة تتحمل دعم رغيف العيش على بطاقات التموين بشكل كامل وتخضعه لرقابة مشددة، مضيفًا: “طلبنا من الحكومة إعادة النظر في تكلفة رغيف العيش المدعم، ووزير التموين وعدنا بذلك خلال أشهر. نحن نحصل على فرق التصنيع، وهذا لم يتغير منذ فترة.”
وكانت أعدت الشعبة العامة للمخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية، برئاسة عبد الله غراب، مذكرة تطالب بإعادة النظر في تكلفة إنتاج رغيف الخبز المدعم ضمن المنظومة التموينية، وقدمت مقترح التكلفة الجديدة لإنتاج الخبز المدعم، ليتم عرضه على وزير التموين الدكتور علي المصيلحي لدراسته واعتماده في ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.
وحسب بيانات وزارة المالية، فإن دعم رغيف الخبز والسلع التموينية خلال العام المالي الحالي، الذي ينتهي في يونيو، يبلغ نحو 127.7 مليار جنيه (2.7 مليار دولار)، ومن المقرر ارتفاعه إلى 134.2 مليار جنيه (2.8 مليار دولار) خلال العام المالي المقبل.
ووفق البيانات، فإن دعم رغيف الخبز يمثل النسبة الأكبر من إجمالي دعم السلع التموينية، إذ يبلغ في موازنة العام المالي الحالي نحو 91.5 مليار جنيه (1.9 مليار دولار)، فيما يبلغ دعم السلع التموينية نحو 36.2 مليار جنيه (762 مليون دولار).