يؤكد العلماء أنه من غير المرجح أن يصطدم كويكب كبير بالأرض في المستقبل القريب، لكن وجود احتمال، وإن كان ضئيلا، دفع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى البحث عن حلول يمكن أن تمنع الكارثة.
والمعروف أن كويكبا هائلا ضرب الأرض قبل 66 مليون سنة وتسبب في انقراض آلاف من الكائنات الحية وعلى رأسها الديناصورات.
وتجري ناسا، بواسطة علماء مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS) التابع لمختبر الدفع النفاث (JPL)، تدريبات افتراضية كل عامين تحاكي سيناريو الاصطدام.
والهدف من هذه التدريبات التي تشارك فيها الوكالات الفيدرالية والدولية، هو معالجة الشكوك المرتبطة بتأثير كويكب ما، وتتبع وتصنيف الكويكبات والمذنبات، بالإضافة إلى تحديد التهديدات المحتملة للأرض.
يقول بول تشوداس، مدير مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض: “إن هذه السيناريوهات الافتراضية معقدة وتتطلب جهدا كبيرا في التصميم، لذا فإن هدفنا هو جعلها مفيدة وتمثل تحديا للمشاركين في التمرين وصناع القرار”.
ركزت محاكاة هذا العام التي جرت في أبريل الماضي، على اكتشاف كويكب افتراضي كبير الحجم، مع احتمال اصطدامه بالأرض بنسبة 72% خلال 14 عاما، حسب موقع Earth.com.
وتشمل مواقع التأثير المحتملة مناطق مكتظة بالسكان في أمريكا الشمالية وجنوب أوروبا وشمال إفريقيا، وهناك احتمال بنسبة 28% أن يتجنب الكويكب الأرض.
وبعد عدة أشهر من تتبعه، يتحرك الكويكب قريبا جدا من الشمس، ما يجعل من المستحيل إجراء المزيد من عمليات الرصد لمدة 7 أشهر أخرى، ما ترك صناع القرار في مأزق بشأن ما يجب فعله بعد ذلك.
وقال تيريك دالي، الذي تولى مهمة تنسيق الاختبارات: “كان هذا تمرينا نظريا ناجحا للغاية، بمشاركة ما يقارب 100 مشارك من الوكالات الحكومية الأمريكية، ولأول مرة، خبراء دوليين في الدفاع الكوكبي. سيكون لتأثير الكويكب تداعيات وطنية ودولية خطيرة، لذا إذا حدث هذا السيناريو بشكل حقيقي، فسنحتاج إلى تعاون دولي”.
وتُعد تدريبات تأثير الكويكبات التي تجريها وكالة ناسا بمثابة تذكير صارخ بالتهديدات المحتملة الكامنة في الكون.
وتحاكي هذه التمارين سيناريوهات قد يكون فيها كويكب في مسار تصادمي مع الأرض، ما يشكل تحديا للعلماء لتطوير استراتيجيات فعالة لتغيير مساره أو التخفيف من حدة المخاطر.
ومن خلال الجمع بين خبراء من مجالات متنوعة، من علم الفلك إلى الهندسة، تعمل تدريبات المحاكاة هذه على تعزيز الابتكار والاستعداد.