تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، الموافق 15 مايو، الذكرى السادسة لعودة رفات الشهداء المصريين الذين قت.لوا على يد تنظيم داعش في ليبيا في فبراير عام 2015.
شهداء الوطن والإيمان
وجاء عودة رفات شهداء ليبيا بعد 1185 يوما على حادث قت.ل 20 من أقباط قرية العور بمركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا، والذين استشهدوا داخل الأراضي الليبية، على أيدى تنظيم “داعش”، ويطلق عليهم “شهداء الإيمان والوطن”، وتوجد كنيسة تحمل اسمهم أمر ببنائها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تخليداً لذكراهم ودورهم البطولي في التضحية.
وتعرض المصريون العاملون في ليبيا، للخطف على يد تنظيم داعش على مرحلتين الأولى، إذ جرى اختطاف 7 عمال مصريين أقباط في مدينة سرت في نهاية ديسمبر 2014 وهم في طريق عودتهم إلى مصر، ثم اختطف 14 آخرين في 3 يناير 2015 من منازلهم في المدينة، بينهم أفريقي، وجميعهم من قرى مركز سمالوط بالمنيا، وأعلنت مواقع تابعة لتنظيم داعش وقوفها وراء عملية الاختطاف.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي وقتها، بإنشاء خلية أزمة مقرها وزارة الخارجية لمتابعة الحادث، تضم ممثلين عن الوزارات والأجهزة الأمنية المعنية، لمتابعة الاتصالات الجارية مع الأطراف الليبية للتعامل مع الواقعة.
وشدد الرئيس كذلك على ضرورة منع المواطنين من السفر إلى ليبيا في ظل تردي الأوضاع الأمنية هناك، منوها بأنه كلف الحكومة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة المصريين الراغبين في العودة من ليبيا.
عودة رفات شهداء ليبيا
ودعا الرئيس إلى اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني لدراسة الرد المناسب، قبل أن يأمر بتوجيه ضربة جوية على معاقل التنظيمات الإرهابية في درنة ثأرا للضحايا، قبل أن يزور الكاتدرائية في صباح اليوم التالي لتقديم العزاء للبابا دون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية، أو إعداد موكب رسمي.
وأكد الرئيس وقتها أن “المحن تزيدنا صلابة وقوة، ونحن نثأر لدمائهم فالشعب كله مجروح”، مضيفا أن مصر لديها أعداء كثيرون يريدون تفتيت وحدتها، كما رأى أن المنطقة كلها مستهدفة، لكن ما يميز المصريون هو حضارة عمرها 7 آلاف سنة.
ثم بعدها شارك فريق من النيابة العامة وخبراء الطب الشرعي المصريين، في عملية تحليل الحمض النووي لرفات الضحايا، تمهيدًا لعودتها إلى مصر، وهو الأمر الذي حدث في 15 مايو 2018، واستقبل الجثامين في مطار القاهرة البابا تواضروس وعدد كبير من أعضاء المجمع المقدس للكنيسة، قبل نقل الجثامين إلى المزار الذي أعد لهم خصيصا بكنيسة السيدة العذراء مريم في قرية العور بسمالوط في اليوم التالي.
كنيسة شهداء ليبيا
وفي وقت سابق كان رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر قرار بإنشاء كنيسة في قرية العور وكانت تحمل اسم شهداء الوطن والإيمان في ليبيا الذين كانوا قد استشهدوا على يد تنظيم داعش الإرهابي في بدايات عام 2015 وذلك لكي يتم تكريمها ولتخليد ذكراهم.
وقد بدأ جهاز الخدمة الوطنية في القوات المسلحة العمل في الكنيسة في شهر أبريل من عام 2015 أي بعد الحادث الأليم بنحو شهرين فقط بأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسي وبنيت على مساحة 1200 متر.