أحلى سنين العمر هكذا أحيت أوفيليا عاطف بشاي، فيديو الذكرى الأولى لميلاد والدها الكاتب والسيناريست عاطف بشاي، والتي تتزامن في 21 أكتوبر 1951، حيث تعد الأولى بعد رحيله.
إلى اللقاء الثاني.. بكلمات مؤثرة أوفيليا عاطف بشاي تحيي ذكرى والدها
ونشرت أوفيليا فيديو استعادت من خلاله عددا من الصور التي تجمعها مع والدها الكاتب والسيناريست الراحل عاطف بشاي، والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده في 21 أكتوبر 1951، بعبارة مؤثرة إلى اللقاء الثاني.
وكانت أوفيليا تحدثت عن والدها الراحل في تصريحات خاصة لـالمصري اليوم عن كم كبير من الذكريات فى مراحل عمرها المختلفة أثرت فيها بشكل كبير، وعبرت عن حرصه الشديد على إعطائها الثقة منذ الطفولة وذهابها معه إلى التصوير، وكذلك اهتمامه الشديد بدراستها ومتابعة موادها الدراسية، خاصة مادة اللغة العربية، التى قالت إنه استمر فى متابعتها حتى مرحلة الثانوية العامة.
وسلطت ابنته الضوء على حرصه على استشارتها فى كل ما يكتبه حتى آخر أيامه، سواء خلال كتابة أعماله أو المقالات، واصفة إياه بأنه لم يكن أبا ديكتاتورا بل أعطاها الحرية فى اختياراتها سواء الدراسية أو هواياتها، وكان سعيدا بأن الثقة التى أعطاها بالفعل لها استخدمتها بشكل جيد، ونجحت فى اتخاذ قرارات صحيحة، لافتة إلى أنه كان يدعمها فى كافة اختياراتها.
بينما أوضحت نجلاء، الابنة الصغرى للراحل عاطف بشاى، أنه كان صديقا أكثر منه أبا، واستعادت ذكريات حديثها معه، وقالت إنه كان لديه مهارة التقاط المفارقات من المواقف الحياتية اليومية ومن الشارع، مشيرة إلى أنه كان لديه خفة ظل فى المنزل كما كان فى كتاباته، وسلطت الضوء على نصائحه لها، والتى كان أهمها التأنى فى اختيار خطواتها، والاهتمام بالعمل والدراسة والقراءة، فكان دائم التحدث عن العمل.
ووجهت الابنتان رسالة حب وامتنان وشكر لروح والدهما الكاتب الراحل عاطف بشاى، بكم الذكريات المليئة بالحب والصداقة والتعلم والضحكات والجو الأسرى، واعتنائه بهما وما تعلمتاه منه والأسس التى وضعها أمامهما والخطوط العريضة التى أصبحت ميراثا لهما يطبقانه فى حياتهما.
رحلة ومسيرة بشاي بين السينما والتليفزيون
مسيرة كبيرة من الأعمال الفنية قدمها الراحل عاطف بشاي، تنوعت بين السينما والتليفزيون، ومن أبرز الأفلام التي قدمها هذه الطفلة، الملائكة لا تسكن الأرض، اللص، وونسيت إني امرأة، بالإضافة إلى أشهر المسلسلات التي قدمها منها اللقاء الثاني، عمارة يعقوبيان، حضرة المتهم أبي، الكلام المباح، تاجر السعادة، إلى جانب تاريخه الكبير في كتابة الكثير من المقالات النقدية وعدد من الصحف.
وفي أول حوار عنه تحدثت ماري عزيز، أرملة الكاتب الراحل عاطف بشاي، والتي اختصت المصري اليوم بالكثير من مقتطفات وملامح مسيرته ومشواره في عالم الكتابة، لافتة إلى أنه لم يكن كاتبا وسيناريست عاديا، ولم يكتب بهدف العائد المادي، بل كان أي شيء يكتبه يجب أن يكون له مضمون، وأن مشاكل المجتمع والشارع أكثر ما كان يؤرقه وكان دائما مهموما بها، مضيفة أنه وجد ضالته في الكتابة.
تحقيق.. أول فيلم لانطلاقة عاطف بشاي
نقطة الانطلاقة كانت من خلال فيلم تحقيق وهى قصة لنجيب محفوظ، والتي قالت عنها أرملته ماري عزيز: وقتها ذهب عاطف إلى الأديب نجيب محفوظ، على مقهى يجلس به، وكان وقتها يقرأ نجيب الجرائد، ليقول لعاطف مش بقرأ الجرايد؟!، ليبتعد
عاطف ويجلس بعيدا حتى ينتهى نجيب من قراءتها، ثم بعد ذلك جلسا معا وتحدثا إلى المنتج ممدوح الليثى وتم الاتفاق على تقديم العمل الذى هو قصة فلسفية، وأتذكر أن أحمد صالح تحدث إلى نجيب محفوظ ليقول له إن عاطف بشاى قام بتغيير
مضمون الذى كتبته، ليرد نجيب محفوظ قائلًا: أحسن إنه عمل كده، لأن فى مرة سابقة قدمت (شهر العسل) قصة فلسفية والناس طفوا التليفزيون، وحصد الفيلم عدة جوائز، من صفوت الشريف، وممدوح الليثى، واستلمها عاطف بشاى، وكانت جائزة لأول عمل له.
تعرف على من تتلمذ عاطف بشاي
تتلمذ عاطف بشاي على يد كثيرين من الأدباء، حسب أرملته ماري عزيز التي قالت: أولهم نجيب محفوظ، وأنيس منصور، ويوسف إدريس، وفى الفن النجم محمود مرسى الذى وقف بجانبه منذ بدايته، لذا كتب عاطف بشاى إهداء على
مقدمة الكتاب لمحمود مرسى فى كتابه الأخير الذى لم ير النور بعد، خاصة أن مرسى تنبأ بنبوغ عاطف وقال له ستكون شيئا كبيرا، والغريب فى الأمر أن عاطف طلب محمود مرسى للتمثيل فى عدة أعمال لكن الظروف لم تتح ذلك،
إما باختلاف على الأجر، أو مع المخرج، والمرة التى وافق عليها محمود مرسى كانت مسلسل لأسامة أنور عكاشة، وقال لعاطف وقتها إنه يقوم بكتابة السيناريو، ولكن القدر لم يُمهل مرسى ورحل بعد تصوير خامس حلقة،
وبعدها تم استبداله بالنجم الراحل جميل راتب، فعاطف كانت لديه ذكريات كثيرة مع محمود مرسى، ولصيق الصلة به، وحكى لى أنه استفاد منه كثيرا فى الحوار والسيناريو، ورغم أنه نجم وممثل لكنه أعطى له حافزا قويا فى السيناريو.
وتابعت: قرأ الراحل لكثيرين منهم يحيى حقى، نجيب محفوظ، أنيس منصور، يوسف إدريس، وقال إنه ليس لديه أفضل من تشيكوف، فى القصة القصيرة، فكان يحبه جدا، وقرأ لإحسان عبد القدوس، وقدم له أعماله، وأكثر ما جذبه كان أحمد رجب، وكونا ثنائيا رائعا، وقام بتحويل كل رواياته منها المجنون، فوزية البرجوازية، ناس وناس.
أعمال تمنى عاطف بشاي تقديمها
كشفت ماري عزيز، أرملة السيناريست عاطف بشاي أن هناك أعمالا كثيرة بالفعل كتبها وجاهزة للعرض ولكن لم تخرج للنور، قائلة: وأتمنى أن ترى النور حقا، فهناك كان الضربة الجوية قبل ثورة يناير، والعمل يتحدث عن
كواليس الاستعدادات لحرب أكتوبر، ولكن اعتقد البعض أنه عن حسنى مبارك والضربة الجوية، وكان هناك أيضا عمل عن شخصية مى زيادة وجاهز من الألف إلى الياء، ورشح له النجمة هند صبرى، وأتذكر أن عاطف حين كتب عن مى
زيادة، كانت حقيبته مليئة بالمراجع حتى يعرفها عن قرب، وأيضا كان هناك عمل منتهٍ باسم البرنسيسة والأفندى وينتظر التنفيذ، عن نازلى والملك فاروق، وكانت هناك مسرحية كان يتمنى أن يقدمها النجم الراحل حسن حسنى.
الفصل الأخير في حياة عاطف بشاي
وحول اللحظات الأخيرة في حياة الكاتب والسيناريست الراحل عاطف بشاي، أوضحت أرملته قائلة: فى ذلك الوقت خرجنا من المنزل، لنذهب إلى دكتور العلاج الطبيعى، وبعد الانتهاء قال لى أن نذهب
لتناول وجبة العشاء فى أحد المطاعم، وفجأة ونحن فى الطريق قال إنه يشعر بصداع شديد، وطالبنى بالذهاب إلى دكتور الأسنان، وبالفعل حجزت مع الدكتور، ونحن فى الطريق وجدت كلامه ثقيلا وغير
مفهوم، ويديه ورجليه ترتعش، فأسرعت إلى أقرب مستشفى وقلت لهم من الممكن أن تكون جلطة، وبالفعل قاموا بعمل رنين وكافة الإجراءات وقال الطبيب إن هذا نزيف فى المخ، وانهرت باكية وتحدثت إلى
بناته، لتأتيا، ودخل إلى غرفة العمليات، وخرج منها اليوم التالى، والدكتور قال لى ما رأيته مع عاطف بشاى توقعته بعد 6 أشهر، خاصة أنه قام بعد إجراء العملية ليتحدث على الفور، وأول سؤال له
مين سأل عليا. وأحب أن أوجه الشكر جدا إلى النجم الكبير محمود حميدة، فهو إنسان جميل وروحه حلوة، وكان يذهب إلى عاطف مرتين فى اليوم، ويطمئننى عليه، ويتحدث معه طوال الوقت فى المستشفى،
وبعدها جلس عاطف 5 أيام تقريبا، وخرج من المستشفى، وفى اليوم الثانى تعرض لتشنجات وارتفاع فى درجات الحرارة، وعندما ذهبنا إلى المستشفى قالوا لنا إنه أصيب بالتهاب رئوى، وبعد أسبوع توفى، ورحل في 30 أغسطس 2024.