تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، 8 مايو، بعيد استشهاد القديس مارمرقس الرسول مؤسس الكنيسة القبطية، وكاروز الديار المصرية، حيث أدخل المسيحية إلى مصر عام 61 م، بحسب السنكسار.
مارمرقس الرسول
وُلد القديس مرقس فى القيروان، إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، فى بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين فى أورشليم، وقد تعلم
اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها، وعندما هجمت بعض القبائل على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلى وسكنوا بأورشليم “القدس”، نشأ فى أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.
بدأ مارمرقس خدمته فى نشر المسيحية مع بطرس الرسول فى أورشليم واليهودية، كما انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا فى الرحلة التبشيرية الأولى وبشر بالمسيحية معهما فى إنطاكية وقبرص ثم فى آسيا الصغرى، لكنه على ما يظن أُصيب بمرض فاضطر أن يعود إلى أورشليم ولم يكمل معهما الرحلة، عاد بعدها وتعاون مع بولس فى تأسيس بعض كنائس أوروبا وفى مقدمتها كنيسة روما.
وبعدها جاء مرقس إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولًا إلى موطن ميلاده “المدن الخمس” بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61 م، من بابها الشرقى.
أول باباوات الإسكندرية
ودخل مار مرقس مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60 م، من الجهة الغربية، قادمًا من الخمس مدن، ويروى لنا التاريخ قصة قبول أنيانوس الإيمان المسيحى كأول مصرى بالإسكندرية يقبل المسيحية، فقد تهرأ حذاء مار مرقس من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى
الإسكافى أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز فى يده فصرخ: “يا الله الواحد”، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته وانتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة.
وهاج الشعب الوثنى فاضطر القديس مرقس أن يترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس مدن الغربية (برقه بليبيا) ومنها إلى روما، حيث كانت له جهود تذكر فى أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس، لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر ليتابع العمل العظيم الذى بدأه.
وعاد إلى الإسكندرية عام 65 م، ليجد الإيمان المسيحى قد ازدهر فقرر أن يزور المدن الخمس، وعاد ثانية إلى الإسكندرية ليستشهد هناك فى منطقة بوكاليا.
الجدير بالذكر، يعد مارمرقس أول باباوات الإسكندرية، وأحد السبعين رسولا للسيد المسيح، وكان اسمه أولا يوحنا كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس، وكان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح.
مرقس الإنجيلي
ويلقب القديس مارمرقس الرسول بالعديد من الألقاب منها الإنجيلي حيث كتب أصغر إنجيل في العهد الجديد يسجل فيه حياة المسيح ومعجزاته، وذلك وفقا للكنيسة.
يعتبر القديس مار مرقس الرسول أول من أدخل المسيحية إلى مصر، كما يعتبر بحسب التقليد الكنسى الإسكندرى البطريرك الأول، وأسس فى مصر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر أن حتى أول القرن العشرين كان هناك 5 كنائس باسم مارمرقس، هي كنائس (حسب الترتيب التاريخي): الإسكندرية، رشيد، الأزبكية بالقاهرة، بني عدي مركز منفلوط، الجيزة.
وفيما بين عام 1900-1950 بنيت للقديس 13 كنيسة جديدة، ومن سنة 1950 حتى 1975 استجلت له 13 كنيسة أخري (أي 31 كنيسة حتى عام 1975).
وأطلقت الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية على أسم القديس مارمرقس الرسول.