قال الاقتصادي العالمي البارز، البروفيسور جيفري ساكس، إن الصين لن تتمكن من أخذ مكان أمريكا، متوقعا: «سيكون لدينا نظام عالمي متعدد الأقطاب».
جاء ذلك في رده على الأسئلة المطروحة خلال جلسة المداخلات بمنتدى المصري اليوم الاقتصادي، والذي عُقد اليوم بأحد فنادق القاهرة، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
وقال «ساكس»، ضيف شرف المنتدى: الصين لن تتحكم في العالم بالمدى الذي تفعله أمريكا حاليا، ومع أن بكين تتمتع باقتصاد قوي ولكنها لن تسيطر على العالم.
ورأى أن «مشاركة الصين في الاقتصاد والإنتاج العالمي لن تستمر في الارتفاع، فهناك دول أخرى ستلعب دورًا هامًّا، وقارتكم (إفريقيا) سيكون لديها 2.5 من عدد السكان عالميًّا في وقت ستكون الصين لديها 1.5 فقط».
وتابع: إذا استثمرت إفريقيا في التعليم ستكون لاعبًا اقتصاديًّا هامًّا لأنه سيكون لديها ربع سكان العالم وهذه فرصة هامة جدًّا.
وأردف: لست خائفًا من الصين لأنها لن تقوم مقام أمريكا لكنها تحاول التعافي من الكوارث كونها كانت تحت الاستعمار البريطاني ومن ثم الياباني، وهي أمة لديها قدرات خارقة.
روشتة للتعامل مع ديون مصر وصندوق النقد الدولي
تحدث الاقتصادي الأمريكي العالمي عن الاقتصاد المصري، وأوصى بعدة خطوات لتحسين الوضع المالي والذهاب إلى وجهات استثمارية واعدة.
وقال جيفري ساكس: «إذا وضعنا احتياجات مصر في الاستثمار قد نأتي بنظرة متفائلة حول ما يمكنها القيام به، نحن في وقت تكنولوجيا تطرح لنا احتمالات لم تكن تتوفر في الماضي، هناك الكثير من المجالات التي يمكن استخدامها على المستوى البعيد، مثل تكنولوجيا المعلومات والسياحة، وتسويق القدرات العقلية، هناك الكثير من المجالات التي يمكن استخدامها والعمل عليها».
وأضاف «ساكس»: أنا قلق على المستوى المالي في مصر، ولا أتحدث عن الحكومة، وإذا قلتم لي الدين عالي جدًّا، سأقول لكم إن مسألة الدين يمكن التعامل معها خلال 30 عامًا، في حال جرى جدولتها على فترة زمينة أطول، حينها سيكون بإمكان مصر أن تقلل حجم الدين.
وتابع: «أنا لا أريد أن يقول لكم صندوق النقد الدولي لا بد لكم من القيام بهذا وذاك، هناك 30 عامًا سيكون لكم فيها فرص للتعامل مع الديون في حال وضعتم خطة ممنهجة، هناك مصادر أخرى للاستثمار وأسواق مفتوحة كالصين وذلك في حال أعدتم هيكلة الأمور في نطاق استراتيجي، أنا لا أقول إن الحكومة قامت بشيء إيجابي أو سلبي، على العكس، فالنظرة الحالية ليست سلبية».
وسأل البروفيسور «ساكس» الحضور: ماذا فعلت مصر لـ2025؟ وواصل: فرص هذه الدولة كبيرة، ولكن أين أسواقكم المالية؟
وتابع متحدثًا عن فرص استثمارية مهمة لمصر: أحدكم قال إنكم ما زلتم ملتصقين بأمريكا وأوروبا، على الرغم من أن لديكم فرصًا واعدة في قارة إفريقيا كأحد الأسواق الكبيرة، اذهبوا إليها واستثمروا، ولديكم الهند أيضًا ستكون سوق كبيرًا وضخمًا لكم وبها تكنولوجيا، والصين أيضًا لا بد أن تكون سوقًا لكم خاصة في مجال السياحة؛ كل إنسان في الصين لا بد أن يأتي لمصر ويزور الأهرامات والإسكندرية والدلتا».
وتساءل: هل تعون حجم الدخل من كل هذا؟ لا بد أن يكون لدينا أهداف ونماذج اقتصادية.
وأكمل: لا أقول لكم حاربوا الاتحاد الأوروبي وأمريكا ولكن العالم أوسع، وسيكون مختلفًا خلال العشرين عامًا القادمة كما كان مختلفًا منذ عشرين عامًا، وهذا ما كان صادمًا لصناع القرار الأمريكي. التخطيط مهم جدًّا وهو أداة مهمة للوصول للأهداف.
وعبر عن سعادته بانضمام مصر لتكتل البريكس «لأن الصين والهند روسيا وإثيوبيا وإفريقيا والبرازيل أسواق وشركاء مهمون لكم، ولديكم فرص للتمويل هناك، لذا فالفرصة الاقتصادية مهمة، إذا فعلتم ذلك أتوقع أن تكون العشرون عامًا المقبلة مختلفة على مصر، هذه هي الطريقة التي أفكر بها في احتمالية التخطيط بطريقة إيجابية للوصول إلى الأهداف».