تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بذكرى القديس العظيم أنطونيوس الكبير، وهو الراهب المصري، الذي نشا في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم “أب الأسرة الرهبانية” ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
ولمصر دورا رياديا في عدة امور كنسية، بحسب ما قال جرجس عبد المسيح، الباحث في التاريخ الكنسي، الذي شرح الامر للدستور بقوله ان الكنيسة المصرية كانت اول من اذاق العالم طعم حياة الرهبنة التي تتسم بالنسك وذلك ليس
فقط في شخص انطونيوس الكبير، بل في شخص عدة كوادر مثل مقاريوس الكبير الذي احتفل به الغرب والبيزنطيين منذ ايام قليلة وكذلك شنودة السوهاجي المعروف برئيس المتوحدين وباخوم او باخوميوس الاقصري المعروف باب الشركة.
كما كان للكنيسة المصرية ايضا دورا رياديا في محاربة الأفكار المغلوطة والبدع والهرطقات وتبين ذلك في شخص اثناسيوس بطريرك الأقباط العشرون الذي تصدى لاريوس الليبي، وكيرلس البابا رقم 24 الذي تصدى لنسطور التركي او القسطنطيني.
كما كان للكنيسة المصرية موقفا رياديا في القرن الثالث، وتحديدا وقت الاضطهاد ذالي شنة الاباطرة الرومان على المسيحيين اذ ان مصر كانت من ضمن البلدان الاكثر تقديما للشهداء على مستوى العالم.
الجدير بالذكر أنه بحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269
م، إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: “إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني” فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة
ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.