أكد كاهن آشوري تعرّض للطعن بسكين في هجوم استهدفه داخل كنيسته في سيدني أنّه يتماثل للشفاء، وأنّه صفح عن الفتى الذي هاجمه.
وقال أسقف الكنيسة الآشورية الشرقية القديمة المطران مار ماري عمانوئيل في رسالة صوتية بثّت الخميس “أسامح من ارتكب هذا الفعل وأقول له أنت ابني”.
وأضاف مخاطبًا الفتى البالغ 16 عامًا: “أنا أحبّك وسأصلّي من أجلك دائمًا. ومن أرسلك لكي تفعل ما فعلت، أنا أسامحه أيضًا”.
ووقع الهجوم مساء الإثنين في كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية بينما كان الأسقف يلقي عظة نُقلت وقائعها مباشرة بالصورة والصوت عبر الإنترنت.
وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على الأسقف، في هجوم وحشي أثار حالة من الذعر والغضب العارمين.
وتعرّض الأسقف للطعن في رأسه وصدره ونقل إلى المستشفى للعلاج حاله في ذلك حال المهاجم وثلاثة أشخاص آخرين إصاباتهم جميعًا “لا تهدّد الحياة”.
وتقع كنيسة الراعي الصالح في ضاحية ويكلي غربي سيدني. وتسكن في هذا الحي مجموعة صغيرة من المسيحيين الآشوريين الذين فرّ عدد كبير منهم من الاضطهاد والحرب في العراق وسوريا.
وفي التسجيل الصوتي الذي بثّ على يوتيوب مرفقًا بصورة له بالثوب الكنسي، قال الأسقف “أنا بخير وأتماثل للشفاء بسرعة”، مؤكّدًا أنّه “ما من داع للقلق”.
وبحسب السلطات فإنّ المهاجم نقل إلى مستشفى لمعالجته من جروح أصيب بها في يده ومن المفترض أن يمكث في هذا المستشفى بضعة أيام.
ودعا الأسقف أبناء رعيّته إلى الهدوء بعدما تملّكهم الغضب ممّا حدث له.
والأسقف الذي تلقى عظاته بالعربية والإنجليزية متابعة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتسب شهرة واسعة بسبب مواقفه المثيرة للجدل والتي شملت انتقاده للقاحات كوفيد-19 وإجراءات الحجر الصحي.
الأهالي أمام الكنيسة محاولين اختراق طوق أمني فرضته فرقة من شرطة مكافحة الشغب للوصول إلى المشتبه به.
وسرعان ما تحوّلت هذه المناوشات بين المحتجّين الذين ناهز عددهم 500 شخص وعناصر شرطة مكافحة الشغب إلى مواجهات وأعمال شغب استمرّت زهاء ثلاث ساعات وتلقّى خلالها حوالى 30 شخصًا إسعافات أولية.
وألقى المحتجّون زجاجات وحجارة ومقذوفات أخرى أثناء محاولتهم اختراق الطوق الأمني لوضع أيديهم على المهاجم، قبل أن تنجح قوات الأمن في تفريقهم.
وأمس كشفت وكالة “رويترز”، معلومات جديدة عن حادث طعن الأسقف مار ماري عمانوئيل العراقي الأصل بكنيسة فى سيدنى مساء الاثنين، على يد مراهق.
وقال مصدر لوكالة “رويترز” الأربعاء، إن والد المراهق الذي تم القبض عليه، لم يلحظ أي علامات التطرف على ابنه.
وأضاف جميل خير، أمين جمعية المسلمين اللبنانيين، الذي كان مع الأب عندما غادر منزله للاحتماء في مسجد بسيدنى الاثنين الماضى: “قال إنه بخلاف أنه متمرد عليه لم تظهر عليه أي علامات للتطرف، لم تظهر عليه أي علامات على الإطلاق”.
عائلة منفذ طعن كاهن سيدني
وذكرت الشرطة، أن عائلة منفذ طعن كاهن سيدني انتقلت مؤقتًا من منزلها في غرب سيدني خوفًا من الانتقام.