تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء الموافق 11 من سبتمبر الجاري الاحتفال بعيد النيروز أو رأس السنة القبطية في الكنيسة، حيث يترأس أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكهنتها القداسات الإلهية في جميع الإيباريشيات على مستوى الجمهورية وذلك احتفالًا بعيد النيروز.
السنة الزراعية الجديدة
عيد النيروز هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (ني – يارؤو) وتعني الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر، وحينما
دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللام فصارت نيلوس ومنها اشتق العرب لفظة النيل العربية.
ومع عصر الإمبراطور دقلديانوس -وهو أقسى عصور الاضطهاد ضد المسيحية- احتفظ المصريون بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس 284 ميلادية يعني 1 قبطية، أي 4525 توتية (فرعونية)،
وفكر الأقباط أن يجعلوا رأس سنتهم الزراعية رأسًا لتقويم جديد أسموه (تقويم الشهداء) التقويم القبطي، لقد استبدلوا ذكري فيضان النيل بذكري فيضان دماء الشهداء الغزيرة التي اعتبروها بذارًا لإيمانهم.
ومن هنا ارتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين، وكانت في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيون في هذا التوقيت إلى الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبأة ليذكروهم، ويحتفل بهذا العيد إلى يومنا هذا فيعتبر عيد النيروز من أقدم.
ويذكر المقريزي الذي عاش في مصر في عصر المماليك مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية في العصور الوسطى، وكان واحدًا من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل به المصريون جميعا مسلمين
ومسيحيين، كما كانت الدولة في العصر الفاطمي تحتفل على المستوى الرسمي بالمناسبة بتوزيع العطايا، إلى جانب الاحتفالات الشعبية، والتي كانت تتخذ طابعًا كرنفاليًّا شعبيًّا، يخرج فيه
الناس للمتنزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء، ويختارون من بينهم شخصًا ينصبونه أميرا للنيروز يسير بموكبه في الشوارع والحارات، ويفرض على من يرفض يرشه بالماء رسوم يحصلها منه بدافع الاحتفال.
ويوضح أن السنة المصرية القديمة، تتكون من 13 شهرًا وكل شهر منها يتكون من 30 يومًا إلى الشهر الأخير الذى يطلق عليه أيضًا الشهر الصغير الذى يتكون من 5 أيام، وأحيانًا 6 أيام حسب كزم السنة بسيطة أو كبيسة، والشهور المصرية مشتقة
من كلمات فرعونية تم تحويرها مع الوقت مثل بابة وهو تحوير لكلمة الإله حابى إله النيل، وتلك الشهور على الترتيب هى: توت وبابة وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسرى، بالإضافة إلى الشهر الصغير نسيء.
موعد عيد النيروز
عيد النيروز يبدأ يوم 11 سبتمبر الجاري، ويستمر حتى عيد الصليب الذي يوافق يوم 27 سبتمبر الجاري، وهو يمثل رأس السنة القبطية الجديدة 1736 أي “626 وفقا للتقويم المصري القديم، ووفقا أيضا للتقويم القبطي”، وهو امتداد للتقويم المصري القديم، وهو من أقدم التقاويم في تاريخ البشرية.
وتوت هو أول شهور السنة القبطية، جاء من “تحوت” إله المعرفة، الذي اخترع الكتابة وقسّم الزمن، واختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان، ويعنى ذلك أن السنة القبطية، سنة نجمية وليست شمسية، مستطردا أنه مع عصر
“دقلديانوس”، احتفظ المصريون بمواقيت وشهور السنة التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة، مع تغيير إعداد السنوات؛ لجعله السنة الأولى لحكم “دقلديانوس”، التي تساوى 284 ميلادية و1 قبطية و4525 فرعونية، ومن هنا ارتبط النيروز بعيد الشهداء.