كشف الدكتور إسلام خليل، الأستاذ المساعد في مجال الميكروروبوت بجامعة توينتي بهولندا وخريج الجامعة الألمانية بالقاهرة، تفاصيل تمكنه مع فريق بحثي، من التوصل لتقنية طبية تعمل بالذكاء الاصطناعي تستطيع علاج الجلطات عن طريق
روبوتات مثل حبة الأرز، مشيرا إلى أن التقنية تقوم عن طريق استخدام روبوتات متناهية الصغر في حجم حبة الأرز تقريبًا، يمكنها السباحة عبر الأوعية الدموية والحفر في الجلطات وتفتيتها دون أي عمليات جراحية، مما يسهم في إنقاذ الأرواح.
وأشار الباحث المصري، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إلى إن المشروع في مراحل مبكرة، حيث يقوم مع الفريق البحثي علي تجربة الآلية على الحيوانات الميتة، موضحا أن بعد ذلك يقوم
بتجربة المشروع على الحيوانات الحية وبعدها على الإنسان، متابعا: يتم ذلك بإطلاق تلك الروبوتات في الأوعية الدموية من خلال أنبوب صغير لين وباستخدام مجال مغناطيسي خارجي
دوار للتحكم فيها، ويقوم بتوجيه تلك الروبوتات لمكان الجلطة، لتفتيتها إلى قطع أصغر يمكن أن يحملها الدم، وقد ثبت نجاح تلك التقنية بتطبيقها على شريان أورطي وكليتين حقيقيتين.
وأضاف إسلام خليل، أن لديهم خريطة طريق واضحة للتجارب على الحيوانات، سواء خارج الجسم الحي أو في الجسم الحي، وبناءً على نجاح هذه النتائج، سنتمكن من الانتقال إلى التجارب البشرية، متابعا: لقد خططنا لأبحاث لإجراء تجارب على الحيوانات الميتة على مدى الأشهر الثمانية عشر المقبلة، بعد ذلك، سنبدأ العمل مع الحيوانات الحية (الخنازير والأغنام)، لمدة 18 شهرًا أخرى.
وتابع خريج الجامعة الألمانية: إذا سار كل شيء على ما يرام، وإذا أثبتت جميع تجاربنا فعاليتها، فقد نحصل على الموافقات والحصول على التمويل للانتقال إلى التجارب البشرية.
وقال إسلام، إن الفريق استطاع تطبيق هذه التكنولوجيا وإجراء تجارب معملية بنظام المحاكاة، بتشكيل جلطات الدم وإطلاقها داخل نماذج تم تصميمها للأوعية الدموية تعرضت لحركة الروبوتات الحلزونية تحت تأثير الحقول المغناطيسية، لضمان فاعلية تنفيذ عمل الروبوتات الحلزونية المستخدمة كخطوة أولى تتيح تطبيقها على البشر فيما بعد.
ونوه إسلام بأن الأدوات الجراحية داخل الأوعية تتطلب التنقل الدقيق داخل الأوعية الضيقة، مما يتطلب أقصى قدر من المرونة والحد الأدنى من القطر ودرجات عالية من الحرية، ومع ذلك، فإن الأدوات الموجودة غالبًا ما تفتقر إلى التحكم الكافي في أثناء الإدراج بسبب الانحناء غير المرغوب فيه، والذي لا يحد من إمكانية الوصول إلى الجلطة فحسب، بل يشكل أيضًا خطر تلف الأنسجة.
وواصل إسلام: يهدف تطوير أدوات الجيل التالي إلى تطوير أجهزة غير مربوطة متوافقة مع الدم وتحقق تحكمًا دقيقًا من خلال القوى اللاسلكية الخارجية وعزم الدوران المطبق من خارج الجسم، متابعا: يظل تحقيق هذا الهدف معقدًا بسبب التحديات التي ينطوي عليها اختبار وتنفيذ الروبوتات المغناطيسية غير المربوطة UMRs في البيئات السريرية.
وأوضح الباحث: نستخدم نموذج الشريان الأورطي في الخنازير خارج الجسم الحي الذي يأخذ في الاعتبار عوامل مثل اختلاف أقطار الأوعية الدموية، وتفاوت معدلات تدفق الدم، ووجود فروع جانبية للأبهر الكلوي، متابعا: يمكننا من هذا النهج الشامل تحليل ديناميكيات حركة الروبوتات داخل الأوعية، ومحاكاة الظروف الفسيولوجية والتشريحية الحقيقية عن كثب.
وأكد إسلام أن النتائج الأولية للمشروع مبشرة لسعي فريق العمل لتطبيق هذا الإنجاز العلمي بهدف التقليل من حالات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب وما يصاحبها من أعراض جانبية ملازمة لها كإصابة الأوعية الدموية بالجلطات التى
تؤثر سلبًا على تدفق الدم بداخلها كخفضه أو وقفه تمامًا، مثل أمراض تخثر الشريان التاجي المسبب للذبحة الصدرية – الجلطة التي تحدث في الشرايين الدماغية تؤدي إلى السكتة الدماغية – الجلطة الوريدية التي تؤدي إلى انسداد رئوي.
في وقت سابق، أشادت الجامعة الألمانية بالقاهرة بدورها بهذا التقدم العلمي الذي حققه الدكتور إسلام، خاصة أنه استطاع من خلال عمله بجامعة توينتي بناء جسور للتواصل العلمي
وحلقة وصل بين الجامعة الألمانية بالقاهرة ونظيرتها الهولندية، ما مكنه من استكمال تجربته البحثية بهولندا التي بدأها في الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2016 بمعمله الروبوتات
الطبية الدقيقة والنانو MNR lab من خلال فريقه البحثي الهندسي الذي كونه وبالتعاون مع فريق طبي للدكتورة نبيلة حمدي الأستاذة بكلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة الألمانية.