علاقة إنسانية تلاحمية شهدها مسجد عمر بن الخطاب بحدائق أكتوبر بين المسلمين والمسيحيين في إحدى ليالي رمضان، إذ قرر الدكتور محمد أبو السعود، خطيب وإمام المسجد، استقبال القس صموئيل فوزي أنبا كنيسة العذراء مريم، المجاورة للمسجد، ومعه عدد من العاملين في الكنيسة خلال استراحة صلاة التراويح لتكريمهم على جهودهم ومساهماتهم الذاتية لتجديد ساحة المسجد قبل إقبال شهر رمضان المبارك.
مشاركة الأقباط في تجديد المسجد
قررنا قبل إقبال شهر رمضان المبارك تجديد ساحة المسجد من خلال تنظيفه وبناء سور حديدي وتبليط الأرضية بالسيراميك، وفقًا لحديث أبو السعود لـالوطن، وعندما علم القس صموئيل أنبا الكنيسة باحتياج المسجد لبعض
الخامات الناقصة قرر المساهمة على الفور من خلال إرسال 10 شكائر من الأسمنت و100 كيلو حديد كما أرسل 3 من خُدام الكنيسة رافقوا العمال حتى الانتهاء من تجديد ساحة المسجد: مشاعر نبيلة عهدناها دائمًا من إخواننا الأقباط.
أفاضت مشاعر الأخوة والمحبة القوية بين المسلمين والأقباط العاملين في تجديد المسجد، بالطاقة والهمّة العالية على الجميع، بما ساهم في الإنتهاء من أعمال المسجد سريعًا قبل حلول الشهر الكريم بوقت كاف، حسب تعبير خطيب
المسجد: ساهم 7 حدادين أقباط في بناء سور ساحة المسجد بجانب إخوانهم المسلمين، وبفضل همتهم العالية انتهينا من أعمال التجديد في وقت قصير، لذا قرر العاملون في المسجد تكريم إخوانهم الأقباط بمجرد حلول شهر رمضان المبارك.
تكريم 7 أقباط
وفي استراحة صلاة التراويح التي أقامها مسجد عمر بن الخطاب، استقبل أبو السعود إمام المسجد ومعه المصلون من كبار وأطفال، كلًا من القس صموئيل فوزي أنبا كنيسة العذراء مريم
والقس بوخوميس والأنبا إبرام، وكذلك حضر الحدادون الذين ساهموا في عمل السور منهم: أبانوب، وماجد، ومينا، وكانت الفرحة تعم وجوه الجميع أثناء تكريم المسجد للزائرين
الأقباط؛ تقديرًا لجهودهم ومشاركتهم في أعمال تجديد المسجد، وبعد الانتهاء من التكريم حرص المصلون على تحية قس الكنيسة صموئيل فوزي، والعمال الأقباط والتقاط صور تذكارية معهم.
مشاعر الامتنان والتقدير سيطرت على كلا الطرفين، من مسلمين وأقباط، وخاصة عندما فاجئ قس الكنيسة المُصلين بإهداء المسجد فانوس خشبي بديع الصنع عليه آيات من الذكر الحكيم، وكذلك تابلوه خشبي بديع
مضيء عليه الكعبة والمسجد النبوي، إذ عكف هاني رزق مبعوث كنيسة العذراء مريم ومعه الأنبا إبرام على عمل الفانوس ومُجسم الكعبة بأيديهم قبل إقبال شهر رمضان بأيام، لمشاركة المسلمين مشاعر السعادة
بقدوم شهر الخير، لم ينتهِ الاحتفال عند هذا، بل شهد الإخوة الأقباط الخطبة الدينية التي عقدها المسجد في استراحة صلاة التراويح، وتخللها قراءة آيات الذكر الحكيم وبعض الأذكار والتواشيح الدينية،
كما تسارع المصلون لشكر القائمين على الكنيسة على الهدايا التي قدموها للمسجد، لتُصبح ليلة رمضانية مختلفة صنعت البهجة والسعادة في قلوب جميع أهل مدينة حدائق أكتوبر، كما عبر خطيب المسجد وقس الكنيسة.