سيطرت حالة من الارتباك الشديد بالسوق العقاري بسبب هوجة أسعار الحديد والتى سجلت معدلات قياسية غير مسبوقة، ورفعت مصانع حديد التسليح أسعارها للمرة الرابعة علي التوالي خلال شهر واحد، ليتخطى سعر طن الحديد تسليم أرض المصنع 55 ألف جنيه، وسجل سعر الحديد في بعض المناطق تسليم المستهلك النهائي نحو 62 ألف جنيه.
واتجهت عدد من الشركات العقارية لوقف البيع لوحداتها العقارية وقررت شركات أخرى تأجيل طرح مشروعات جديدة أو مراحل جديدة لمشروعاتها بسبب حالة الضبابية والارتباك الشديد الذى يشهده السوق بسبب الارتفاعات الكبيرة وغير
المسبوقة فى أسعار مواد البناء ومستلزمات التشييد والبناء سواء على مستوى الحديد والأسمنت أو المواد الخام الأخرى وخاصة المستوردة من الخارج بسبب الارتفاع الكبير فى أسعار الدولار بالسوق الموازية وعدم توافره بالبنوك.
وتعتمد حركة البناء والتشييد على استيراد عدد من المواد الخام ومستلزمات التشييد والبناء مثل المنتجات الميكانيكية والكهربائية وخامات الصحي وغيرها.
وقال المهندس محمد البستاني رئيس جمعية مطوري القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، إن تحرك أسعار مواد البناء صارت بشكل متسارع وليس وفق أى معدلات طبيعية، بما أصاب السوق بحالة تخبط وارتباك شديد.
وأشار إلى أن الشركات العقارية صارت مثقلة بالأعباء سواء أقساط الأراضى أو عملية تنفيذ المشروعات أو رواتب ومستحقات العاملين بها، مؤكدا على أن الشركات صارت تواجه مشكلة كبيرة فى تسعير وحداتها فى ظل التسارع الكبير فى حركة ارتفاعات الأسعار.
وأضاف أن سعر الدولار ارتفع بنسبة تصل لـ 75% خلال شهرين فقط وهى معدلات غير مسبوقة انعكست بشكل سلبي على كل القطاعات، وحول مطالب البعض بإلغاء فرض رسوم إغراق على الحديد المستورد، قال البستاني إن الأزمة لم تعد فى رسوم الإغراق ولكن المشكلة أكبر وأعمق من ذلك ونقص العملة هي السبب الرئيسي وتكالب البعض على العملة بالسوق الموازية ضاعف الأزمة.
وأضاف أنه فى ظل استمرار ارتفاعات أسعار مواد البناء صار من الصعب التوقع نسبة الارتفاعات فى أسعار العقارات حاليا.
واستنكر خالد الدجوي، عضو الشعبة العامة للمستوردين، بالاتحاد العام للغرف التجارية، ما يشهده سوق حديد التسليح المصري، من ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة ولم تشهدها الأسواق من قبل، حيث رفعت مصانع حديد التسليح المصرية أسعارها للمرة الرابعة علي التوالي خلال شهر واحد، ليتخطى سعر طن الحديد تسليم أرض المصنع 55 ألف جنيه.
وأوضح أن حديد عز تسليم أرض المصنع 55281 جنيها تسليم أرض، و57271 جنيها للمستهلك، بارتفاع 7000 جنيه عن آخر زيادة منذ أسبوع، وسجل حديد السويس للصلب تسليم أرض المصنع 55200 جنيه، ويصل سعر الحديد في بعض المناطق تسليم المستهلك النهائي إلى نحو 62 ألف جنيه.
وأضاف الدجوي، في تصريحات صحفية اليوم، أن أسعار الحديد في مصر خرجت عن السيطرة، ولم نشهد أبدا أن تصل أسعار الحديد ألف جنيه للمستهلك، موضحا أن ارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازي، وارتفاع تكلفة الشحن بسبب ما يشهده البحر الأحمر من
توترات بسبب تهديدات الحوثيين للسفن المارة عبر مضيق باب المندب، وكذلك أزمة سلاسل الإمداد وما يشهده العالم من نقص الخامات، وارتفاع تكاليف الإنتاج والخدمات مثل الغاز والكهرباء والتمويل والضرائب، كلها عوامل زادت من تكلفة إنتاج الحديد.