برعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، يقوم نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط
القاهرة، زيارته المباركة للعديد من كنائس الإيبارشية خلال نهضة روحية تمتد علي مدار أسبوعا كاملا. وصلى نيافته مساء أمس الأربعاء الموافق 5 يونيه صلاة عشية، وألقى عظة روحية، ثم واصل نيافته مع الآباء الأجلاء صلاة تسبحة.
شارك في الصلوات أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا الواقعة بين أوتاوا العاصمة الكندية ومونتريال وكاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في
لافال. كما شارك في الصلوات أبونا الحبيب والغالي أبونا جابرييل ثروت “قيثارة السماء، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين”، وكذلك أبونا الحبيب والغالي أبونا بيشوي بولس، الذي يصاحب نيافة أبونا الأسقف
جزيل الاحترام الأنبا رافائيل، للقيام بأعمال السكرتارية. وسط مشاركة عدد كبير من الشعب الذي سعي لنوال بركة أبونا الأسقف الأنبا رافائيل الذي يتمتع بمحبة وشعبية جارفة بين مختلف أوساط الأقباط في مصر وبلاد المهجر، وبالطبع كندا.
= كل البشر بالطبيعة مولودين من آدم.. لكن ليس كل البشر أولاد الله
قال نيافة الحبر الجليل جزيل الاحترام الأنبا رافائيل في عظته الروحية بعد صلاة عشية بعد قراءة جزء من رسالة معلمنا مار بولس الرسول إلى أهل أفسس: هناك مرات جاءت كلمة الحبيب أو المحبوب أو فيه أو في المسيح .. في رسالة بولس الرسول إلى أفسس، حيث أنه في 14 آية، الكلمة تكررت 12 مرة، ليؤكد أنها فكرة ملحة.
هناك عقيدة اسمها وحدة الجنس البشري منذ آدم، بدليل أن الله خلق آدم فقط، ثم خلق حواء من لحمه وعظمه، ولذا فهما واحد. لذا آدم يمثل الجنس البشري أمام الله. لكن آدم أخطأ، فتشوهت الوحدة في آدم، حيث تبرأ من حواء، ثم قايين قتل هابيل، وهنا حدث الانفصال. ونحن صورة الله ومثاله، لكن الخطية شوهت هذه الصورة الجميلة، وتملك الشر على البشر.
لكن خطة الله أن يكون البشر واحد لا يمكن أن تفسد، فتسجد الله، في صورة آدم الثاني، وأراد أن يجمعنا فيه، لذا نجتمع في المسيح بدلا من آدم.
أضاف نيافته: والمسيح دعانا أن نتحد ونتجمع فيه، إذ أننا أبناء آدم بالطبيعة، ونصير أولاد الله بالتبني والنعمة .. وآدم فرقنا بسبب خطيته، وسر خلاصنا في المسيح، الذي جمعنا فيه، وهي أن نكون في المسيح.
أما المقصود بالبر الذاتي في الديانات الأخرى، أن أتباعها تصلي وتصوم وهذا هو المقصود بالبر الذاتي.
= طريق واضح المعالم للاتحاد في المسيح
قال نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل: لكي تكون هناك سكة واضحة المعالم للاتحاد في المسيح، فإن هناك خطوات مهم اتباعها، أول هذه الخطوات، هو الإيمان، الله أعطانا السلطان أن نصير اولاد الله، ويجب أن يكون الإيمان مستقيما، كما
قال المسيح انا والأب واحد، من رآني فقد رأي الاب. وهكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي يخلص كل من يؤمن به. ومن الممكن أن يكون شخصا مؤمن بالمسيح، ولكن ليس متحدا في المسيح، وهو الشيطان، لأن المسيح نور، أما الشيطان ظلمة.
أكد نيافته أن الخطوة الثانية هي: المعمودية، التي زرعتنا داخل المسيح، ولذا لا يجب أن نترك الإيمان أو نفسد المعمودية. ولذلك فإنه بعد المعمودية يجب تناول جسد ودم المسيح “الافخاريستيا”، طهارة لأنفسنا أجسادنا، لكي
نكون جسدا واحدا وروحا واحدة في المسيح. ويمثل التناول الخطوة الثالثة في طريق الاتحاد في المسيح. أما الخطوة الرابعة، فإن الخطية تعتبر جسما غريبا نتخلص منه بالتوبة، وجاءت بعد التناول لأننا نتناول بعد المعمودية منذ الصغر.
= الهدف من حياتنا الروحية: الاتحاد في المسيح.. والمحبة سمتنا الغالبة تجاه الجميع
أشار نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس شرق القاهرة إلى أن الهدف من حياتنا الروحية يتمثل الاتحاد في المسيح الي المنتهي، فيصير الإيمان والمعمودية والافخاريستيا والتوبة هدفها الاتحاد في المسيح، ومن ثم يجب أن نعمل أعمال المسيح، نجول نصنع خيرا، كما كان يجول يصنع خيرا. وبصفتك عضوا في المسيح، ولا نفعل الشر.
نحن عائلة لها خصوصية، كبيرها السيد المسيح، وفيها وكل القديسين والقديسات والشهداء، مثل أبو سيفين، ومار جرجس، وغيرهم، لذا مهم أن نعمل أعمال خير. بعيدا عن الانجرار لأعمال الشر، وطالما أننا أعضاء في جسد المسيح، فالمحبة هي السمة السائدة لدينا
تجاه الجميع، القريب والغريب، للصديق والعدو. وطالما أننا متحدون في المسيح، فيجب عن يكون لنا علاقة معه، علاقة دائمة بالصلاة والمزامير وقراءة الإنجيل والمشاركة في الصلوات والقداسات والاجتماعات، علاقة شخصية مع الله، ومع الكنيسة جسد المسيح.
والنتيجة أننا -بعد عمر طويل- سيكون لك مكان في الفردوس، ومنتظرين أن ندخل كلنا للأبدية السمائية، وكلنا سيدخل معا الأقداس العليا، وكلنا سيدخل واحد، لأننا متحدين في المسيح. ونحن في نظر الله قديسين بلا لوم، والمحبة سمتنا الغالبة لأننا متحدين في المسيح.
= المسيح ابن الله .. ونحن أبناء الله .. ولكننا من طبيعة مختلفة
قال نيافة الأنبا رافائيل: المسيح ابن الله، ونحن أبناء الله، لكن المسيح ابنه الحبيب ولكن من طبيعة أخري، فعندما نتحد فيه سننعم بمجد نعمته، ونتذكر مثال بولس الرسول الذي كان قاسيا علي المسيحيين،
وموسي الأسود الذي كان لصا، وغيرهم حيث أنعم المسيح عليهم وعلينا بنعمته ليغفر لنا خطايانا، إذ عرفنا بسر مشيئته أن نجتمع ونتحد فيه، لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما علي الارض.
الذي يصبر الي المنتهي، لأن العبرة في النهاية أن نكمل في الايمان، لأن رجاءنا في المسيح. إذ أن البعض يبدأ طريق الإيمان علي علاقة وصلة بالله، لكن علي امتداد الطريق يسقط ويبتعد.
= أسئلة متنوعة: العشور.. الإلحاد.. الاعتراف..الخدمة.. آدم رجلاّ.. الشك.. التحلي بالصبر وغيرها
وفي نهاية عظته، أجاب يقوم نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة عن عدد من الأسئلة، التي دارت حول قضايا متنوعة منه التغلب علي الخطية وأهمية
الاعتراف والتغلب علي الشك والتحلي بالصبر والتواضع وطول الاناة، ومواجهة الإلحاد، وأهمية الاعتراف بصورة منتظمة، والتمسك بالخدمة في الكنيسة، ودفع العشور لأن الذي يزرع بالشح بالشح يحصد
والذي يزرع بالعطاء بالبركة يحصد.. كما جاء في الكتاب المقدس هاتوا العشور وجربوني. كما كان هناك سؤالا حول لماذا خلق الله آدم كرجل وليس طفلا. خلقه رجل لأن ظروف تأسيس الحياة غير حياة الأطفال،
فالأطفال في حاجة الي رعاية، لذا خلق الله آدم وحواء ناضجين ليكونوا اول أب وأم ونعم الله كان يرعاهم. كما تحدث نيافته في إجابته علي سؤال حول حروب التشكيك في المدارس ونشر الالحاد، فالإلحاد
ببساطة يعني لا وجود لإله، لكن الإيمان والحقيقة تؤكد أنه في الوجود، كل شيء له صانع وخالق، والخليفة لها كود لأن الله هو ضابط الكل، لذا قال الجاهل في قلبه ليس الها. وفي نهاية الإجابة علي
الأسئلة، قام نيافته بتوزيع لقمة البركة، والتقط عدد كبير من الشعب الصور التذكارية معه، قبل أن يواصل مع الآباء الكهنة الأجلاء صلاة تسبحة. يسافره بعدها نيافته إلى مدينة أوتاوا للصلاة في عدد من كنائس الإيبارشية هنا.