في ذكرى رسامة الأنبا ميخائيل مطرانًا على أسيوط، توجهت وطني للباحث ماجد كامل الذي سرد لنا قصته كامله، قائلًا:
ولد الأنبا ميخائيل باسم متياس حنا داود، في 4 يوليو 1921 بقرية الرحمانية مركز نجع حمادي محافظة قنا، من أسرة مسيحية تقية، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة.
وبعد أن أنهى دراسته التمهيدية، انتقل إلى محافظة قنا لإكمال تعليمه، والتحق بعدها بالمدرسة الثانوية، حيث أظهر نبوغًا كبيرًا، وعرف عنه حب القراءة والإطلاع.
وبعد حصوله على درجة البكالوريا اعتكف فترة في بلدته للقراءة والإطلاع، ولكن كانت بداخله رغبة شديدة في حياة الرهبنة.
رهبنته في دير القديس أبو مقار
توجه الأخ متياس إلى دير القديس العظيم أبو مقار بوادي النطرون عام 1939.
وبعد مرور ثلاثة أشهر فترة اختبار.
تم رسامته راهبا في 19 فبراير 1939 ، وكان سنه لا يتجاوز العشرين عاما.
وعرف باسم الراهب متياس المقاري .
تاريخ رسامته قسا في دير القديس أبو مقار
نال الراهب متياس رتبة القسيسية في 19 فبراير 1939 ، وأصبح امينا للدير .
دراسته بمدرسة الرهبان بحلوان
في سنة 1942 ، أرسل إلى مدرسة الرهبان بحلوان ، حيث درس فيها لمدة سنتين حتى نال دبلوم المدرسة اللاهوتية بتفوق.
-اختياره سكرتيرًا خاصًا للبابا يوساب الثاني
بعد مرور سبع سنوات على تخرجه من مدرسة الرهبان ، اختاره البابا يوساب الثاني سكرتيرا خاصا لقداسته .
-رسامته مطرانا لأسيوط وتوابعها
في يوم 25 أغسطس 1946 ، قام البابا يوساب برسامته مطرانا على كرسي أسيوط وتوابعها ( البداري وساحل سليم ).
وذلك خلفا للمتنيح الأنبا مكاريوس مطران أسيوط السابق الذي صار البابا مكاريوس الثالث ( 1872- 1945 ) بابا الكنيسة القبطية رقم 114.
وهو يعتبر أول مطران قام البابا يوساب بسيامته بعد جلوسه على الكرسي المرقسي بثلاثة شهور فقط ، وتسمى باسم الأنبا ميخائيل ، ولقد لاقى معارضة شديدة في البداية من أعيان وباشوات أسيوط؛ نظرًا لصغر سنه الذي لم يتجاوز 25 عاما فقط.
إلا أنهم أقتنعوا به بعد ذلك ، وتم تجليسه على كرسي أسيوط رسميا في 19 سبتمبر 1946.
ويروي شهود العيان أنه أستقبل استقبالًا حافلًا من جموع الشعب في أسيوط.
اختياره عضوا في اللجنة الثلاثية بعد قرار عزل البابا يوساب الثاني :
في عام 1955، وعلى أثر إيقاف البابا يوساب الثاني عن تأدية مهامه البطريركية، انعقد المجمع المقدس في 5 سبتمبر 1955، وأصدر قرارًا بتنحية البطريرك وعزله، وبالفعل صدر قرار حكومي بذلك في 22 سبتمبر 1955 ،فاجتمع المجمع المقدس بعدها ، وانتخب لجنة ثلاثية من المطارنة لإدارة شئون الكنيسة، وكان أعضاء اللجنة هم أصحاب النيافة:
1-نيافة الأنبا أغابيوس مطران ديروط.
2-نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط.
3-نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية.
وخلال الفترة من 9 -17 يوليو 1955 ، قام الأنبا ميخائيل بعقد مؤتمر قبطي عام في دار مدارس الأحد بأسيوط؛ لمناقشة أحوال البطريركية، وقام بطبع أعمال هذا المؤتمر في كتاب خاص .
أهم إنجازاته في المطرانية:
1- في مستهل عام 1947 ، أصدر نيافته منشورًا رعويًا لشعبه بمناسبة عيد الميلاد المجيد، يتضمن الكثير من النصائح الأبوية، والإرشادات الرعوية.
2- في سنة 1948 ، قام بترميم كنيسة الخمسة شهداء بدرب العطارين، ولقد اهتم أن يقوم بعمل ترميم آخر لها عام 1992، وفيما بعد قام بشراء بعض المنازل المجاورة لكنيسة الشهداء وتوسيعها، وتم افتتاح هذه التوسعات في صلاة العشية يوم السبت 30 نوفمبر 2013 .
3-في عام 1951 ، وفي يوم أحد توما الملقب بالأحد الجديد، قام بتدشين كنيسة الأمير تاوضروس المشرقي الشهيد بدير ريفا.
4-في نفس السنة التي صار فيها قداسة البابا كيرلس السادس بطر يركا ( 1959 ) قام الأنبا ميحائيل بتدشين كنيسة الأنبا مقار بعزبة البياضية، بمركز البداري جنوب شرق أسيوط، وكان ذلك يوم الأحد الموافق 5 أبريل 1959 .
5- كان للجنة الاستشارية العليا للمشروع وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة، والتي كان يرأسها الأنبا ميخائيل، الدور الرئيسي في الإشراف على هذا المشروع.
6-في عام 1964 ، قام الانبا ميخائيل بإنشاء كاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل، ثم قام بتدشينها مساء يوم 6 يناير 1967 ، بحضور محافظ أسيوط في تلك الفترة.
7-في عام 1976 ، قام نيافته بتكريس كنيسة الأنبا مقار بشرق محطة السكة الحديد بأسيوط، وهي في الأصل كانت ملك للطائفة اليونانية الأرثوذكسية ، وتم شراءها من الطائفة المذكورة عام 1974 ، وكرسها باسم الأنبا مقار ، ثم قام بإحضار جزء من رفات التسعة والأربعين شهيدا من دير أبو مقار بوادي النطرون ، ووضعه في الكنيسة المذكورة .
8-قام نيافته بإنشاء الكثير من بيوت المسنين والمسنات، وأنشأ مستشفى الإنسانية، ومستشفى رئيس الملائكة، كما أنشأ نيافته عدة مباني بجوار الكنيسة، وأقيمت فيها قاعات للمناسبات مجهزة بأحدث الأجهزة والأثاث الحديث.
9- في عام 1989، قام نيافته بافتتاح معهد الكتاب المقدس للتعليم المسيحي بأسيوط، والذي أستقر فيما بعد بكنيسة الشهيد أبادير بأسيوط ، وحاليًا نقل إلى كاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط، باسم معهد الأنبا ميخائيل لدراسة الكتاب المقدس .
10- في أواخر عام 1996، قام بإعادة بناء كنيسة الشهيد أبادير وأخته إيرائي ، بعد الحصول على قرار بالإحلال والبناء.
وفي يونيو 1997 قام بتجديد كنيسة القديس مرقس، فتم إيقاف الأمر ، فقامت المطرانية برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري للمطالبة بالتصريح لها بإعادة بناء الكنيسة دفاعًا عن حقوقها القانونية وقانونية الرخصة السابق صدورها، فقام
محافظ أسيوط الأسبق محمد رجائي الطحلاوي بمتابعة تسليم التصريح بإعادة البناء لمطرانية أسيوط، فقامت المطرانية بالتنازل عن القضية المذكورة، وتمت أعمال البناء على أكمل وجه ، وتم افتتاح الكنيسة للصلاة في صباح الأحد الموافق 31 أكتوبر 1999.
الدور الذي قام به فب تعمير دير السيدة العذراء الدرنكة
1- في عام 1955 ، اهتم نيافته بتعمير دير العذراء بجبل أسيوط اهتمامًا كبيرًا، وبفضل جهود الدؤوبة، بدأت الحكومة المصرية بمد مواسير المياه إلى الدير.
2-وفي عام 1958 ، تم تزويد الدير بالمياه النقية، كما أدخلت الحكومة الإضاءة الكهربائية إلى الدير .
3-في عام 1962، مهدت الحكومة الطريق الواصل إلى أعلي الدير بالأسفلت، بحيث تتمكن العربات من الوصول إلى أبواب الدير بسهولة وأمان.
4-أحضر نيافته عدة ماكينات لتشغيل الإضاء الكهربائية للدير في حالة انقطاع التيار الكهربائي.
5-قام نيافته بهدم كنيسة العذراء التي بخارج مغارات الدير، وقام بإعادة بنائها، وهي المعروفة حاليا بكنيسة السيدة العذراء المنارة.
6-أنشأ العديد من المباني للخلوة والضيافة، ومبان أخرى للخدمات، كما بنى مبنى خاص لإقامته في الدير.
7-في يوم الخميس والجمعة 18 و19 اغسطس 1960 ، قام المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس بزيارة تاريخية مباركة للدير، وعاين بنفسه الجهود الجبارة التي قام بها نيافة الأنبا ميخائيل .
8- في احتفالات عيد القيامة المجيد في أبريل 1980، وبسبب الأحداث الطائفية التي وقعت في تلك السنة، صدر قرار المجمع المقدس بالامتناع عن استقبال الضيوف في الكنائس والمطرانيات، فصلى نيافته قداس العيد في دير الدرنكة.
9-في التسعينات من القرن العشرين، قام ببناء الكثير من الأسوار العالية في الدير ، وذلك بفضل علاقته الجيدة بالمحافظة وقتها.
10- في أغسطس 2001، لاحقته السماء باالأنوار والظهورات الروحية أثناء إلقاء العظة في الدير ، وعلى مرأى ومسمع من عشرات الألوف من الجماهير المحتشدة.
11- في أغسطس عام 2008 ، تمكن نيافته بعد عراقيل كثيرة من ضم المساحة المتاخمة لدير العذراء بجبل أسيوط، ومساحتها حوالي ثلاثة عشر فدانا، وقام بعمل سور حول هذه المساحة.
12-في عام 2009 ، اهتم بمغارة دير المطل المجاورة لدير العذراء بجبل أسيوط، والمعروفة بمغارة القديس يوحنا الأسيوطي، وأعاد إليها البهجة بافتتاحها في ديسمبر 2009 .
الرحلات الخارجية التي قام بها نيافته خارج الوطن
وخلال حياته الرعوية، سافر نيافته العديد من المرات في رحلات خارجية، سواء في عهد المتنيح البابا كيرلس السادس، أو المتنيح البابا شنودة الثالث، نذكر منها:-
1-في عام 1968، كان نيافته عضوا في الوفد القبطي المكون من عشرة من المطارنة والأساقفة والعديد من الآباء الكهنة والأراخنة المسافر إلى روما لإحضار رفات القديس مارمرقس الرسول خلال شهر يونيو 1968. كما شارك نيافته في حفل افتتاح الكاتدرائية المرقسية يوم 25 يونيو 1968.
2-في عام 1969 ، كان نيافته ضمن وفد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ لحضور احتفالات فينيسيا بمرور تسعة عشر قرنا على استشهاد القديس مارمرقس الرسول، والمحدد لها يوم 25 أبريل 1969.
3-خلال شهر أبريل 1972 ،كان نيافته ضمن وفد كنسي، رافق قداسة البابا شنودة الثالث في رحلته التاريخية إلى روسيا، وفي خلال الرحلة قام الوفد بزيارة أرمينيا وبوخارست ولبنان.
4-في مايو 1973، كان نيافته ضمن الوفد المرافق لقداسة البابا شنودة الثالث في زيارته إلى الفاتيكان بروما ضمن وفد كبير مكون من العديد من المطارنة والأساقفة.
5-في يناير 1979، كان نيافته ضمن الوفد المصاحب لقداسة البابا شنودة الثالث إلى لندن لتدشين أول كنيسة قبطية في أوربا كلها، وهي: كنيسة مارمرقس بلندن.
6-في شهر ديسمبر 2013، سافر نيافته إلى فرانكفورت بألمانيا في رحلة علاجية.
نياحة الأنبا ميخائيل
في عصر يوم الأحد 23 نوفمبر 2014، تنيح الأنبا ميخائيل عن عمر يناهز 94 عامًا، وكانت وصيته التي تركها بعد نياحته تتكون من أربعة طلبات هي :-
1-أن يدفن مباشرة دون تأخير .
2-ألا يزيد النعي الخاص به عن خمسين كلمة حتى لا يكلف المطرانية كثيرًا.
3-أن يتبرع كل من يريد أن ينعيه في الجرائد، بقيمة ذلك النعي للكنيسة.
4-أن يُدفن في دير العذراء بجبل أسيوط.
وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر، ووضع جسده الطاهر في كزار خاص بالدير ، وكان ذلك مساء يوم الاثنين 24 نوفمبر 2014 .