فرع النيل المفقود، أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية (مرصد حلوان)، أن فريقه العلمي شارك في اكتشاف فرع النيل المفقود، الذي تم استخدامه في بناء 31 هرم بما فيهم الهرم الأكبر.
علاقة فرع النيل المفقود بالأهرام
وعن فرع النيل المفقود، كشفت الدراسة الحديثة للمجلة العلمية “نيتشر” عن وجود عدد من أفرع النيل الردارية في مصر، ووجود أجزاء من فرع النيل الرئيسي المنقرض، والذي يطلق عليه اسم فرع الأهرامات، ويمتد عند سفوح هضبة الصحراء الغربية، حيث تقع غالبية الأهرامات.
وذكر المعهد القومي للبحوث الفلكية عن فرع النيل المفقود “اكتشاف فرع مفقود من نهر النيل” وقال: يتشرف المعهد القومي للبحوث الفلكية بأن فريقه العلمي شارك في اكتشاف فرع النيل المفقود الذي تم استخدامه لبناء 31 هرم بما فيهم الهرم الأكبر، ضمن الورقة العلمية التي نُشرت في مجلة Nature وتم تغطية الخبرعالميًا”
الأقمار الصناعية تكشف الأنهار الرادرية في مصر
ويكشف البحث الحديث في مجلة “نيتشر” العلمية، أن أكبر حقل هرمي في مصر يقع على طول شريط صحراوي ضيق، ومع ذلك لم يتم تقديم تفسير مقنع لسبب تركز هذه الأهرامات في هذه المنطقة المحددة حتى الآن.
واستخدم البحث صور الأقمار الصناعية الرادارية، جنبًا إلى جنب مع البيانات الجيوفيزيائية وحفر التربة العميقة، لدراسة البنية تحت السطحية وعلم الرواسب في وادي النيل بجوار هذه الأهرامات.
وأشار البحث إلى أن العديد من الأهرامات، التي يرجع تاريخها إلى عصر المملكتين القديمة والوسطى، بها جسور تؤدي إلى فرع النيل المفقود، وتنتهي بمعابد الوادي، التي كانت بمثابة موانئ نهرية على طوله النهر المفقود في الماضي.
القدماء استخدموا فرع النيل المفقود لبناء الأهرام
وأوضحت الدراسة أن فرع الأهرامات “فرع النهر المفقود”، لعب دورًا في بناء الآثار وأنه كان نشطًا في نفس الوقت ويستخدم كممر مائي لنقل العمال ومواد البناء إلى مواقع الأهرامات.
وأكدت نتائج الدراسة لفرع النيل المفقود “فرع الأهرامات”، على توفر صور رادار الفتحة الاصطناعية (SAR) وبيانات الارتفاع الرادارية عالية الدقة لسهل فيضان النيل وأطرافه الصحراوية، بين جنوب اللشت ومنطقة هضبة الجيزة.
وجاء ذلك دليلًا على وجود أجزاء من فرع نهر قديم رئيسي يحد 31 هرمًا، يعود تاريخها إلى المملكة القديمة إلى الفترة الانتقالية الثانية (2686-1649 قبل الميلاد).
المواقع الصناعية تكشف عن ممر مائي مهم على النيل
ويُشار إلى هذا الفرع المنقرض “المفقود”، برغم من أنه محجوب بالحقول المزروعة في سهول فيضان النيل، إلا أن التعبيرات الطبوغرافية الدقيقة لهذا الفرع، والتي أصبحت الآن غير مرئية في بيانات الأقمار الصناعية الضوئية، يمكن تتبعها على سطح الأرض من خلال بيانات رادار TanDEM-X( TDX) ومؤشر الموقع الطبوغرافي (TPI).
ويشير تحليل البيانات إلى أن قناة التوزيع الجانبية هذه تقع بين 2.5 و10.25 كيلو غرب نهر النيل، ويبدو أن عمق القناة السطحية للفرع يتراوح بين 2 و8 أمتار، ويبلغ طول القناة حوالي 64 كم وعرضها 200-700 م، وهو ما يشبه عرض مجرى النيل.
وتؤكد الدراسة أن حجم فرع النيل المفقود “فرع الأهرامات” واستمراريته الطولية وقربه من جميع الأهرامات في منطقة الدراسة يدل على وجود ممر مائي وظيفي ذو أهمية كبيرة للنيل.
بحر الليبيني آخر بقايا فرع الأهرامات
ويُظهر فرع الأهرامات على حدود عدد كبير من الأهرامات، التي يرجع تاريخها من عصر الدولة القديمة إلى العصر الوسيط الثاني والممتدة بين الأسرتين الثالثة والثالثة عشرة.
ويُظهر قناة بحر الليبيني وبقايا القناة المهجورة المرئية في الخريطة التاريخية لعام 1911 (المصرية مقياس قسم المساحة 1:50,000). وتظهر قناة بحر الليبيني والقناة المهجورة على خريطة الأساس للقمر الصناعي.
ومن المحتمل أن يكون بحر الليبيني هو آخر بقايا فرع الأهرامات قبل هجرته شرقًا، وهناك جزء مرئي من فرع الأهرامات، عبر TDX، ويظهر مشغول الآن جزئيًا بقناة بحر الليبيني الحديثة، ويمكن تتبع جزء كبير من فرع الأهرامات، يبلغ طوله حوالي 20 كم وعرضه 0.5 كم، في السهول الفيضية على طول هضبة الصحراء الغربية، حسبما كشفت الدراسة.