تحولت رحلة العودة من يوم دراسي عادي إلى مأساة مروعة. لم يكن أحد من طلاب جامعة الجلالة يتوقع أن تلك اللحظات الهادئة التي مرت عليهم وهم في مسترخين داخل الحافلة في طريقهم إلى منازلهم؛ ستنتهي بكارثة قلبت حياتهم وحياة أسرهم رأسًا على
عقب، إذ انقلب الأتوبيس الذي كان يقل طلاب معظمهم من كلية الطب بجامعة الجلالة على طريق الجلالة – الزعفرانة أسفر عن مصرع 7 طلاب وإصابة 25 آخرين، بحسب بيان وزارة الصحة، ليصبح الحادث واحدًا من الحوادث المروعة التي شهدتها مصر خلال هذه الفترة.
لحظات ما قبل الحادث
عقب انتهاء يومهم الدراسي، استقل الطلاب الأتوبيس الذي يحملهم من حرم جامعة الجلالة إلى منازلهم في القاهرة. هؤلاء الطلاب كانوا في طريقهم إلى أهاليهم، منهم من خطط لمراجعة دروسه في المساء، ومنهم من
كان يحلم بلحظة الاسترخاء بعد يوم طويل. البعض قد يكون فكر في أحاديث العائلة على مائدة العشاء، أو في لقاء الأصدقاء مساءً. ولكن، لم يكن أحد يتوقع أن الطريق سيؤدي إلى الموت أو الإصابة على طريق الجلالة.
الأتوبيس كان يسير بسرعة عادية، لا شيء غير معتاد. الطلاب داخل الحافلة يتبادلون الأحاديث، يمزحون، أو ربما يحدقون في هواتفهم المحمولة. فجأة، ودون سابق إنذار، انقلب الأتوبيس على جانبه عدة مرات كما جاء في روايات شهود العيان، مخلفًا وراءه دمار وصرخات ألم.
فرق الإسعاف تصل الموقع
بعد دقائق قليلة من وقوع الحادث، تلقت غرفة عمليات الإسعاف بمحافظة السويس بلاغًا بوجود حادث انقلاب حافلة على طريق الجلالة. كانت الاستجابة فورية، إذ تم الدفع بـ30 سيارة إسعاف إلى مكان الحادث، لنقل
المصابين والمتوفين إلى مجمع السويس الطبي. الوقت كان مهمًا؛ كل دقيقة قد تكون فارقة بين الحياة والموت. وصلت سيارات الإسعاف وبدأت في نقل الضحايا، البعض منهم في حالة حرجة، وآخرون فقدوا حياتهم في لحظات مفجعة.
تحرك ثلاث وزارات حكومية
خرج الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، ببيان رسمي ليعلن تفاصيل الحادث المؤلم. الحصيلة الأولية تشير إلى مصرع 7 طلاب وإصابة 33 آخرين.
الوزارة رفعت حالة الطوارئ في جميع المستشفيات المحيطة، كما تم إرسال الدكتور محمد الطيب، نائب الوزير، إلى مجمع السويس الطبي لمتابعة حالة المصابين ميدانيًا والتأكد من
تلقيهم العلاج المناسب، وأكدت وزارة الصحة في بيانها أنه تم اتخاذ اللازم لتقديم كل الرعاية الممكنة للمصابين، وأيضًا دعم أسر الطلاب الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث المأساوي.
قدم الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور عادل العدوي، رئيس مجلس أمناء جامعة الجلالة، والدكتور محمد الشناوي، رئيس الجامعة، خالص التعازي والمواساة لأسر طلاب جامعة الجلالة الذين لقوا حتفهم مساء اليوم إثر حادث انقلاب الأتوبيس الذي كان يقلهم عقب انتهاء يومهم الدراسي.
وأكدت الجامعة على تعاطفها العميق مع أسر الضحايا، مشددة على التزامها بتقديم كافة سبل الرعاية الطبية والعلاجية للطلاب المصابين لضمان تلقيهم العلاج المناسب.
من جانبها، تتابع الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات حادث انقلاب الأتوبيس الذي وقع مساء الإثنين على طريق الجلالة – العين السخنة، متجهًا نحو “الزعفرانة – السويس”، وأسفر عن إصابة 25 طالبًا ووفاة 7 آخرين.
ووجهت وزيرة التضامن فرق الحماية الاجتماعية والهلال الأحمر المصري بسرعة التحرك والتواجد الفوري في موقع الحادث بالتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي بالسويس، مؤكدة على ضرورة تقديم كافة التدخلات الإنسانية المطلوبة. كما شددت على اتخاذ الإجراءات اللازمة لصرف التعويضات المناسبة وفق اللوائح والقوانين المعمول بها، معربة عن خالص تعازيها لأسر الضحايا.