سيول مصر، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا، عن بشرى سارة بشأن مياه الأمطار التي دخلت مصر خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن الأمطار التي شهدها جنوب مصر غير مسبوقة، وهطول الأمطار لمدة 12 يومًا متصلة وبشكل مفاجئ يعتبر جزء أساسي من حزام الأمطار الذي شمل حلايب وشلاتين وبحيرة ناصر وأبو سمبل وجبل العوينات.
أمطار غير مسبوقة في جنوب مصر
كما كشف الدكتور عباس شراقي، أن التقديرات الأولية تشير إلى أن كمية الأمطار، التي دخلت مصر خلال 10 أيام فقط حوالى 2.5 مليار متر مكعب، وصل منها إلى بحيرة ناصر حوالي 200 مليون متر مكعب، أي 8% فقط، كأمطار مباشرة ومن مخرات السيول، تعادل تقريبًا كمية المياه التي تصرف من السد العالي يوميًا خلال الصيف.
وقال شراقي عن سيول مصر: “محصلة أمطار جنوب مصر الأخيرة رَية يوم: شهدت منطقة النوبة في مصر والسودان أمطارًا غير مسبوقة فى العصر الحديث، ليس لهطول الأمطار فهي قد تهطل بغزارة غالبا 3 ساعات فى يوم أو يومين على الأكثر، وهذا يسمى سيول مفاجئة (Flash floods)، ولكن لاستمرار هطول الأمطار لحوالي 12 يوم متصلة من 1 – 12 أغسطس 2024”.
سيول فجائية على مصر لأول مرة
وتابع شراقي: “وبالتالي هذه الأمطار ليست سيول فجائية كما تعودناها، ولكنها جزء أساسي من حزام الأمطار بدءً من جنوب الخليج العربي حتى المحيط الأطلنطي، وحدث له إزاحة إلى الشمال ليشمل جنوب الجزيرة العربية وحلايب
وشلاتين وبحيرة ناصر وأبو سمبل وجبل العوينات (برج المياه القديم) وجنوب ليبيا وشمال كل من تشاد والنيجر ومالي وجنوب موريتانيا، وفي نفس الوقت انخفضت الأمطار عن المتوسط على سواحل غرب افريقيا المعروفة بالأمطار الغزيرة”.
وأكد الدكتور عباس شراقي أن “التقديرات الأولية تشير إلى أن كمية الأمطار من 1-10 أغسطس 2024 داخل مصر فقط تقدر بحوالى 2.5 مليار متر مكعب وصل منها إلى بحيرة ناصر حوالى 200 مليون متر مكعب (8% فقط) كأمطار مباشرة ومن مخرات السيول أهمها وادى العلاقى، وهى تعادل تقريبًا كمية المياه التى تصرف من السد العالى يوميًا خلال الصيف فى فترة أقصى الاحتياجات”.
الأراضي الزراعية بمصر نالت حصتها من المياه
وأوضح شراقي أن “الأراضي الزراعية فى توشكى وحلايب وشلاتين وأبو سمبل نالت جزء من الأمطار، وباقى المياه وزعت على السطح المتعطش للمياه منذ مئات السنوات، لأن معظم الأراضى شبه مسطحة، مكونة برك مائية فى بعض الأماكن، وسرعان ما تختفى نتيجة البخر الشديد والتسرب تحت سطح الأرض للطبيعة الرملية”.
وأضاف أستاذ الموارد المائية: “هدأت الأمطار أمس واليوم، واقتصرت على منطقة العوينات كأمطار خفيفة لا تكون سيول جديدة، فهل هذه نهاية المشهد المطرى الفريد أم أنها استراحة سحب؟ حفظ الله مصر وأنعم عليها بالأمن والخير الوفير”.
الجدير بالذكر أن إثيوبيا أغلقت المفيض الغربي لسد النهضة، رغم تجاوز بحيرة السد منسوب تشغيل المفيض، بالإضافة لاستمرار انخفاض منسوب مياه النيل الأزرق، المورد الأساسي لنهر النيل في مصر، وتدفق المياه المار من سد النهضة أقل من احتياجات مصر والسودان المائية.