للمفكر الوطنى الكبير، الدكتور مصطفى الفقى مصداقية فى الأوساط المسيحية لنبل مواقفه من قضايا المواطنة.
ومنقول عن الفقى موقف للبابا شنودة الثالث (قُدِّس سرّه)، عرض الرئيس مبارك الله يرحمه بأريحية على قداسته أن يجعل يوم عيد القيامة عطلة رسمية بالدولة، أسوة بـعيد الميلاد المجيد قبل إقرار إجازة 7 يناير.
البابا بـ(حذق) تاريخى رفض، قائلًا: المسلمون والمسيحيون متفقون على ميلاد المسيح، لكنهم مختلفون على قيامته، وأبى البابا (الحصيف) أن يخلق جدلًا أو يُحدث شقاقًا بين إخوة الوطن.
أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، قرارين: الأول بأن يكون الأحد 5 مايو إجازة رسمية، بمناسبة عيد العمال، بدلًا من يوم الأربعاء الأول من مايو، والثانى أن يكون الإثنين 6 مايو إجازة رسمية، بمناسبة عيد شم النسيم.
صياغة روتينية لقرار مفروض يغبط المصريين جميعًا، وفى القلب منهم المسيحيون، أربعة أيام إجازة متصلة، نهاية سعيدة لأسبوع الآلام، إجازة عيد طويلة، فرصة للتصييف مبكرًا.
وفات على من صاغ القرار الإشارة إلى عيد القيامة، نُحسن الظن بالجميع، سيما وسابقة (إلغاء تخفيف الأحمال فى أسبوع الآلام حتى شم النسيم) تبرهن على محبة رئيس الوزراء، الحساب الجارى مش بالقطعة، بإجمالى المواقف، وموقف المهندس مدبولى فى ملف (توفيق أوضاع الكنائس) يشى بموقفه المعتبر من موجبات المواطنة فى وطن المحبة.
القرار أغضب المسيحيين، فطفقوا يغردون منفعلين، وأكثرهم ساخرين من قرار يخلو من تسمية أعظم الأعياد المسيحية، وتعددت التفسيرات فى تويتات تلوم الحكومة ورئيسها وتتهمهم بالجليطة الطائفية.
لمست حزنًا شفيقًا، إخوتنا واخدين على خاطرهم من المهندس مدبولى، الرجل بحسن نية كان فى نيته (يجامل) إخوتنا بالإجازة المُرحلة من عيد العمال، ليصبح العيد عيدين، خاب مسعاه.
رُبَّ صُدفة تأتينا بما سعينا إليه، علمنى أحدهم أن الفرصة نعمة، فرصة وسنحت لقرار رئاسى كريم باعتماد عيد القيامة المجيد عطلة رسمية كما عيد الميلاد السعيد.
تطييب الخواطر من حسن الفطن، وجبر الخواطر من موجبات المواطنة، والظرف مهيأ تاريخيًا لاعتماد عطلة عيد القيامة رسميًا لتعم الفرحة عموم القطر المصرى، ونغنى الليلة عيد.
الأجواء مواتية، اختفت وجوه الكراهية من المشهد الوطنى، وعاد نهر المحبة يجرى، واستحث الرئيس السيسى الخطى نحو الكاتدرائية مهنئًا إخوته بعيد الميلاد، الظرف مناسب لقرار رئاسى عظيم، قرار يقول فيه الرئيس كل عيد قيامة وأنتم فى غبطة وسعادة، فى وطن لا يعرف سوى المحبة وترجمتها المواطنة، وشعاره الدين لله والوطن للجميع.
نطلبها بمحبة، من رجل يقتات المحبة، عاملًا عليها، يؤسس لجمهورية جديدة خُلُوٍّ من إحن ومحن الماضى البعيد، وكما خلص الوطن من مخلفات عهود سبقت، وكما تحلى بالشجاعة والوطنية، وأكرم إخوة الوطن بتهنئة
وحضور فى عيد الميلاد، ووفَّق أوضاع كنائسهم، وأنزلهم منزلًا كريمًا، تمكينًا من حقوقهم فى وطنهم، نتمنى عليه مثل هذا القرار الذى سيكون حصاده من المحبة وفيرًا.. وكما يقولون فى الريف، قرب حبة تزيد محبة.