تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الصوم الكبير والذي بدأ في الحادي عشر من مارس ويستمر لمدة 55 يومًا ويطلق على الأسبوع الأخير من الصوم أسبوع الآلام والذي ينتهي بعيد القيامة المجيد.
ويقام قداس يومي في جميع أيام الصيام الكبير، بعد الانقطاع عن الطعام لمدة تصل إلى نحو 15 ساعة، ولا يتم خلال أيام الصوم تناول أى أطعمة حيوانية أو مشتقاتها ويمنع أيضا تناول الأسماك.
الصوم الكبير لدى الأقباط
والصوم الكبير عبارة عن ثلاثة أصوام، الأربعين المقدسة في الوسط، ويسبقها أسبوع إما أن يعتبر تمهيدا للأربعين المقدسة، أو تعويضيا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام.
ذكرى دخول المسيح أورشليم
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم الأحد 28 أبريل بـ أحد الشعانين وهو ذكرى دخول المسيح أورشليم وتتصدر فيه قلوب النخيل المشهد حيث تتخذ أشكالا مختلفة لكن كل منها رمزيته ودلالاته.
أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويبدأ بــ أسبوع الآلام وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس ويسمى أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين مفترشين ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته.
لا يخرج شكل السعف عن الأشكال الثلاثة أولها التاج وهو يشير إلى الملك اليهود قديما استقبلوا المسيح كـالملك، حيث هتفوا عندما جاءهم المسيح مستقلا جحش ابن أتان: أوصنا لملك اليهود.. أوصنا لابن داود بعدما ألقوا بـزعف النخيل وثيابهم أمام المسيح وكانت لديهم رغبة في تخليص المسيح لهم من ذل الرومان.
محبة المسيح
يحتفظ الأقباط أيضا في ذكرى أحد الشعانين بمحبة المسيح لهم فتجدهم يشكلون السعف على شكل قلب في إشارة إلى المحبة التي هي محور العلاقة بين الله والإنسان وتجسدت في وجود المسيح بينهم على الأرض.
المحبة والرغبة في أن يكون ملكا لم تستمر طويلا فسرعان ما تبدلت بـالخيانة واليهود أنفسهم الذين هتفوا للمسيح باعتباره الملك هم من هتفوا أمام الولي الروماني: اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا لذا كان الصليب حاضرا في أحد الشعانين لتذكر محبة الله أمام خيانة الإنسان.
وتغير موقف اليهود سريعا من السيد المسيح لأنهم كانوا يرغبون في ملك أرضي يخلصهم من حكم الرومان القاسي لكنهم فوجئوا بالمسيح يقول مملكتي ليست من هذا العالم.
شعانين جاءت أيضا من الكلمة العبرانية هو شيعة نان وتعني يا رب خلص ومنها تشتق الكلمة اليونانية أوصنا وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين وهي الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح.