تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بذكرى نياحة القديس هدرا بحاجر بنهدب، وذكرى نياحة القديس يعقوب الراهب، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي، إنه في مثل هذا اليوم تنيح الراهب
الناسك القديس يعقوب. هذا الأب كان زاهدا في العالم منذ حداثته. فسكن إحدى المغائر وأقام بها خمس عشرة سنة. وقد اجهد نفسه في أثنائها بالأصوام الطويلة والصلوات المتواترة. ولم يخرج من
مغارته طول هذه المدة. فتأمر عليه قوم من اتباع إبليس، أوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه، ودخلت المغارة، وتقدمت منه أخذت تداعبه حتى تستدرجه إلى الخطية، ولكنه وعظها، وذكرها بنار
جهنم، وبالعقوبات الدهرية، فتابت علي يديه. وعادت إلى المدينة تردد الشكر لله، الذي احسن إليها بالرجوع عن طريق الموت إلى الحياة، وقد اجري الله علي يديه آيات كثيرة. ولما اكمل جهاده الحسن تنيح بسلام.
كما تحتفل الكنيسة بذكرى نياحة القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج، وقال عنه سنكسار الكنيسة، إنه في مثل هذا اليوم تنيح القديس الطاهر الأنبا لونجينوس رئيس دير الزجاج. وكان من أهل قيليقية. ترهب في أحد الأديرة التي كان قد
ترهب فيها والده لوقيانوس بعد وفاة زوجته. وحصل بعد نياحة رئيس هذا الدير، إن أراد الرهبان إقامة القديس لوقيانوس رئيسا عليهم فلم يقبل، لأنه كان يبغض مجد العالم وأخذ ابنه لونجينوس وآتى به إلي الشام وأقاما هناك في كنيسة.
وقد أظهر الله فضائلهما بأجراء عدة آيات علي أيديهما، وخوفا من مجد العالم، استأذن لونجينوس أباه في الذهاب إلى مصر.
ولما وصل قصد دير الزجاج غرب الإسكندرية، فقبله الرهبان بفرح، إلى أن تنيح رئيس الدير ونظرا لما رأوه في القديس لونجينوس من الفضائل والسلوك الحسن فقد أقاموه رئيسا خلفه، وبعد قليل أتى إليه أبوه لوقيانوس. وكانا يصنعان قلوع المراكب ويقتاتان من عملهما وأجرى الله علي أيديهما آيات كثيرة. ثم تنيح الأب لوقيانوس بسلام ولحقه ابنه بعد ذلك.