تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بحدث تاريخى هام هذا العام وهو صناعة الميرون المقدس باستخدام طريقة جديدة فى عهد البابا تواضروس الثانى تمزج بين تقاليد الكنيسة العريقة وأحدث وسائل التكنولوجيا التى تعتمد على 1000 كيلو زيت الزيتون، حيث يتم إعداده كل 3 سنوات.
ويذكر الكتاب المقدس أن الكنيسة تؤمن أن الروح القدس يحل علينا، ويسكن عندما نُدهن بالميرون بعد المعمودية “وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس”.
مراحل إعداد زيت الميرون
أعلن قداسة البابا تواضروس الثانى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بدأت منذ عشر سنوات في إعداد الميرون المقدس بأسلوب يتناسب مع العصر وإمكانياته، وذلك دون تغيير في الصلوات والقراءات وفقط التغيير في أسلوب التحضير، موضحا أنه بعد مناقشة هذه الطريقة في اجتماعات المجمع المقدس وإقرارها، بدأ التطبيق في عام 2014 ثم 2017 ثم 2021 ويتم إعداده هذا العام في شهر مارس.
وأوضح قداسة البابا في مقال له بعدد مجلة الكرازة المرقسية الأخير أن إعداد زيت الميرون المقدس هذا العام يرسى عدة قواعد ومبادئ مهمة كالآتى:
1 – إعداد زيت الميرون المقدس بدون استخدام الماء أو النار أو رواسب.
2 – إعداد الميرون المقدس كل ثلاث سنوات بالصلوات على مدار اليومين.
3 – الكمية تكون حوالى ألف كيلو من الميرون المقدس وزيت الغاليلاون.
وأشار قداسة البابا أن الكنيسة تختار بدايات الصوم المقدس في الإعداد لزيت الميرون حتى يحضر الزيت الجديد قداسات الصوم الكبير وصلوات أسبوع الآلام ثم يتم إضافة الخميرة وفى قداس شم النسيم ثم يترك في الكنيسة ليتم تعبئته في زجاجات بلاستيكية مناسبة للتوزيع على الإيبارشيات والكنائس القبطية في مصر والخارج.
بداية صناعة زيت الميرون
وذكر قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن عمل زيت الميرون المقدس يعتبر المسحة المقدسة التي تحل محل وضع اليد كما يقول الكتاب المقدس، ويؤكد القديس بولس الرسول نفس الأمر إلى أهل كورنثوس.
وأوضح قداسة البابا خلال مقال له بعدد مجلة الكرازة المرقسية، أنه بدأ عمل الميرون منذ العصر الرسولى، حيث أخذ الآباء خلطة الحنوط الموجودة في كفن السيد المسيح والتي وضعها يوسف الرامى ونيقوديموس على جسد المسيح وكذلك الأطياب التي أحضرتها المريمات ومزجوها بزيت الزيتون البكر النقى وقدسوها بالصلاة وكلمة الله وجعلوها دهنا مقدسا لسر مسحة الروح القدس وخاتما للمؤمنين بعد تعميدهم.
ويعتبر القديس أثناسيوس الرسولى أول من عمل الميرون في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية بمدينة الإسكندرية اعتمادا على ما أحضره القديس مارمرقس الرسول معه من الحنوط والأطياب بعد خلطها فى زيت الزيتون التي عملها الأباء الرسل، واستمر بعد ذلك عمل زيت الميرون في الكنيسة الأرثوذكسية حوالى 40 مرة خلال عصور مختلفة.
ويوضح قداسة البابا أن التاريخ ربما يكون أغفل ذكر عمل الميرون فترة عصور بعض البطاركة بسبب بعض الظروف الاقتصادية أو السياسية وغيرها.
طرق التوزيع على الإيبارشيات
وذكر قداسة البابا أن الكمية المنتجة هذا العام تكاد تكفى احتياجات الكنائس والإيبارشيات للاستخدام في سر المعمودية ورشومات سر الميرون للمعمدين حديثا بديلا عن وضع اليد الذى كان موجوداً
في أيام الرسل، وكذلك في تدشين الأوانى المقدسة والأيقونات والمعموديات والمذابح والكنائس، ولأنه توجد حوالى 100 إيبارشية ومنطقة رعوية فبقسمة 600 كيلو زيت الميرون على رقم 100 يساوى 6 كيلو
وهذا هو نصيب كل إيبارشية للاستخدام على مدار 3 سنوات حتى إعداد ميرون جديد.. ومن هنا جاء تنظيم العمل والإعداد بصورة مستمرة وليس من الحكمة إعداد كميات أكبر بسبب صعوبات التحضير والتخزين والجودة.