تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدا بذكرى أربعاء أيوب والذى يعتبر ثالث أيام البصخة المقدسة، ومن أبرز الطقوس التى تتبعها الكنيسة فى أسبوع الآلام طقس منع السلام والقبلات منذ عشية أربعاء أيوب “الليلة” حتى ليلة عيد القيامة، والذى يوافق مساء يوم السبت المقبل.
وتمنع القبلات بداية من عشية يوم أربعاء البصخة، احتجاجًا على قبلة يهوذا وخيانته للمسيح وتسليمه لليهود، وتذكارًا لهذه الخيانة تصوم الكنيسة كل أربعاء طوال السنة محتجين على التآمر على المسيح، هذا التآمر الذى اشترك فيه يهوذا أحد تلاميذه بخيانة بشعة وفى البصخة ينشد المؤمنون كلهم مديحة تبكيت يهوذا.
وتركت “خيانة يهوذا”، أثرًا عميقًا فى وجدان الكنيسة على أن يهوذا لم يكن هو الوحيد الذى خان المسيح فى تلك الأيام فكثيرون خانوه، فكان يهوذا التلميذ الوحيد الذى من اليهودية، أمّا الباقون فكانوا من الجليل، وكان لكفاءته المالية والإدارية أعطاه السيد المسيح أمانة الصندوق، لكنه تحول إلى لص وخائن، فلذلك منعت القبلات حتى لا يكون السلام سلاماً ظاهرياً.
ويشهد أسبوع الآلام نهاية فترة الصوم الكبير، والذى يستمر لمدة 55 يومًا، وينتهى بعيد القيامة المجيد ودُعى صوم الأقباط بالصوم الكبير لأنه يحتوى على 3 أصوام، هى أسبوع الاستعداد والأربعين يومًا المقدسة التى صامها السيد المسيح صومًا انقطاعيًا، وأسبوع الآلام ويمتد إلى 55 يومًا، وهو صوم من الدرجة الأولى لا يتناول فيه السمك مثل صوم الميلاد.
ووفقا لطقوس الكنيسة الأرثوذكسية فإن موعد هذا الصوم يختلف من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد، ويحدد عيد القيامة كل عام بحيث لا يأتى قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه، ولا تحتفل الكنيسة مع اليهود بل يتم الاحتفال فى يوم الأحد التالى لكى يتم الاحتفاظ برمزية أيام الجمعة العظيمة، وأحد القيامة.