بدأ المصريون، اليوم الأربعاء، العام المصري الجديد 6266، فهم أصحاب ومنشئي أول تقويم عرفته البشرية قبل الميلاد، وأيضا يبدأ العام القبطي الجديد لسنة 1741 ش أو ق «شهداء أو قبطية».
ويقول القمص تواضروس متياس، الباحث في التاريخ، إن الاحتفال برأس السنة المصرية للعام 6266 من أقدم الأعياد في العالم وهو الاحتفال بفيضان النيل، والذي سبق التاريخ والتأريخ بألاف السنين ووضع التقويم المصري القديم، سنة 4241 قبل الميلاد أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد، وكان يعرف قديمًا بـ عيد «وبت رنبت» ومعناه افتتاح السنة أي بداية العام الجديد.
وتابع، التقويم القبطى هو تقويم شمسي «النجمي» وضعه القدماء المصريون لتقسيم السنة إلى شهور، معتمدا على دورة الشمس، ويعتبر من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، وأدقها من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام، إذ يعتمد عليه الفلاح المصرى في مواسم الزراعة والمحاصيل التي يزرعها منذ آلاف السنين حتى الآن.
ولفت «متياس» إلى أن واضع التقويم المصري القديم العلاَّمة الفلكي الأول «توت» أو «تحوت» الذي اطلق اسمه على أول شهر في السنة، وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية منتوت التي ما تزال موجودة وتتبع مركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، بنفس اسمها القديم، وذلك تقديرا من المصريين القدماء لهذا العلامة؛ ورفعوه إلى مصاف الآلهة.
وأشار القس يوساب عزت، استاذ القانون الكنسي، إن التقويم القبطى الحالي ينقصه عن التقويم الميلادي 284 سنة، وذلك لأنه مع انتهاء عصر الفراعنة، واحتلال مصر من الرومان، أوقفوا العمل
بالتقويم المصري، واستخدموا التقويم الروماني، وأعيد استخدام التقويم المصري القديم من قبل مسيحيي مصر في أواخر القرن الثالث الميلادي، بعدما تولي دقلديانوس الإمبراطور الدموي
الحكم عام 284 ميلادية، حيث اضطهد المصريين وقتل الملايين، وأكثرهم من الأقباط، حيث سمي عهده بـ«عصر الإستشهاد»، ومن هنا أصبح اسم التقويم المصري القديم يعرف بـ «تقويم الشهداء».
وتبدأ السنة القبطية بشهر توت وتنتهى بشهر نسىء، وهو الشهر الثالث عشر والأخير في العام القبطى، وهو شهر قصير، طوله خمسة أيام في ثلاث سنوات متتالية، وفي الرابعة “كبيسة” يكون طوله ستة أيام، والنسىء معناها في اللغة «العقيب»، وعرف بالقبطية باسم «الشهر الصغير».
وسهرت كنائس مصر الأرثوذكسية والكاثوليكية في قداسات حتي صباح اليوم الأربعاء، ومن الطقوس الأساسية للاحتفال بعيد النيروز أو رأس السنة القبطية، تطييب رفات وأجساد الشهداء بالعطور والأطياب والحنوط المعطرة، للدلالة على أنهم صاروا برائحة المسيح الذكية بحسب تفسير الكنيسة المصرية.
ومن ضمن مظاهر الاحتفال توزيع فاكهة البلح والجوافة في الكنائس في شكل معايدة عيد النيروز والاحتفال بأول أيام السنة القبطية الأربعاء 12 سبتمبر الموافق 1 توت من كل عام.
ويقول الدكتور ارساني رضا، أمين عام الخدمة بكنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة، تناول الأقباط للبلح والجوافة له معني رمزي وبعد روحي حيث يرمز البلح إلي دم الشهداء، وقلبه
الأبيض يدل علي نقاء سيرتهم، أما نواته فصلبة لا تنكسر رمزا لصمود الشهداء رغم العذابات الكثيرة، ونفس الرمز بالنسبة لثمرة الجوافة التي
تمتاز بقلبها الأبيض وبذورها كثيرة مثل عدد الأقباط الشهداء، وتبادل الاقباط بطاقات التهاني لعيد رأس السنة القبطية، وكانت عبارة عن صور للبلح والجوافة وتصميمها بأشكان قبطية مثل الصلبان