تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الجمعة، بالذكري الـ”65″ علي تجليس القديس البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 من تاريخ باباوات الإسكندرية على الكرسي الباباوي في 10 مايو 1959، البابا الذي رحل عن عالمنا في 9 مارس 1971 ترك
بصمة روحية في وجدان وقلب كل من تعامل معه أو سمع سيرته العطرة، حتى أن المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اعترف رسميا بقداسته في الجلسة المنعقدة بتاريخ 20 يونيو 2013.
وجدير بالذكر أن اسمه القديس العلماني عازر ، ولد ببلدة طوخ النصارى بدمنهور في الجمعة 2 أغسطس 1902، ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفاني في خدمة أمه الأرثوذكسية حريصًا على حِفظ تراثها.
وابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان.. فكان من نصيبهم ولا سيما وأن بلدة طوخ هذه كانت وقفٌ على دير البراموس في ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة.
وحصل على البكالوريا، عمل في إحدى شركات الملاحة بالإسكندرية واسمها “كوك شيبينج” Cook Shipping سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.
وظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة، فعاش راهبً زاهدًا في بيته وفي عمله دون أن يشعر به احد، فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفيًا بكسرة صغيرة وقليلًا من الملح.
وترهَّب في دير البراموس باسم مينا البراموسي ورسم قسًا سنة1931 م. ثم قمصًا.
وتتلمذ في دير البراموس على يد القمص عبد المسيح المسعودي فنشأ محبًا للفضيلة والعبادة والصلاة.
وفي سنة 1936 م. ترك الدير واتجه إلى مصر القديمة فاستأجر إحدى طواحين الهواء بتلال جبل المقطم وأقام في دورها الثاني مذبحًا يقدم عليه القرابين .
على أثر اعتماد لائحة انتخاب البطريرك سنة 1957 م. وبعد القرعة الهيكلية تمت سيامته بطريركًا سنة 1959 م.