طل علينا يوم 5 آب / أغسطس 2024، بيانا مفاجئا لـ 21 قسا وخادما انجيليا من الشرق الاوسط، يرفضون الاسلاموفبيا ويدعون ضمنيا الكنائس الغربية لقبول السردية الإسلامية للقضية الفلسطينية، وقد أثار هذا البيان جدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي، وردود أفعال لم يتوقعها الموقعون على البيان.
واعتبر الكثيرون من المعلقين ان هؤلاء “الموقعين” بسبب الاسلاموفوبيا وللحفاظ على وجودهم الآمن بين مجتمع يعتبرهم مشركين وذميين، اعلنوا رفضهم للاسلاموفوبيا علنا امام العالم الغربي وبالتالي ليثبتوا ولائهم لمجتمعهم، وان على مجتمعهم ان لا يربطهم بالمسيحيين الغربيين الموالين لإسرائيل.
وقد أكد عدد من الخدام الإنجيليين في الأراضي المقدسة لموقع لينغا أن منسقي البيان عرضوا البيان قبل نشره على عدة مجامع إنجيلية في الشرق الأوسط، لكنهم قوبلوا بالرفض التام. ومع ذلك، قرر المنسقون المضي قدمًا بالبيان على مسؤوليتهم الخاصة، وأثار إضافة ألقاب المجامع والمؤسسات التي يعملون أو عملوا فيها إلى توقيعاتهم غضبًا واسعًا بين اتباع هذه المؤسسات والمجامع.
اول من انتقد البيان كان الناشط في حقوق الإنسان والمحلل السياسي، مجدي خليل، وقال ان البيان لا يختلف عن بيانات الازهر اذا ازلنا الشواهد الكتابية منه. وانتقد الموقعين على البيان الذين بغالبيتهم يتلقون معونات من الغرب ويهاجمون الكنائس الغربية.
تلاه الأخ رشيد حمامي، الذي تطرق الى اللاهوت الفلسطيني الذي يتبناه منسق البيان، القس اللوثري منذر اسحق، واعتبره بدعة لاهوتية لما فيه من سرد مطابق للسردية الإسلامية حول الأراضي المقدسة.
كما وحذر الأخ رشيد على صفحته في الفيسبوك من التعامل مع اسحق، المدعوم من قناة الجزيرة في قطر على حد تعبيره، والمعروف عن القناة انها تدعم حماس الإرهابية وتدافع عن الاخوان المسلمين في كل مكان.
كان اول من طلب إزالة اسمه من البيان، القس د. نزار شاهين مدير هيئة نور لجميع الأمم، الذي تم زج اسمه في البيان.
تلاه القس عزت شاكر، الذي اكد انه أراد فقط ادانة العنف ودعوة الجميع لتحقيق السلام في كل مكان، مؤكدا ان لا علاقة له بالسياسة بالمرة. ولذلك سحب توقيعه من البيان.
وكان القس جوزيف نجم، من مجمع الكنيسة الإنجيلية الحُرَّة، لبنان وسوريا، الخادم المسيحي الثالث الذي سحب توقيعه من بيان “دعوة جماعية للكنيسة العالمية من قادة إنجيليين في الشرق الأوسط” .
وبهذا تناقص عدد الموقعين على البيان الى 18 شخصا فقط، منهم من يحمل لقب قس ولا يرعى أي كنيسة .
ويدعو موقع لينغا الاحبة، القس جاك سارة والقس حنا كتناشو والسيد بطرس منصور بسحب توقيعاتهم من البيان حفاظا على وحدة الكنائس الانجيلية بعائلاتها الأربعة في الأراضي المقدسة.
يُذكر ان كلية الناصرة الانجيلية المدعومة من الكنائس المعمدانية في إسرائيل ما زالت مستمرة في الدعوة لمساقات لاهوتية كتابية مع القس منذر اسحق، وهو الذي نسق البيان المثير للجدل، وكاتب كتاب مدخل الى اللاهوت الفلسطيني، هذا التعاون بينهم اثار نقاشات واسعة بين الانجيليين حول توجهات التعليم اللاهوتي في هذه الكلية.