تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بالعمل على توطين أحدث الصناعات العسكرية والمدنية تلبية للاحتياجات الوطنية، والانفتاح على التصدير للخارج
للدول الصديقة والشقيقة، تستعد الدولة المصرية، ممثلة فى مصنع «قادر» للصناعات المتطورة، أحد مصانع الهيئة العربية للتصنيع، لإنتاج مدرعة عسكرية وأمنية جديدة، وهى
مدرعة تتميز بقدرة عالية على المناورة، والحركة فى أضيق الأماكن، مع توفير قدرات قتالية عالية، بما يحمى القوات الموجودة بداخلها، ويساعدها على تنفيذ مهامها على الوجه الأمثل.
وانفردت «الوطن»، بجولة تفقدية رفقة المسئولين عن تصميم وصناعة المدرعات فى مصنع «قادر»، لتفقد النموذج الأولى الذى أنتجته الهيئة بأيادٍ وعقول مصرية، إذ أكد اللواء دكتور عمرو عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مصنع «قادر» للصناعات المتطورة،
أن المهمة الرئيسية لمصانع ووحدات الهيئة العربية للتصنيع هى تلبية احتياجات القوات المسلحة والشرطة المدنية، مع استغلال فائض القدرات الإنتاجية فى العمل على دعم التنمية الشاملة، وتنفيذ مبادرات مجتمعية لمختلف الفئات المجتمعية فى الدولة.
وتفقد المحرر العسكرى لجريدة «الوطن» المدرعة الجديدة، التى تتميز بأنها مصنّعة بـ«شاسيه» يتحمل السرعات العالية حال الحاجة، بما يصل إلى 160 كيلومتراً فى الساعة كسرعة قصوى، مع ضبط السرعة القصوى الفعلية للمدرعة، بحسب احتياجات القوات العاملة معها، سواء 100 كيلومتر فى الساعة أو أكثر.
مميزات «المدرعة الصخرة»
وتتميز المدرعة الجديدة، التى ستمثل دعماً رئيسياً لجهود تأمين الحدود على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، والتدخل السريع لقوات إنفاذ القانون لمواجهة أى تحديات أمنية مستحدثة، بحسب مسئولى مصنع «قادر»، بتصميم عقول وأيدٍ مصرية، توفر مساحة أكبر للقوات الموجودة بداخلها، لضمان حرية وسهولة حركتهم، مقارنة بالأجيال السابقة من المدرعات.
وتستوعب المدرعة الجديدة، التى تعتبر بمثابة «صخرة» لحفظ الأمن فى المناطق الصحراوية والنائية، 8 أفراد، بواقع سائق، وقائد للمأمورية، و6 أفراد فى المدرعة من داخلها، لكننا لاحظنا أن الكراسى المركبة داخل
المدرعة المصرية الجديدة، تختلف عن الأجيال السابقة من المدرعات، وهو ما قال عنه المهندس سيد دراملى، رئيس قطاع الإنتاج بمصنع قادر للصناعات المتطورة، إنها ما تسمى بـ«الكراسى التكتيكية»، وهى كراسى تتيح
المزيد من الراحة للقوات، فضلاً عن ربطها بجسم المدرعة بتقنيات تُقلل من أثر السير بالمناطق الوعرة على القوات الموجودة داخل المدرعة الجديدة، و«حزام خماسى» لضمان أمن القوات خلال الحركة بالمناطق الجبلية والوعرة.
كما زودت الهيئة العربية للتصنيع المدرعة المصرية الجديدة بنظامَى تكييف بداخلها، وهو ما فسّره «دراملى»: أحدهما تم توصيله على موتور المدرعة للعمل أثناء الحركة، وآخر منفصل عن الموتور للعمل حال توقف
السيارة، موضحاً أن المدرعة الجديدة ستعمل فى مناطق صحراوية ووعرة، وقد تعمل فى درجات حرارة مرتفعة للغاية، ما سيجعل تلك الأنظمة داعماً لقدرة القوات على العمل، وحفظ الأمن القومى المصرى بأعلى فاعلية وكفاءة.
«دراملى»: بدأنا تسويقها خارجيا وتلقينا طلبات من دول خليجية وشمال أفريقية لتصديرها إليها
ويقول «دراملى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنه مع إنتاج مدرعات كبيرة الحجم فى مصر، مثل المدرعة «فهد 300»، التى ينتجها المصنع «قادر» نفسه، يتزايد الطلب محلياً وإقليمياً ودولياً على مدرعات أصغر فى الحجم، وهو ما ستلبيه المدرعة الجديدة.
مناسبة لـ«المطاردات الأمنية» وتأمين الحدود والتدخل السريع
ويوضح مدير قطاع الإنتاج فى مصنع «قادر» أن «المدرعة الصخرة» تتميز بإمكانيات تجعلها مناسبة للغاية للاستخدام فى قوات حماية الحدود، وللتدخل السريع رفقة الأجهزة الأمنية المعنية، ومجابهة الطوارئ، والتى
تجعلها مدرعة متميزة فى المطاردات الأمنية، نظراً لقدرتها على العمل فى الطرق العادية، والطرق غير الممهدة، وقدراتها العالية على المناورة، والدوران، والحركة فى المناطق الوعرة، وسرعتها، ودرجة حمايتها العالية.
ويشير إلى أنه تمت معالجة شاسيه المدرعة الجديدة وفق المعايير الحربية، مع تصميم كبسولة خارجية للمدرعة بمستوى حماية مرتفع ضد الطلقات والأعيرة النارية الثقيلة، كما تم تصميم المدرعة بـ«مغازل نيران» من داخل المدرعة تمكن كل من يوجد داخلها للتعامل مع التحديات الأمنية المختلفة، لفرض الأمن.
ويلفت إلى تصميم المدرعة ببرج قتالى داخلها، من الممكن تجهيزه بأى متطلبات لعميل المصنع، بداية من منصات إطلاق النيران الذاتية من داخل المدرعة، أو رشاشات إطلاق النيران، وغيرها من المواصفات.
ويوضح مدير قطاع الإنتاج فى مصنع قادر للصناعات المتطورة أن الهيئة العربية للتصنيع بدأت فى تسويق المدرعة المصرية الجديدة لعدد من الدول الصديقة والشقيقة، وأن عدداً منها بالفعل أبدى اهتماماً كبيراً بها،
ومنها دول فى منطقة الخليج العربى، وشمال أفريقيا، والذين وصلوا لمراحل تفاوض متقدمة بشأن المدرعة الجديدة، ويعملون حالياً على تحديد المواصفات التفصيلية التى يحتاجونها فى المدرعة الصخرة لإتمام التعاقد بشأنها.
ويؤكد «دراملى» قدرة المصنع على تركيب أى أجهزة أو معدات يحتاجها العميل منهم، مثل أجهزة الاتصالات اللاسلكية مع القيادة التى تتبع لها تلك القوات الأمنية، وغيرها من التجهيزات الإلكترونية التى يحتاجها «العميل».
استخدام «الصلب المدرع» المصرى لتصنيعها
وعن نسب التصنيع المحلى للمدرعة المصرية الجديدة، قال إن الصلب المدرع الذى يتم إنتاج جسم المدرعة منه مُصنَّع محلياً داخل شركة أبوزعبل للصناعات الهندسية، مصنع «100 الحربى»، التابع لوزارة الإنتاج
الحربى، كما يتم إجراء كل المعاملات التصنيعية بعقول وخبرات وأيدٍ ومكونات مصرية، ما يجعل نسبة التصنيع المحلى للمدرعة الجديدة 70%، مع استيراد الشاسيه وبضعة مكونات من الخارج بنسبة تصنيعية تُقارب 30%.
ويوضح «دراملى» أنه من الممكن تزويد العربة المدرعة الجديدة بنظام لحمايتها ووقايتها من المتفجرات والألغام أسفلها، حسب طلب القوات التى ستتعاقد مع الهيئة العربية للتصنيع معها، فضلاً عن تركيب «زجاج مدرع» فى العربة المدرعة.
وتوقع مدير قطاع الإنتاج فى مصنع قادر للصناعات المتطورة أن يكون هناك طلب كبير على العربة المدرعة سواء فى مصر، أو الدول العربية، والأفريقية، مشيراً إلى أنها مدرعة توازى أحدث ما وصل إليه العالم فى هذا المجال، وبسعر منافس ومناسب للغاية مقارنة بمثيلاتها فى باقى دول العالم.