تصدرت قصة بائع حلوى «غزل البنات» الذي ألقى بضاعته في الشارع لعدم قدرته على بيعها طوال اليوم، وفشله في توفير نقود لشراء لحمة عيد الأضحى لأسرته «الترند» في المواقع الإخبارية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى طوال الـ24 ساعة الماضية، حيث
انتشر مقطع فيديو لبائع حلوى «غزل البنات» وقد ظهر عصبيا ويقطع أكياس غزل البنات التي يحملها للبيع ويلقى بها في الشارع دون معرفة السبب، وجرى تداول الفيديو على نطاق واسع بأن الرجل أصابه الهم وألقى بضاعته لعدم قدرته على بيعها وتوفير نفقات أسرته.
وأعلنت مؤسسة «حياة كريمة» تكفلها برعاية محمد حسين صاحب الفيديو الشهير وأسرته، وقررت تسليمه مشروعًا متكاملًا يكفل له حياة كريمة طوال العمر، وتقديم مساعدات مادية وعينية له ولأسرته، فضلًا عن إعادة إحلال وتجديد مسكنه
المتهدم، لافتة إلى قيام فريق عمل من المؤسسة بالتواصل مع صاحب الفيديو وزيارته في قريته بمركز دار السلام في شرق محافظة سوهاج، للتعرف على مطالبه ومعاينة مسكنه، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإتمام المساعدات المقدمة له من المؤسسة.
وتواصلت «المصرى اليوم» مع البائع محمد حسين صاحب الفيديو والذى يقيم بقرية «العقارية»، حيث أكد أنه أقدم على هذا الفعل بسبب ضيق الرزق وخروجه منذ الصباح لبيع البضاعة
من أجل شراء لحمة العيد لأطفاله، ورغم سعيه في الشوارع طوال اليوم حتى حلول الظلام في الحر الشديد لكن لم يشتر منه أحد، فضاق به الحال ووجد نفسه مندفعًا لتقطيع أكياس
الحلوى وإلقائها في الشارع، قائلًا «ربنا كرمنى من وسع بعد انتشار الفيديو الذي صوره أحد الأشخاص دون علمى، وحصل سباق بين أهل الخير لمساعدتى وأنا مش عاوز حاجة غير الستر».
وأوضح محمد «42 سنة» أنه متزوج ولديه 4 أطفال، وهم رحمة بالصف الخامس الإبتدائى، وعبدالله بالصف الثالث الإبتدائى، وعبدالرحمن بالصف الأول الإبتدائى، وآدم «3 سنوات»، ووالدته تقيم معه، وينفق على والده وزوجته وأطفاله من مهنته في بيع حلوى غزل البنات، لافتًا إلى أن المعيشة ضاقت معه بعد وفاة والده وشقيقه حيث كانا يساعدانه في النفقات.
وتابع محمد: «أعمل منذ ما يقرب من 6 سنوات في بيع الليمون والكسبرة، ونظرًا لغلاء الليمون لجأت لبيع حلوى غزل البنات، وأخرج يوميًا للتجوال في البلاد والقرى المجاورة لبيع الحلوى،
وما أكسبه في اليوم سواء 100 جنيه أو أقل أو أكثر أنفقه على والدتى وزوجتى وأطفالى، ويوم الجمعة الماضي قبل وقفة عيد الأضحى أخذت البضاعة من التاجر بسعر 300 جنيه على وعد بدفع ثمنها بعد
البيع، وخرجت منذ الصباح أجوب القرى في الحر الشديد على أمل بيع كل البضاعة وتسديد ثمنها للتاجر، وأشترى أي لحمة لأطفالى علشان العيد، لكنى طوال اليوم وبعد تنقل بين القرى وتجوال
على قدمى لمدة 18 ساعة لم أبع شيئا، والحلوى انكمشت داخل الأكياس بسبب الحر الشديد، فأصبت بحالة من الحزن والضيق الشديد دفعتنى لتقطيع أكياس الحلوى من الحامل الخشبى وإلقائها في الشارع».
وأضاف محمد: «أسكن وأسرتى في منزل بسيط من الطوب اللبن، وبسبب تهدم المنزل أسكن حالياً وأسرتى في منزل أحد الجيران، ولم أكن أشكو لأحد ضيق عيشى وكانت شكواى لله فقط، وكنت أدعوه أن يفك كربى ويفرج
همى، واستجاب الله لدعائى بعد ما ضاق بى الحال واشتد الكرب، ويتسابق حالياً أهل الخير لمساعدتى»، مؤكداً أن مؤسسة «حياة كريمة» تواصلت معه بعد انتشار الفيديو من أجل توفير مشروع دائم «كشك
بقالة» يدر له دخلا ينفق منه على والدته وأسرته، وكذلك توفير مسكن، كما تواصلت معه الشؤون الاجتماعية لتوفير معاش تكافل وكرامة له، وكان قد تقدم له أكثر من 10 مرات دون أن يتم الرد على طلبه بالموافقة.
ووجه بائع غزل البنات الشكر للدولة وللرئيس السيسى، ولكل أهل الخير الذين اهتموا به وحرصوا على مساعدته والتكفل به وبأسرته، داعياً جميع البسطاء الذين ضاق بهم العيش في مثل حالته إلى الصبر والدعاء لله بالفرج.