تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بـعيد الغطاس المجيد، ثالث الاعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر.
عادل عوض، الدارس والمتخصص في التاريخ الكنسي، قال لـ”الدستور” إنه منذ بزغت شمس المسيحية في عام 30 م، وهو العام الذي اعتمد فيه المسيح وحتى عام 313 وهو العام الذي انتهى فيه اضطهاد الامبراطورية الرومانية للمسيحية، على يد منشور التسامح الديني الذي اصدره الامبراطور البار قسطنطين، فكان المسيحيين يحتفلون بالميلاد والغطاس في يوما واحدا.
وأوضح “عوض” أن ذلك اليوم هو 11 طوبة بالتقويم القبطي، ويعتبر أقدم التقويمات على الإطلاق، إذ تأسس على درجة عالية من الحرفية الفلكية والمهارة الرياضية عام 4000 قبل الميلاد.
من جانبه، قال المتريبوليت إيروثيوس فلاخوس مطران كنيسة الروم الارثوذكس في نافباكتوس، سَمّى حدث معمودية المسيح على يد يوحنا السابق في نهر الأردن الظهور الإلهي في كنيسة العصور الأولى، كان عيدا الميلاد والظهور يُعيَّدان في اليوم نفسه، أي السادس من كانون الثاني.
في القرن الرابع، انفصل العيدان ونُقل عيد الميلاد إلى الخامس والعشرين من كانون الأول، أي أنّ اليوم الذي كان يعيّد فيه الوثنيون لإله الشمس صار يوم التعييد لشمس البِر. على المنوال نفسه، يصف القديس غريغوريوس اللاهوتي هذا العيد بأنه، بسبب المعمودية وإشعال النار، عيد الأنوار واستنارة الموعوظين.
واعتاد باباوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الاسكندرية.