تعرضت نعمت شفيق، الخبيرة الاقتصادية، مصرية الأصل، والتي أصبحت أول امرأة تقود جامعة كولومبيا في نيويورك، لانتقادات بسبب الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي، والمرتبطة بالحرب على غزة.
وبعد أقل من عام من عملها في جامعة كولومبيا، تواجه نعمت شفيق دعوات لإجبارها على الاستقالة، بسبب تعاملها مع الاحتجاجات في الجامعة، ودعوتها للقبض على أكثر من 100 شخص حتى الآن.
من هى نعمت شفيق؟
ولدت شفيق في الإسكندرية وغادرت عائلتها مصر في عهد الرئيس الأسبق الراحل جمال عبدالناصر، ونشأت في جنوب الولايات المتحدة وتعيش في جورجيا وفلوريدا ونورث كارولينا، وهى تحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية.
في عام 1993، تخرجت نعمت شفيق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن الأمريكية، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة لندن والدكتوراة من جامعة أكسفورد.
وشغلت نعمت شفيق منصب عميد كلية لندن للاقتصاد، قبل أن تقود جامعة كولومبيا، كما شغلت منصب نائب محافظ بنك إنجلترا من 2014 إلى 2017، حيث أدارت ميزانية عمومية بقيمة 605 مليارات دولار.
وحصلت على لقب «البارونة» في وسام الإمبراطورية البريطانية عام 2015، وطوال حياتها المهنية شاركت في السياسة العامة والأوساط الأكاديمية، حيث عملت في البنك الدولي، لتصبح في نهاية المطاف أصغر نائب رئيس للبنك على الإطلاق، وعملت لدى جامعة جورج تاون في واشنطن، وكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا.
وأشارت وكالة «أسوشيتد برس»، الأمريكية، إلى أنه ليس من الجديد على رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، التعامل مع القضايا الدولية المعقدة، حيث عملت في بعض أبرز المؤسسات المالية العالمية في العالم، ففي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، على سبيل المثال، تناولت أزمة الديون الأوروبية والربيع العربي.
وخبرتها في مجال التمويل، وليس في المجال الأكاديمي، تضعها في صف المزيد والمزيد من قادة الجامعات الذين يأتون من خلفيات غير أعضاء هيئة التدريس.
وفي وقت تعيين شفيق، وصفها جوناثان لافين، رئيس مجلس أمناء جامعة كولومبيا، بأنها قائدة تفهم بعمق «الأكاديمية والعالم خارجها».
وفي عام 2020، شاركت نعمت شفيق كمتحدث رئيسي للمرة الأولى من العاصمة البريطانية لندن في فعاليات مؤتمر «مصر تستطيع بالصناعة»، بحضور وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، وبمشاركة الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط.
والدكتورة نعمت شفيق منحتها ملكة إنجلترا الراحلة إليزابيت الثانية العضوية الدائمة في مجلس اللوردات البريطاني، وعليه حازت على لقب «بارونة»، وتُعرف في بريطانيا باسم «مينوش شفيق».
احتجاجات داخل الحرم الجامعي
وألقت الشرطة الأمريكية القبض على 108 متظاهرين نددوا بوقف إطلاق النار والحرب في غزة، أثناء وقفاتهم الاحتجاجية بجامعة كولومبيا الأمريكية، تلك الجامعة التي ترأسها وتقودها سيدة مصرية تدعى نعمت شفيق وكان لها اليد العليا في قرار احتجاز هؤلاء المتظاهرين.
اتخذت رئيسة جامعة كولومبيا قرارها باستدعاء قسم شرطة نيويورك لإبعاد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين من الحرم الجامعي، الأسبوع الماضي، وهو ما أثار موجة تظاهرات حادة اندلعت في جامعات نيويورك.
ودعت رئيسة الجامعة إلى الانضباط في محاولة لتخفيف الوضع، وأعلنت أن جميع الفصول الدراسية ستعقد عبر الإنترنت، الاثنين، وقالت، في بيان: «لنزع فتيل الضغينة ومنحنا جميعًا فرصة للتفكير في الخطوات التالية، أعلن أن جميع الفصول الدراسية ستُعقد افتراضيًا يوم الاثنين.. يجب على أعضاء هيئة التدريس والموظفين الذين يمكنهم العمل عن بعد أن يفعلوا ذلك».
وتابعت، في رسالة إلى المجتمع التعليمي الجامعي، إن فريق عمل يتكون من عمداء وإداريي الجامعات وأعضاء هيئة التدريس سيبحثون عن سبل لحل الأزمة الحالية. وأضافت شفيق: «دعونا نذكر أنفسنا بقيمنا المشتركة المتمثلة في تكريم التعلم والاحترام المتبادل واللطف التي كانت حجر الأساس لكولومبيا».
واستطردت: «آمل أن يتمكن الجميع من أخذ نفس عميق وإظهار التعاطف والعمل معًا لإعادة بناء الروابط التي تربطنا معًا».