يتزامن اليوم الأحد، احتفال الأقباط «أحد الشعانين» مع استمرار الحرب الصهيونية على غزة، وتدمير الأخضر واليابس دون تمييز بين أصحاب الديانات المختلفة، إذ استهدف الاحتلال الإسرائيلي المساجد والكنائس على حد سواء.
ومرت قرابة ما يزيد على 200 يوم على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، حيث تم خلال تلك الفترة استهداف قرابة 378 مسجدًا، فضلا عن استهداف الكنائس الثلاث الموجودة في غزة.
وتحتضن غزة بعض أقدم الكنائس والمساجد في العالم، إلا أن ذلك لم يكن شفيعا أمام الاحتلال في اتخاذ التدابير اللازمة لعدم التعرض بالتدمير والقصف المباشر الذي يستهدف النازحين داخلها أو بمحيطها.
ويقدر عدد الأقباط المتواجدين داخل غزة قبيل بدء الحرب بقرابة الألف قبطي غزاوي، ويضم القطاع ثلاث كنائس هم: (الكنيسة المعمدانية وهي الوحيدة للبروتستانت، والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية (كنيسة القديس برفيريوس)، وكنيسة العائلة المقدسة للاتين».
كنيسة القديس برفيريوس
هي كنيسة أرثوذكسية شرقية في حي الزيتون بمدينة غزة وهي أقدم كنيسة في المدينة، وسميت الكنيسة نسبة إلى القديس برفيريوس الذي دفن فيها، وقبر القديس موجود في الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة.
ويعود تاريخ البناء الأصلي لكنيسة القديس برفيريوس إلى عام 420 م فوق معبد وثني خشبي يعود لحقبة سابقة، تُظهر السجلات من القرن الخامس عشر أن تكريس الكنيسة كان أيضًا بمثابة شهادة للسيدة العذراء، وتم ترميم الكنيسة في 1856 وتعتبر الكنيسة الأصلية ثالث أقدم كنيسة في العالم. ويقف بجوارها مسجد «كاتب ولاية» الذي أنشئ في 735 هـ (ما يقارب 1334-1335 م).
كنيسة العائلة المقدسة للاتين
يقع دير اللاتين شرق غزة، وهو مجمع مسيحي يتبع الطائفة الكاثوليكية، له أسوار غير مرتفعة، ومبني منذ ستينيات القرن الماضي من الحجر الجيري، ويضم داخل حرمه كنيسة العائلة المقدسة، ومدرسة ابتدائية
وروضة، وكذلك بيت راهبات الأم تريزا، ومجمع الرعية، وتعد كنيسة العائلة المقدسة هي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة، وتديرها بشكل مباشر البطريركية اللاتينية في القدس، وينتسب لها نحو 80
كاثوليكيا، أما مجمع الرعية، فهو موطن للمبشرين الخيريين، وهي جماعة أسستها الأم تريزا مخصصة لخدمة المرضى والمعاقين، وفي ذلك المكان يعيش 54 شخصًا من ذوي الإعاقة تقوم على رعايتهم راهبات من مختلف الجنسيات.
الكنيسة المعمدانية
تأسست الكنيسة المؤلفة من ستة طوابق في خمسينيات القرن الماضي، وفي عام 2006 افتتحت أول مكتبة تقدم كتبًا للمسيحيين وغيرهم في غزة، ولحق بها العديد من الأضرار خلال الحروب السابقة لإسرائيل على القطاع.