أوان مبعثرة.. وحوائط مهدمة وأهالي بلا مأوى… في مشهد مأساوي يحبس الأنفاس وفي حادثة لم تكن في الحسبان أيقظت 127 أسرة من أهالى قرية الكوبانية التابعة لقرية عين غصين في محافظة الإسماعيلية، على غرق منازلهم بعد انهيار جزئي في جسر ترعة السويس التي تمر بالقرب من منازلهم والتي لم يأتي دورها بعد في مشروع تبطين الترع.
تلك المأساة التي دفعت سيدات القرية إلى البكاء بالدموع على حجم الخسائر التي جرفتها مياه الترعة لتعصف بعشرات المحاصيل الممزوجة بمحتويات المنازل بما فيها ملابس العيد الخاصة بالأطفال التي جرفتها مياه الترعة فاغرقتها ذاهبة بأحلام الأطفال بليلة العيد في مهب الريح.
شكارة الدقيق غرقت
وظلت إحدى السيدات المتضررات تبكي من حجم الخسائر منها شكارة الدقيق التي كافحت من أجل شرائها بعد أن اقتطعت ثمنها من مدخرات المنزل لعمل كعك العيد لابنائها حيث قالت وهي تبكي “شقايا ضاع شكارة الدقيق غرقت كنت جيباها علشان افرح الولاد بدخلة العيد الشكارة ب 800 جنيه “، أنا كنت بدبر القرش على القرش علشان اجيبها.
انهمرت دموع تلك السيدة ليس من أجل شكارة الدقيق فقط بل من أجل منزلها الذى ابتلعته المياه وأغرقت كافة الأجهزة الكهربائية به وكافة محتوياته فلا فرش ولا أثاث.
غرق الكتب الدراسية وضياع حلم التفوق
وفي مشهد أخر سيطر الحزن على أطفال قرية الكوبانية فهم على وشك امتحانات الشهر ونهاية العام فقد ذهبت كتبهم ضمن مياه الترعة التي ابتلعت كل شئ ولم يتبقى غير بضعة كراسات فارغة غمرتها المياه.
أين ذهب أبي ؟
وذلك الفلاح البسيط الذي جاء مهرولا يبحث عن والده الطاعن في السن الذي ظن أنه غرق في المياه داخل المنزل المنخفض الذي غمرته المياه حتى السقف ليجد والده صاحب 80 عاما يبكي على منزله الذي غرق جراء فعل فاعل كان يحاول اختلاس المياه من الترعة فتسبب في غرق قرية باكملها كما ذكر بيان وزارة الموارد المائية.