لطالما كان لحظة صلب السيد المسيح تثير الكثير من المعاني لكل المسيحيين ، وبالأخص للفنانين الذين وجودا الكثير من التفاصيل التي لابد من تسجيلها ، حيث تم عمل تمثال ” السيد المسيح المصلوب” بأكثر من نسخة وشكل ، مبينين من خلال التمثال إكليل الشوك على الرأس مرورًا بدق المسامير ووضعية الجسم ، والجروح والرجلين المسمرتين.
وبمناسبة أسبوع الآلام الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام ، قدم ” كيرلس غالي” نحات قرية قوص بمحافظة قنا، تمثالاً للسيد المسيح المصلوب ، حيث كشف لنا تفاصيله قائلاً : إن تمثال السيد المسيح المصلوب بارتفاع ” المسيح 120 سم” .. والصليب بطول 3.5 متر .
وتابع ” كيرلس” يقول : التمثال من خشب السرسوع والذي يمتاز بقوته وصلابته .. وألوانه الطبيعة جدًا بدون أى صبغات .. وأما الصليب نفسه ، فلقد تم صنعه من خشب الموسكى .. واستغرق وقت العمل في التمثال قرابة الشهرين.
وقال ” كيرلس” : التمثال حاليًا هو أحد مقتنيات كاتدرائية الشهيد إسطفانوس بقوص..وهو تحت رعاية نيافة الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة .. وكان بتوجيهات من وكيل المطرانية أبونا بولا .
وذكر” كيرلس” أن تمثال المسيح المصلوب ليست النسخة الأولي التي يقوم بنحتها ، بل هي المرة التاسعة الذي يقدم فيه شكل للسيد المسيح المصلوب .
وعن الفارق بين كل نسخة يقدمها حكى” كيرلس” يقول : أحرص دائمًا أن أغير بين كل شكل أقدمه في تمثال السيد المسيح المصلوب ، بمعنى انني اقوم بتغيير وضعية الجسم على الصليب .. أو حركة الرأس .. او نظرة العين .. شكل اللفافة او الرباط على الجسد.
وعن أصعب جزء بالتمثال قال “كيرلس”: غالبًا ما يكون الوجه هو أصعب شىء فى التمثال ،لأنك تقدم صورة حقيقية للمشاهد بتفاصيل واقعية جدًا لما مر به السيد المسيح من الآمات ،مع مراعاة النسب و تشريح العضلات وتناسقها مع بعضها البعض .
وقال “كيرلس”: أستخدم أخشاب البلوط والأرو والزان والـ mdf ، ولكن أفضلهم هو خشب السرسوع لما يتميز به من ألوان لثمرة الخشب ، فهو لا يحتاج إلا لدهان سيلر شفاف فقط لإظهار جماله وطريقة الشغل يتم عن طريق تقطيع الأخشاب بالمقاسات المطلوبة
بالمنشار ، ثم تبدأ مرحلة التجهيز بالعدد اليدوية كالصاروخ والشنيور والمنى كرافت والأزاميل والمبارد. ثم مرحلة الصنفرة والمرحلة النهائية هى الدهان بمادة السيلر الشفاف ، وطبعًا هناك تفاوت بين كل ثمرة خشب والأخرى فكل نوع خشب له طريقة فى التعامل .
كيرلس غالي في سطور …
– نحات قرية قوص المشهورة جدًا بخشب السرسوع .
– تعلم على يد رهبان فرنسيسكان تابعين لرهبنة “إخوة يسوع الصغار” .
– صاحب أيقونة “رحلة العائلة المقدسة” التي قدمت هدية للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان فى زيارته التاريخية إلى مصر.