حالة من النشاط يشهدها دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة فى محافظة أسيوط، والتى تصاحب احتفالات صوم العذراء، وتُقام فى الفترة من 7 إلى 22 أغسطس من كل عام.
ويُعد دير السيدة العذراء بجبل درنكة من أشهر الأديرة فى مصر والعالم، كونه آخر محطات رحلة العائلة المقدسة، ويقع الدير على بعد 10 كيلو مترات من مدينة أسيوط و3 كيلو مترات من قرية درنكة، ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر، وكانت كنيسة المغارة تُستخدم للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة.
وتعود أهمية دير السيدة العذراء بجبل درنكة إلى مجىء العائلة المقدسة إلى أسيوط، حيث قدمت السيدة مريم العذراء وعيسى عليه السلام وهو طفل صغير، بصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين واتجهت نحو مصر، ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربى، حيث المغارة المعروفة التى حلت بها العائلة المقدسة.
المصرى اليوم رصدت ملامح الاحتفال، حيث لم تتغير ملامح الدير كثيرًا عن الأعوام الماضية، فكل عام يشهد الدير العديد من التجديدات والإنشاءات بداية من مدخل قرية درنكة، ومن هذه التجديدات تشييد مبنى الملكة وتمثال السيدة العذراء مريم من
البرونز بمدخل البوابة والذى يشبه تمثال السيدة العذراء بحريصا فى لبنان ويبلغ طوله 25 مترًا بالقاعدة فضلًا عن أعمال التطوير لبوابة الدير من الخارج ودهان الأسوار وتشجير المنطقة المحيطة بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية وتعريفية للمكان.
السلام لكٍ يا مريم، تلك هى أشهر الترانيم التى يرددها الأقباط خلال احتفالات الدير سواء فى المنازل أو وسائل المواصلات فى طريقهم لزيارة الدير أو بداخل الدير، بالإضافة إلى العديد من الترانيم
المشهورة التى يرنمها آلاف الأقباط بداخل الدير وسط أجواء شديدة الحرارة، تتخطى 41 درجة مئوية، كما تقوم بعض المراكز والكنائس بإرسال أتوبيسات ورحلات نظرًا لبعد المسافة بين الدير وتلك المراكز،
كما تمتلأ الغرف السكنية بالدير مع بدء الاحتفالات، حيث يتم حجزها من قبل الزائرين من محافظة أسيوط أو المحافظات الأخرى قبل بدء فترة الاحتفالات بحوالى شهر، ويتم قضاء طوال فترة الاحتفالات الـ15 يومًا.
وقبل وصول الزائرين لبوابة الدير بحوالى 200 متر يسمح بإنزال الزائرين من وسائل المواصلات الذين يستقلونها، وتنتظرهم السيارات والحافلات المجانية الخاصة بالدير لتوصيل الزوار إلى البوابة، لتبدأ عملية التنظيم والتفتيش من قبل قوات الأمن والكشافة الخاصة بالدير قبل الدخول، وبعد انتهاء تفتيش الزائرين وقبل دخولهم من بوابة الدير يتم منحهم بزجاجات مياه معدنية للتخفيف من حرارة الجو.
يبدأ برنامج النهضة الروحية بالدير من الساعة السادسة صباحًا وحتى العاشرة صباحًا بالقداس الصباحى بالكنائس المختلفة بالدير، يليها برنامج الاحتفال الذى يبدأ بالتسابيح والصلاة بالساحة من الساعة
الخامسة مساءً، وفى تمام الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف يتجمع الزائرون بالآلاف فى منظر مبهج استعدادًا لانطلاق موكب السيدة العذراء من المغارة يترأسه الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها، وسط
عدد كبير من القساوسة والشمامسة الذين يحملون أيقونات السيدة العذراء، ويستقبله الزائرون بالتصفيق الحار والزغاريد والترانيم (السلام لك يا مريم) والعديد من الترانيم والمدائح التى يرددها الزائرون خلال الموكب.
وتبدأ بعدها فقرة الترانيم فى السابعة مساءً، ويبدأ الأنبا يوأنس بعد ذلك فى الساعة الثامنة وحتى الساعة التاسعة سلسلة التأملات التى يلقى من خلالها عدد من العظات المتتالية وسط حشد كبير من الزائرين بمنطقة الساحة أمام المغارة، وتليها فترة (التسبحة) الليلية فى التاسعة مساءً، ويستمر ذلك البرنامج والاحتفالات والأجواء المقدسة طوال الـ15 يوما من شهر أغسطس.
ويعتبر الصيام فى فترة صوم السيدة مريم العذراء صيام من الدرجة الثانية متاح فيه الأكل النباتى بما فيه الزيوت، بالإضافة إلى السماح بأكل الأسماك، والبعض ينذرون صوما بالماء والملح أى بدون زيت، ويصوم البعض أيضا عن السمك ويكون ذلك نذرا، ويكون مثل صوم الرسل وصوم الميلاد.
وقررت إدارة الدير، أن تكون أسعار جميع المأكولات والمشروبات بداخل كافتريات الدير بأسعار رمزية وفى متناول جميع الزائرين، حيث تبدأ قائمة الأسعار من جنيه واحد وحتى 15 جنيها.
وتستمر أعمال التجديدات بالدير طوال العام وخلال فترة الاحتفالات أيضًا، حيث افتتح اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، أعمال التطوير التى تمت ببوابة الدير، وذلك ضمن أعمال التطوير الشاملة لإحياء مسار العائلة المقدسة ورفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة للزائرين من المصريين والسائحين.