تشهد المسيحية الأرثوذكسية في كندا، ارتفاعًا ملحوظًا في شعبيتها، بينما تراجع تواجد العديد من الطوائف المسيحية الأخرى، ويعزى ذلك جزئيًا إلى الصراع بين القيم الدينية التقليدية والمعتقدات الفردية المتغيرة. تبين الإحصائيات
أن عدد معتنقي المسيحية الأرثوذكسية في كندا قد ارتفع بشكل ملحوظ، حيث وصلوا إلى 623,000 شخص في تعداد عام 2021، مقارنة بـ 479,600 في عام 2001. وارتفعت نسبة المسيحيين الأرثوذكس إلى 1.7% من السكان في عام 2021، مقارنة بـ 1.6% في عام 2001 و 1.4% في عام 1991.
وبحسب موقع ” the epochtimes “فيُعزى هذا الارتفاع جزئيًا إلى تدفق اللاجئين من دول أرثوذكسية رئيسية، مثل أوكرانيا، إلى كندا، حيث وصل أكثر من 286,700 أوكراني إلى البلاد منذ بداية الحرب في فبراير 2021. في الوقت نفسه، تراجعت المسيحية بشكل عام في كندا، حيث لم تمثل سوى 53.4% من السكان، بانخفاض من 67.3% في عام 2011، و 77.1% في عام 2001.
تُعزى شعبية المسيحية الأرثوذكسية جزئيًا إلى التمسك بالتقاليد والطقوس الدينية، وقد أثرت هذه الثباتية في جذب الشباب الذين يبحثون عن هوية دينية توفر الاستقرار والأمان في زمن التحولات السريعة. كما يعزى الاهتمام المتزايد بالأرثوذكسية إلى التزامها الصارم بالتقاليد والطقوس، وهو ما يجذب الكثيرين الذين يشعرون بالتوتر بسبب التغير السريع والصراع السياسي.
على الرغم من هذا النمو، هناك تساؤلات حول مدى استمرارية هذا الاتجاه، وهل ستحافظ المسيحية الأرثوذكسية على شعبيتها في مواجهة التحديات المستقبلية. ويعتمد الجواب على قدرة الكنيسة على التكيف مع التغيرات الاجتماعية وتلبية تطلعات أتباعها بشكل فعّال.
