تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال عيد القيامة المجيد، حيث تحتفل بقيامة السيد المسيح
من بين الأموات في اليوم الثالث، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة، والذي الذي بُنيت عليه كافة الكنائس العالمية سواء كانت الارثوذكسية او الكاثوليكية او البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الرومية.
تمثيلية أم مسرحية
وقال نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين، مُطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المنوفية، في كتاب الأعياد السيدية في الكنيسة القبطية، عن تمثيلية القيامة إنها هناك فرق بين تمثيلية ومسرحية، الفرق تمثيلية بمعنى أن أشخاص يمثلوا دور لأشخاص حقيقيين، لكن المسرحية هى أداء دور قد يكون غير حقيقي، ممكن تكون قصة خيالية لذلك نسميها تمثيلية القيامة لأن الذي يقول يمثل دور كائن حقيقي.
تمثيلية القيامة جزئين، الجزء الأول نكون أمام قبر السيد المسيح الذي في الخارج يمثل التلاميذ والمريمات الذين يطمأنوا على القيامة لذلك عبارة “أخرستوس أنستى أو المسيح قام” هذه
معلومة في صورة سؤال أو سؤال في صورة معلومة، أي هل المسيح قام؟ لأن كل الذي ذهب للقبر كان لكي يتأكد من حقيقة القيامة، الذي في الداخل يمثل الملاكين الذين كانوا داخل القبر وعاينوا
القيامة، ونضع في الدفن فعلًا شمعدانيين أو قنديليين إشارة للملاكين، الذي كان عند الرأس هو الملاك ميخائيل رئيس السمائيين فكان حاضر القيامة وهو الذي دحرج الحجر وهو الذي أكد للمريمات القيامة.
ورئيس الملائكة ميخائيل نسميه ملاك القيامة وهو الذي يبوق في يوم القيامة العامة أيضًا وسيعلن القيامة العامة كما أعلن قيامة السيد المسيح.، بينما الجزء الثاني يقولوا “افتحوا أيها الملوك أبوابكم
وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد”. هذا هو الذي يقف خارج الهيكل وهو يمثل الذين كانوا صاعدين مع السيد المسيح في صعوده وبهذا يكون قد نقلنا من القيامة للصعود، وهذا جعل البعض يقول أن المسيح
صعد بعد القيامة مباشرة ليأخذ اعتماد الآب لذبيحته بينما هذا كلام لم يحدث. لأنه إذا كان المسيح صعد بعد القيامة، لم نقل يوم عيد الصعود “افتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد”.
وأجاب عن سؤال: إذًا لماذا نذكرها في القيامة؟ طالما السيد المسيح لم يصعد بعد القيامة مباشرة؟، وقال: لعدة أسباب اولا لكي نربط بين الصليب والقيامة والصعود لكمال الذبيحة، لأن ذبيحة السيد المسيح ذبيحة كاملة
ومقبولة، ولكي يظهر أن هناك معجزة أن السيد المسيح بقى على الأرض أربعين يوم بينما جسد القيامة لم يبق على الأرض لا بُد أن يصعد إلى السماء، ولأن الكنيسة تريد أن تربط بين قيامة المسيح وقيامتنا نحن، لذا لم نجد
النور ينور ليس عند إعلان القيامة لكن عند إعلان دخول المسيح داخل الأبواب الدهرية لأنه دخل سابقًا لنا لأنه كما دخل هو سندخل نحن أيضًا. لهذه الأسباب الثلاثة ربطت الكنيسة بين القيامة والصعود في تمثيلية القيامة.
الملائكة من الداخل يقولوا: “مَن هو ملك المجد”، هم ملائكة ليسوا آلهة، لا يعرفوا كل شيء. فيرد مَن بالخارج ويقول: “هذا هو الرب العزيز القوي الجبار، القاهِر في الحروب”، ويدخل ويضاء
النور إعلان بداية اليوم الثامن وهنا تربط الكنيسة بين قيامة المسيح وقيامتنا لأن النور يظلم إشارة لانتهاء اليوم السابع وتنور إعلان اليوم الثامن أو الحياة الجديدة. ثم يزفوا صورة
القيامة وتظل تُزف في الكنيسة طيلة الخمسين يوم، من عيد القيامة لعيد الصعود في الكنيسة كلها ومن عيد الصعود لعيد العنصرة داخل الهيكل وفي يوم عيد العنصرة في باكر القداس تعمل الزفة
بصورة القيامة والصعود كاملة في الكنيسة كلها باعتبار أن القيامة والصعود هما أساس حلول الروح القدس، لأن كان لا بُد أن يدخل المسيح إلى الأقداس “دخل إلى الأقداس مرة واحدة فوجد فداءًا أبديًا”.