انطلقت منذ قليل، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مراسم صلاة جنازة الأنبا بسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، الذي رحل مساء أمس الأحد، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 83 عامًا، قضى منها أكثر من 53 سنة في الحياة الرهبانية، منها 38 أسقفًا.
الكنيسة الأرثوذكسية تنعي الأنبا بسنتي
ونعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأسقف الراحل بكلمات مؤثرة قالت فيها “كرس نيافة الأنبا بسنتي حياته بكاملها لله، وخدم الكنيسة بكل إخلاص وأمانة، وبساطة قلب، وتحمل المسؤوليات المتعددة التي كُلِفَ بها منذ شبابه المبكر، إلى أن عطله المرض الذي أَلَّمَ به في السنوات الأخيرة، فاحتمله بشكر ورضا”
مواقف تاريخية وسياسية في حياة الأنبا بسنتي
حفلت حياة الأنبا بسنتي بالعديد من المواقف التاريخية والسياسية، والتي كان من أبرزها دعمه للقضية الفلسطنية منذ بداية الألفينات، ودعم الفدائيين كنوع من أنواع المقاومة.
الأنبا بسنتي يرفض الحماية الدولية على مصر
كذلك موقفه التاريخي في رفض دعاوي فرض الحماية الدولية على مصر بزعم حماية الاقباط حيث قال الأنبا بسنتي نصًا في أحد حوارته: طول عمر حمايتنا من ربنا وبلدنا، ولا يمكن أن تكون هناك حماية للأقباط في بلدهم من دول أخرى أو منظمات أجنبية.
إصدار قانون دور العبادة الموحد
وفي عام 2011 طالب أسقف حلوان والمعصرة الراحل، بإصدار قانون دور العبادة الموحد في أسرع وقت، وكان يري أن إصدار مثل هذه القوانين من شأنها أن تخمد أي فتن طائفية.
قرار إحالة الأنبا بسنتي للتقاعد
ومن أشهر القرارات الكنسية التي ارتبطت باسم الأنبا بسنتي وستظل محفورة في ذاكرة الأقباط، كان قرار قداسة البابا تواضروس الثاني في ديسمبر 2022 بإحالة الأنبا بستني أسقف حلوان والمعصرة، للتقاعد نظرا لحالته الصحية.
ونص القرار وقتها على وقف أي تعاملات إدارية أو مالية أو رعوية مع الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة، بداية من مطلع 2023، على أن تقوم اللجنة المالية بالمشاركة مع الأب الوكيل بتصريف أمور إيبارشية حلوان حتى إشعار آخر.
وكان هذا القرار الأول من نوعه في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية علي غرار نظيرتها الكاثوليكية التي تعطي مساحة للاستقالة أو التقاعد.
كيف تعفي الكنيسة الأسقف أوالمطران من مهامه ؟
وخاصة أن المُتبع في الكنيسة، أن يتم إعفاء الأسقف أو المطران من التعاملات بشكل ودي دون إصدار قرار رسمي، وذلك مع تكليف أحد بمتابعة هذه الأمور بدلا عنه، وهو ما حدث مع الأنبا دوماديوس مطران الجيزة الراحل الذي كان الأنبا ثيؤدوسيوس يدير الأعمال في شيخوخته، وكذلك مع الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص الراحل الذي كان الأنبا مكاريوس يُدير الأعمال في شيخوخته وغيره من الأساقفة الراحلين.
أبرز المعلومات عن الأنبا بسنتي
يستعرض “الموجز” فيما يلي أبرز المعلومات عن أسقف حلوان والمعصرة الراحل:
ولد الأنبا بسنتي في 8 يونيو 1941 بقرية الإخصاص بمحافظة الجيزة ، وحصل على بكالوريوس في الزراعة من جامعة القاهرة 1962، ثم حصل على الماجستير في الكيمياء الحيوية 1969 وعمل في المجال البحثي لمدة 8 سنوات.
قرر الأنبا بسنتي دخول حياة الرهبنة في عام 25 أغسطس 1971 بدير أبو مقار بوادي النطرون لينتقل بعد 3 أيام ليذهب لدير الأنبا بيشوي.
وتم سيامته قسًا في 12 نوفمبر 1972، وعُيِّنَ أمينًا لدير الأنبا بيشوي سنة 1973، في نفس العام انتدبه البابا شنودة الثالث للإشراف على كنيسة السيدة العذراء بجاردن سيتي، وعمل مشرفا روحيا على الكلية الإكليريكية في عام 1975.
وفي يوم 12 يوليو 1975 رقي قمصًا بيد البابا شنودة الثالث في دير البراموس، أرسله البابا شنودة في 1977 للخدمة في الكنائس القبطية في كندا وأمريكا.
قام البابا شنودة بتعيين الأنبا بسنتي سكرتيرًا خاصًا له في عام 1980، وبعدها بستة سنوات رسمه البابا شنودة أسقف عام 1986، ثم بعد ذلك رسمه أسقف على إيبارشية حلوان والمعصرة 1988 والتي ظل على رأسها حتى عام 2022 بعد قرار البابا تواضروس بإحالته للتقاعد نتيجة لظروفه الصحية.