«انتقل إلى الأمجاد السماوية عميد طبيب متقاعد آمون هوتب كامل غبريال».. أثار نعي منشور اليوم الأحد، بصحيفة الأهرام، اهتمامًا كبيراً بسبب الاسم الفرعونى لصاحبه ليس فقط له، وإنما أيضاً للأسماء الفرعونية التي تزين أفراد عائلته مما أثار تساؤلات حول عمق ارتباط هذه الأسرة بجذورها المصرية القديمة.
وحسب تتبع «المصري اليوم» لتاريخ عائلة آمون هوتب كامل إبراهيم غبريال، الذي يحمل اسم «آمون»، الإله الأكبر في الأساطير المصرية القديمة، يظهر أنه نجل اللواء المتقاعد كامل إبراهيم غبريال باشا والسيدة الن تادرس المصري، ووالد كل من العقيد طبيب أسنان متقاعد رمسيس آمون ورجل الأعمال كامى آمون وتيا آمون.
هذه الأسماء الفرعونية لم تتوقف عند آمون هوتب وأبنائه، بل امتدت عبر أجيال وأجيال من العائلة التي حافظت على هذا الإرث المصري عبر قرون.
تبدأ القصة مع اللواء كامل إبراهيم غبريال باشا الذي لم يكن فقط قائداً عسكرياً بل أيضاً شخصية ثقافية هامة، في عام 1916 أصدر كتاباً موسيقياً نادراً يتناول التوقيعات الموسيقية الكنسية في محاولة لإحياء التراث القبطي في مواجهة الثقافة الغربية. الكتاب لم يكن مجرد جهد موسيقي بل جزءاً من مشروع كامل يهدف إلى تعزيز الانتماء للهوية القبطية والمصرية.
من الأجيال التي جاءت بعده، اشتهر أبناؤه بأسماء مثل «سنفرو» مؤسس الأسرة الرابعة في مصر القديمة و«تحتمس»، الطيار الذي استشهد خلال حرب 1948. تحتمس، الذي استشهد في معركة جوية بعد تخرجه من الكلية الحربية بفترة قصيرة، يُعتبر رمزاً للبطولة الوطنية. بعد وفاته، تم تكريمه من قبل الملك فاروق وظلت والدته تنتظر عودته لفترة طويلة رغم غياب جثمانه.
العائلة استمرت في إطلاق الأسماء الفرعونية على أبنائها، فنجد أحفاد آمون هوتب يحملون أسماء مثل «رمسيس»، «كامي»، و«تيا»، بالإضافة إلى «أحمس»، «ميريت»، و«نوفرت». هذه الأسماء ليست مجرد رموز تاريخية بل تعبير عن ارتباط عميق بالتراث المصري، مما يعكس الهوية الثقافية العميقة التي حافظت عليها العائلة رغم التغيرات التي شهدتها الأجيال.
وبحسب المؤرخ المصري بسام الشماع، الذي تحدث عن هذه العائلة في سياق حديثه مع جريدة «المصري اليوم»، فإن استمرارية استخدام هذه الأسماء الفرعونية عبر الأجيال هو أمر نادر وفريد في مصر الحديثة.
الشماع أشار إلى أن «آمون هوتب» مشتقة من «إيمن حتة» وهو اسم ملك مصري قديم يعني «الشمس والرضا». موضحا أن هذه الأسماء تعيد إحياء ماضي مصر العظيم وتظهر أن التراث الفرعوني ما زال حياً في بعض الأسر المصرية التي تعتز بهذا التراث.