الرئيسيةاخبار مصررمز المحبة والسلام.. جهود البابا تواضروس الثاني في العمل المسكوني

رمز المحبة والسلام.. جهود البابا تواضروس الثاني في العمل المسكوني

منذ أن اعتلى البابا تواضروس الثاني الكرسي المرقسي في نوفمبر 2012م وهو يحاول جاهدًا أن يصنع علاقات طيبة مع مختلف الكنائس بمصر وخارجها مرسخًا مفهوم المحبة وعاملًا بها قولًا وفعلًا، فوضع البابا تواضروس في نصب عينيه

العمل المسكوني بين الكنائس والسعي إلى الوحدة، والوحدة هنا هى وحدة في الرؤية وليست وحدة إدارية؛ وحدة هدفها نبذ التعصب وبث المحبة والتعاون بين الكنائس وبعضها ومناقشة كافة القضايا التي تشغل المجتمع الفكري المسيحي.

ولنعرف قيمة ما يفعله البابا نسترد ذكرى تكريم البابا تواضروس الثاني في عام 2017م من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث منحه جائزة دولية بعنوان “تعزيز الوحدة بين الأرثوذكس”، وأتت الجائزة نظرًا للنشاط المتميز الذى يقوم به فى تعزيز وحدة الشعوب المسيحية الأرثوذكسية ولتوطيد وتعزيز القيم المسيحية فى حياة المجتمع.

وتسلط البوابة نيوز الضوء على أحد أهم مجهوداته وهى العمل المسكوني، ودوره في ترسيخ المحبة بينه وبين الكنائس في مصر والعالم.

كلمة المسكونية هى ترجمة للكلمة اليونانية ايكونوميني وهي من المصطلحات التي بدأ استخدامها بكثرة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، وتعنى أمرًا يخص المسيحيين بأجمعهم فى كل مكان، وتطلق صفة المسكونية على كل ما هو مسكوني سواء مجمعًا، أو قانونًا، أو إيمانًا، أو لاهوتًا، أو هيئة، أو عمل.

بينما المراد بمعنى العمل المسكوني هو الجهود المبذولة لجمع شمل المسيحيين في المسكونة كلها، فى شركة تامة على أساس الإيمان الواحد (أف 4: 5) دون ذوبان كنيسة في أخرى، وأما المجالس المسكونية فهى مجالس تضم

ممثلين عن العائلات الكنسية، وتجتمع معًا من أجل التشاور والحوار اللاهوتي والعمل المشترك سعيًا لتحقيق الوحدة الكنسية وهذه المجالس ليست لها سلطة على أي كنيسة، كما أن قراراتها تعد كتوصيات واقتراحات.

وأخيرًا المجامع المسكونية وهى المجامع التي عُقدت بسبب بدعة أو انشقاق، وبدعوة من الإمبراطور المسيحى، ويحضرها غالبية أساقفة الكنيسة أو مندوبون عنهم شرقًا وغربًا لتتمثل فيها المسكونية.

وقرارات هذه المجامع تلتزم بها كل كنائس المسكونة.وحتى تتسع الصورة نوضح أن الكنائس خلال القرون الأولى كانت واحدة الفكر والعقيدة وعند ظهور أي بدعة كانت تقام المجامع بين الكنائس وتضع

الأزمة الفكرية على الطاولة وتخرج بمفهوم فكري واحد يعبر عن عقيدة تلك الكنائس، وظل ذلك على مدار ثلاثة مجامع مسكونية وهم الثلاثة الأوائل (مجمع نيقية 325 م، مجمع القسطنطينية 381م، مجمع أفسس 431

م) ومن بعد ذلك ظهر الانشقاق بين الكنائس، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع عائلتها الأرثوذكسية الشرقية هنا يؤمنون بهذه المجامع فقط، أما الكنيسة الكاثوليكية فتعترف بواحد وعشرين مجمعًا مسكونيًا.

وبداية من القرن الماضي ظهر العديد من المجالس التي تسعى للتقارب بين الكنائس الشرقية والغربية، فظهر في 1948م مجلس الكنائس العالمي، لتمثل المحاولة الأولى لهذا الأمر، وتوالت بعد ذلك المجالس، مجلس كنائس الشرق الأوسط، وأخيرًا، مجلس كنائس مصر.

ويقول البابا تواضروس الثاني في هذا السياق خلال حديث تلفزيوني له أن المسيحية بدأت في القرن الأول الميلادي، وبدأت في مراكز تسمى الكراسي الرسولية، وهي الأساسيات في أورشليم والإسكندرية وروما وأنطاكيا وانضمت إليها القسطنطينية، وعندما بدأ في الظهور بعض الأفكار المتطرفة والهرطقة، تعالجها الكنيسة وتوقفها عند حدها وتسير المسيرة.

وأشار إلى أن الثلاثة عوامل هذه داخلة في مناقشات المسائل اللاهوتية، وكانت النتيجة انقسام المسيحية إلى اثنين، شرقًا في الإسكندرية وأنطاكية، وغربا في روما والقسطنطينية، ومنذ هذا التاريخ بدأت تتوالى مجموعة من الانقسامات والانشقاقات كثيرة.

ولفت إلى أن العالم اليوم به 4 جهات مسيحية كبيرة هي الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس والأسقفيين، ومن هذه الجهات بعض التشعبات الأخرى، في الأصل الكنيسة واحدة لكن مع الزمن والانقسامات كانت النتيجة هذه الجهات.

وأوضح أنه منذ 70 عاما بدأت تنشأ حركة في العالم تدعى الحركة المسكونية لفهم بعض على أساس الحوار، ومن هنا حدثت بين الكنيسة المصرية والكنائس الأخرى حوارات لاهوتية كثيرة، لكن لم تصل هذه الحوارات لدرجة يصبحون واحدًا، فأساس الوحدة هو فهم الإيمان الواحد، وهذه النقطة ما زالت بعيدة.

يُعد مجلس كنائس مصر أحد أبرز الهيئات التي شيدت لتحقيق طموح وتطلعات البابا؛ فبعد ثلاثة شهور من تولي البابا تواضروس الثاني من مهام البطريركية اجتمع البابا في المركز الثقافي القبطي مع رؤساء الكنائس

المصرية الأربع الأخري ـ كنيسة الروم الأرثوذكس، الكنيسة القبطية الكاثوليكية، الكنيسة الإنجيلية، الكنيسة الأسقفيةـ ووقعوا علي قرار إنشاء مجلس كنائس مصر وأعلنوا نظام العمل بالمجلس وهدفه التعاون بين

الكنائس الأعضاء في المجالات المشتركة والقضايا المسيحية والوطنية مع استمرار الحوارات بين الكنائس حول الأمور اللاهوتية والعقائدية من أجل وحدة الإيمان وتدعيم المحبة من خلال 13 لجنة منبثقة منه تغطي كل المجالات.

وبدأ المجلس برئاسة البابا تواضروس الثاني بشكل شرفي كتكريم له في البداية؛ ثم تولي بعدها ممثلو الكنائس، ويُعد المجلس هيئة كنسية وطنية لا تعمل بالسياسة، ويهدف المجلس إلي حياة الشركة والتعاون بين الكنائس المسيحية بكل مذاهبها في مصر، والسعي نحو وحدتها ونبذ أية أشكال من التعصب والتطرف بين المسيحيين بعضهم البعض.

ولم يكن هدف المجلس لاهوتيا فقط، فقد تم تدشينه في مرحلة خطيرة وهى ذروة الأحداث وحالة الغليان التي شهدها الشارع المصري؛ تحت حكم تنظيم “الإخوان المسلمون”؛ فلم يكن حكمًا للمصريين بل كان حكما يرعي فصيلًا معينًا لا غير؛ مما دفع إلي التفاف رؤساء الكنائس الخمس على طاولة واحدة خماسية الأضلاع بالكاتدرائية المرقسية، ليوقعوا على إنشاء هذا المجلس.

وبشكل عام فكرة المجلس لم تكن بالجديدة، بل ترجع الفكرة إلي عام 2008، حيث طرحت الفكرة التأسيس خلال مشاركة الكنائس المصرية، في أعمال واجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط، والذى يجمع كافة الأسر المسيحية بالمنطقة كاملة، وحينها اقترح

رئيس الطائفة الإنجيلية السابق، الدكتور القس صفوت البياضى، الأمر على البابا شنودة الثالث ورحب بالأمر وهذا ما أكده لنا أيضا القس رفعت فتحي حيث كان حاضرًا هذه الواقعة.. وظل الأمر عالقًا لسنوات عديدة؛ نظرًا لمرض البابا شنودة آنذاك.

استكمال مسيرة الحوار مع الفاتيكان كانت أحد أهم المجهودات المسكونية التي قام به البابا تواضروس الثاني، فقد انقطعت علاقة الكنيسة القبطية مع الكاثوليكية لقرون عديدة وذلك بعد

انشقاق الكنائس في مجمع خلقيدونية (عام 451 م.)، ليتجدد التواصل مع الفاتيكان من جديد في عهد البابا شنودة الثالث ويسافر لأول مرة في التاريخ إلى الفاتيكان فى زيارة تاريخية تدفع جهود

التواصل بين الكنيستين، ووقع البابا شنودة اتفاقًا يقر باتفاق الكنيستين فى العديد من القضايا اللاهوتية التي كانت محل خلاف بينهما، وعاد البابا الى مصر ومعه الرفات يوم 10 مايو 1973م.

وبعد مرور 40 عاما على هذه الزيارة يكمل البابا تواضروس مسيرة المحبة بزيارته إلى الفاتيكان فى 10 مايو 2013م، واتفقت الكنيستان على أن يكون يوم 10 مايو من كل عام يومًا للمحبة والصداقة بين الكنيستين،

ليرد بعدها البابا فرنسيس بزيارة تايخية أخرى لمصر في 2017م وعقد اتفاقا مع البابا تواضروس يؤكد على ما سبق إعلانه، واتفقا على عدم إعادة معمودية كلاهما عند الأخرى، وهى جزئية قوبلت برفض عنيف من قبل

الأصوليين في مجمع الكنيسة فتم حذف هذه الفقرة وصدر الاتفاق بدونها.وأخيرًا، عاود البابا تواضروس الثاني زيارته إلى الفاتيكان في مايو العام الماضي محتفلًا بمرور 50 عامًا على عودة العلاقات بين

الكنيستين في عام 1973م بعد لقاء البابا شنوده الثالث بابا الكنيسة الـ 117 بالبابا بولس السادس بابا الفاتيكان، وأيضًا بمناسبة الذكرى العاشرة على لقاء البابا تواضروس الثاني والبابا فرانسيس في الفاتيكان.

قالت النائبة الدكتورة عايدة نصيف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ورئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية العلوم اللاهوتية بالأنبا رويس، في تصريحات خاص لـالبـوابـة نيوز إن الحوار المسكوني

بين الكنائس، بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني، شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث يعكس هذا الحوار رغبة متزايدة في تحقيق الوحدة المسيحية وإزالة الحواجز التاريخية التي طالما فصلت بين الكنائس.

وأضافت “نصيف” أن تعزيز الحوار كان واحدا من أهم نتائج الحوار المسكوني وهو تفعيل النقاشات بين الكنائس، لا سيما فيما يتعلق بالمفاهيم الكنسية الرئيسية. هذه النقاشات أتاحت مساحة أكبر للفهم المتبادل،

وقلصت من الفجوة الفكرية بين الكنائس، إلى جانب الحوارات الرسمية، ساهمت اللقاءات المسكونية في بناء علاقات شخصية وثيقة بين القادة الدينيين من مختلف الكنائس، مؤكدة على أن هذه العلاقات كانت حجر الزاوية

لتعزيز الثقة المتبادلة، مما يسهم في التخفيف من التوترات التاريخية، وأود أن أؤكد أن قداسة البابا تواضروس الثاني لعب دورًا محوريًا في هذا الجانب، حيث سعى بشكل دائم إلى تهيئة بيئة من الانفتاح والحوار البناء.

واستطردت” نصيف” الحوار المسكوني لم يقتصر على النقاشات اللاهوتية فحسب، بل امتد أيضًا إلى مجالات التعاون العملي، خاصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية. فقد تم الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود المسيحية

في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والإيمانية، واللاجئين، وحماية البيئة. هذه الخطوات العملية تعزز دور الكنائس في المجتمعات المحلية، وتساهم في تعزيز رسالة المسيحية كدين يدعو إلى العدالة والسلام.

وأشارت “نصيف” إلى أن أحد أهم المخرجات التي يمكن اعتبارها إنجازًا في الحوار المسكوني هو تعزيز فكرة “الوحدة في التنوع”. فقد بات هناك فهم أكبر بأن الكنائس، على الرغم من اختلافاتها الطقسية واللاهوتية، تشترك في الأسس الإيمانية. هذه الفكرة تساعد في تعزيز الاحترام المتبادل وتشجيع العمل المشترك دون الحاجة إلى فرض تطابق كامل بين الكنائس.

واختتمت النائبة الدكتورة عايدة على أن الحوار المسكوني بين الكنائس بقيادة البابا تواضروس الثاني يُعدّ خطوة هامة نحو تحقيق وحدة مسيحية أكبر، وبالرغم من التحديات التي لا تزال تواجه هذه الجهود، إلا أن التقدم المحرز يُظهر أن الأمل في الوحدة المسيحية ليس بعيد المنال، الحوار المستمر وتعاون الكنائس في مواجهة التحديات المعاصرة يؤكدان أن الأمل في الوحدة المسيحية ليس ببعيد.

ومن جانبه يقول القس رفعت فكري رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط لـالبـوابـة نيوز: في الحقيقة البابا تواضروس الثاني هو بابا المحبة وهو

يساعد على ترسيخ المحبة بين الكنائس المختلفة، وهذا يظهر بشكل واضح في مشاركته بمجلس كنائس مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط، فهو يدعم المحبة ويرحب بجميع الكنائس، فالبابا مؤمن بالعمل المسكوني قولًا وفعلًا.

وتابع: قداسة البابا يعتاد على إلقاء كلمة محبة في مجلسي مصر والشرق الأوسط، وفي الأعياد يحرص على زيارة الكنائس الأخرى ويُعيد عليهم ويزوره الجميع كذلك، وفي الحقيقة كل هذه المواقف تحسب للبابا تواضروس.

وأشار “فكري” إلى أن التقارب موجود منذ زمن وكان الراحل البابا شنودة أحد رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط والبابا شنودة هو من بدأ فكرة مجلس كنائس مصر قبل وفاته.

وأوضح: بالطبع هناك هجوم يواجهه البابا تواضروس، فالبعض لا يحب الوحدة وضد العمل المسكوني ولذلك يشن أولئك عليه هجوما وهو هجوم غير موضوعي، ويحمل أحقادا شخصية، يظهر ذلك بشكل واضح بهجوم بعض الشخصيات عليه، وللأسف أولئك محسوبون ضمن الخدام، وهذا شيء سلبي جدًا، لكن واضح للكل أن البابا تواضروس هو بابا المحبة وبابا السلام، وزيارته للفاتيكان ولقائه البابا فرانسيس هو أكبر دليل على ذلك.

وقدم فكري خالص الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني على رحابة صدره واستنارة عقله واتساع فكره وانفتاحه على العمل المسكوني.

ومن جانبه يقول الباحث جرجس حنا، تمهيدي ماجستير بقسم العلاقات الكنسية والمسكونية بمعهد الدراسات القبطية في تصريحات خاصة لـالبوابة نيوز: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إحدي الكنائس الرائدة في العمل المسكوني، فمنذ

بداية الحركة المسكونية في ثلاثينيات القرن الماضي، كان للكنيسة القبطية حضور بقوة وبشكل خاص، فقد انتدب البابا يؤانس التاسع عشر، القمص إبراهيم لوقا لحضور مؤتمري لجنة “إيمان وعمل” و”إيمان ونظام” في

أوكسفورد وأدنبرة عام 1937م، وكان حضوره مميزًا حيث قدم ورقة بحثية عن إيمان وتاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتي نالت إعجاب الحاضرين من الكنائس الأخرى، ولقد كان لهاتين اللجنتين دور أساسي في تأسيس مجلس الكنائس العالمي.

وأضاف من المصادفة الرائعة أنه ستقوم لجنة “إيمان ونظام” بعقد احتفالية بمناسبة مرور 17 قرنا علي انعقاد مجمع نيقية في مصر العام القادم بمركز لوغوس بدير الأنبا بيشوي- مصر تحت رعاية البابا تواضروس الثاني.

وتابع توالت الأحداث المسكونية فيما بعد وتم اختيار القمص إبراهيم لوقا عضوا دائما في لجنة إيمان ونظام وعند تأسيس مجلس الكنائس العالمي انتدبه البابا يوساب الثاني ليمون ممثلا عن الكنيسة

القبطية الأرثوذكسية ثم جاء من بعده الراحل الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والعلاقات المسكونية والذي صار على نهج القمص إبراهيم لوقا وكان له حضور مميز في المحافل المسكونية وتميز

بالعلاقات الكنسية المتسعة مع كنائس العالم. وليأتي بعد ذلك البابا شنودة الثالث الذي أحدث طفرة غير مسبوقة في مجال العلاقات المسكونية، حيث كان دائمًا يحرص علي حضور المؤتمرات المسكونية أو

ينتدب من ينوب عنه، وقد تم اختيار قداسته كأحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي في إحدي دوراته وأيضا كان رئيسا لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بالإضافة الي العلاقات التي كانت تربط البابا شنودة

بالكثير من رؤساء الكنائس في العالم، وكانت زيارته إلى الفاتيكان إحدي الأحداث المهمة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبداية لحوار المحبة والسلام بين الكنيستين، وكان البابا شنودة

أول بابا سكندري قبطي يقوم بزيارة الكنائس المسيحية في العالم، وإقامة علاقات مسكونية معها، بل زار أيضا الكنائس غير الشقيقة معنا في الإيمان وهو الذي كسر قاعدة أن البابا القبطي السكندري يزار ولا يزور.

وأكمل: ليأتي قداسة البابا تواضروس الثاني ليكمل هذه المسيرة المتميزة، حيث في عهد قداسته كانت كلمة المحبة هي السراج الذي صار علي دربه في هذا المجال، فكون قداسته إرثا عظيما من العلاقات الكنسية بيت المسيحيين في كل العالم لا نستطيع أن نغفل عنه قط.

وأكد حنا: كان يجب أن يعود الصوت الأرثوذكسي من جديد صوتًا واحدًا يجلجل صداه في كل ربوع المسكونية في مجال الحوار اللاهوتي الأرثوذكسي- الأرثوذكسي الشرقي، فهى صوت حق يصرخ في برية هذا العالم ولتمتع

قداسة البابا تواضروس الثاني بعلاقات قوية مع رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في العالم، طلب قداسته أن يتم استئناف لجنة الحوار اللاهوتي الأرثوذكسي الشرقي- الأرثوذكسي، والتي توقفت منذ ما يقرب من 31

عاما، فاستجاب رؤساء الكنائس الأرثوذكسية في العالم من العائلتين لهذا النداء من بابا الإسكندرية، موضحًا أنه كان غالبية الكنائس الأرثوذكسية من العائلتين ممثلين في هذا الحوار بشكل ملحوظ وأنه كانت

النتائج مبشرة وتحمل أملا كبيرا أن يكون هناك في المستقبل وحدة أرثوذكسية كاملة بين العائلتين. وفي الحقيقة شخصية البابا تواضروس الثاني الكاريزماتية المتفردة، جعلته رجلًا مسكونيًا من الطراز

الأول، فهو الذي جمع بين الأصالة القبطية الأرثوذكسية وإيمان كنيستنا العريق وشخصية الإنسان الذي يسعي الي بناء جسور المحبة والسلام مع الآخر وأن يظهر ذلك من خلال إيمان كنيسته التي أؤتمن عليها ليكون أبًا وراعيا.

وأوضح “حنا” رؤيته حول تساؤلنا عن الانتقادات التي توجه للبابا من قبل الأصوليين الرافضين لهذا العمل المسكوني، بقوله: بابا الإسكندرية له ثقل مسكوني روحاني كبير؛ فالكرسي المرقسي هو الثاني في المسكونية فإن الجالس على

كرسي الإسكندرية يجب أن يكون لديه علاقات متسعة مع الكنائس الأخرى، نحن نعيش في عالم الانفتاح والميديا المتنوعة، وبالتالي يجب أن تراعي الكنسية القبطية هذا الأمر بصورة مسيحية أرثوذكسية، نظهر من خلالها عظمة ومكانة كنيستنا.

واختتم الباحث جرجس حنا كلمته موضحًا: الآن تواجد الكنيسة القبطية في كل مكان في العالم وسط ثقافات وأفكار وجنسيات مختلفة، وبالتالي يجب أن يكون بطريرك وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لديه علاقات متميزة وقوية مع الكنائس المسيحية الأخرى.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات