أعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، نشر ما أطلقوا عليه وثيقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى دير كنيسة جبل سيناء، وقالوا إن النبي تعهد خلالها بحماية المسلمين للمسيحيين ورعايتهم وضمان حرية العبادة.
وبحسب ما تداوله رواد السوشيال ميديا، فإن الوثيقة كتبت في مسجد النبي سنة 628- 629 م، الموافق السنة السابعة للهجرة، وشهد بهذا العهد مجموعة من الصحابة.
وجاء نص الوثيقة المتداولة كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى جميع الناس أجمعين بشيرا ونذيرا ومؤتمنا على وديعة الله فى خلقه: لئلا يكون للناس
على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيمًا، كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها فصيحها وعجميها معروفها ومجهولها كتابا
جعله لهم عهدًا فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثا ولميثاقه ناقضا وبدينه مستهزئا وللّعنة مستوجبا سلطانا كان أو غيره من المسلمين المؤمنين.
وواصل: لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شيء من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين فمن فعل
شيئا من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله، ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزيةً ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب وهم فى ذمتى وميثاقى
وأمانى من كل مكروه – ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن ويحفظ ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا – ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد.
ما فيه شك إن الدين الاسلامي والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر بحفظ دم الذمي وأهل الكتاب من مسيحيين ويهود، بتلك الكلمات علق صاحب حساب على موقع إكس، يدعى عبد العزيز بن سليمان، على تداول وثيقة بخط المصطفى المختار، متابعًا: ولكن أظن أن الوثيقة غير صحيحة، لأن من ترخ بالتاريخ الهجري عمر بن الخطاب بعد وفاة النبي، فكيف ترخت بالسنة السابعة؟.
واتفق معه في الرأي، مستخدم آخر يدعى الأخ رشيد، معلقًا: الوثيقة مزورة وغير صحيحة، لا توجد أي وثيقة بخط محمد وصلتنا.. حتى القرآن الذي من المفروض أنه كتب في عهد محمد على يد كتبته، لا نجد أي نسخة خطية أصلية منه.
أما المستخدم وليد بن أحمد، قال: غير صحيحة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عنده ختم يختم به، وغالب كتبه تبدأ بالسلام على من اتبع الهدى، أو من محمد بن عبدالله، ولا شك أن دين الإسلام دين سلام.
جدير بالذكر، أن في عام 2011، قال الباحث المصري الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بالمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات
صحفية لـ أ ش أ، إنه طبقًا لتعاليم الإسلام السمحة أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد أمان للنصارى، يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم يعرف بالعهدة النبوية، محفوظة
صورة منه بمكتبة دير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية.