حين يحل الدفء، بعد موجة الصقيع وتساقط الثلوج في أرجاء المدينة المقدسة، يفوح عبير زهور أشجار اللوز في آفاق سانت كاترين، ويحمل الرائحة ونسمات الصباح بين الجبال والوديان.
وفى أوان تفتح زهور اللوز، ينتشر اللون الأبيض الناصع، وينعكس على الجبال والوديان، مع اقتراب موسم الربيع وعودة الدفء.
صالح عوض، مصور الطبيعة بسانت كاترين، يقول إن زهور اللوز بألوانها الحمراء والصفراء تحتضن جبال سانت كاترين في مناظر خلابة تنافس جبال لبنان وأوروبا.
رائحة اللوز تملأ الآفاق
وأشار «عوض» إلى أن الأيام الدافئة التي مرت على سانت كاترين جعلت الزهور تتفتح، لافتًا إلى أن هذه الزهور سوف يسقط بعضها من رياح أمشير وتعود مرة أخرى في الربيع.
وتشتهر مدينة سانت كاترين بانتشار أشجار اللوز والجوز والموالح والزيتون وبنجر السكر.
رائحة اللوز تملأ الآفاق
وتتحول جبال سانت كاترين في بداية موسم الربيع إلى حديقة كبيرة مليئة بالأشجار.
ويقول أشرف الجبالى، من أبناء قبيلة الجبالية، إنه يصعد الجبال والوديان الجبلية ليشاهد الزهور في حضن الجبل في مناظر فريدة تركتها الأمطار والثلوج والسيول، ووفرت المياه لهذه النباتات أن تنبت وسط الصخور.
تفتح أزهار اللوز على قمم سانت كاترين
وعقب تساقط الثلوج والأمطار على المدينة بكميات كبيرة، تملأ البحيرات والسدود والخزان الجوفى في كل وديان سانت كاترين الجبلية، وتنتشر بحيرات وشلالات المياه لتجعل من سانت كاترين «سويسرا مصر»، كما يطلق عليها المصريون.
وأضافت زهرة مجدى، صاحبة مشروع تجفيف الفواكه بسانت كاترين، أن مشاهدة تفتح زهور اللوز والنباتات الطبيعية كفيلة بأن تبعث السعادة في نفوس كل مَن يشاهدها، مشيرة إلى أنه سوف يكون موسمًا زراعيًّا جيدًا هذا العام.
رائحة اللوز تملأ الآفاق
وطالب الدكتور أحمد صالح، الملقب بـ«طبيب البادية»، الخبير في زراعة الأعشاب والنباتات الطبية، المزارعين بالعودة إلى مزارعهم والاهتمام بها لتوفير طعام صحى، مشيرًا إلى أن بدو سانت كاترين كانوا يجففون كل أنواع الفاكهة والأعشاب لاستخدامها في الشتاء حيث الصقيع والثلج.
ويبلغ ارتفاع جبل كاترين أو جبل القديسة كاترينا 2629 مترًا، ويُعتبر من أعلى الجبال في سيناء، وتتساقط عليه الثلوج في فصل الشتاء، وكان بدو سانت كاترين يستطلعون من فوقه هلال رمضان والأشهر العربية قديمًا، وتُعتبر سانت كاترين
أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزًا، وهى أعلى الأماكن المأهولة في سيناء، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر، وتُحيط بها مجموعة جبال، هي الأعلى في سيناء، بل في مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها.
هذا الارتفاع جعل لها مناخًا متميزًا أيضًا، فهو معتدل في الصيف، شديد البرودة في الشتاء، ما يعطى لها جمالًا، خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال.. وقد أُعلنت المنطقة محمية طبيعية.
وتاريخيًّا، هي منطقة ذات أهمية كبيرة، أُضيف إليها بُعد تاريخى حضارى دينى آخر عندما شُيد بها الدير المعروف الآن باسم دير سانت كاترين في القرن السادس الميلادى، ومازال من أعظم الآثار المسيحية في مصر والعالم. هذا التميز في الموقع والمناخ والتاريخ والجغرافيا انعكس على حاضر سانت كاترين، التي تُعد منطقة سياحية ذات طابع خاص.