قال عدد من خبراء الاقتصاد إن الاستثمار فى مجال الهيدروجين الأخضر فى مصر أمر مهم واستراتيجى، ويسهم فى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطنى.
وأوضح الخبراء، لـ«الدستور»، أن فرص الاستثمار فى مجال الهيدروجين الأخضر تعد فرصًا استثمارية مثيرة ومبتكرة وواعدة، وتساعد فى تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الطاقة. وأكدوا أهمية تعاون جميع الأطراف المعنية والتكاتف لتحقيق هذه
الرؤية، وجعل مصر واحدة من الدول الرائدة فى مجال الهيدروجين الأخضر على المستوى العالمى. وأضافوا أن الهيدروجين الأخضر يعد واحدًا من أهم مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، التى يمكن أن تسهم فى تحقيق الاستقرار البيئى والاقتصادى.
أحمد السعودى: يوفر فرص عمل ويؤمن الطاقة لمصر
أوضح الدكتور أحمد السعودى، الأمين العام للاتحاد الأفروآسيوى للاقتصاد والاستثمار وريادة الأعمال، أن الاستثمار فى الهيدروجين الأخضر يسهم فى تنويع مصادر الطاقة فى مصر، إذ يعتمد الاقتصاد المصرى بشكل رئيسى على الغاز الطبيعى والبترول كمصادر رئيسية للطاقة.
وأضاف «السعودى»: «من خلال استخدام الهيدروجين الأخضر كوقود نظيف ومتجدد، يمكن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى وتحقيق توازن بيئى أفضل».
وأكد أن هذا المجال يساعد فى جذب الاستثمارات الأجنبية، إذ يعتبر الهيدروجين الأخضر خيارًا صديقًا للبيئة، ولا ينتج عن احتراقه أى انبعاثات كربونية، ما يقلل من التلوث البيئى ويسهم فى تحسين جودة الهواء والمحافظة على البيئة.
وأوضح أن استثمار الهيدروجين الأخضر يعزز البحث والتطوير فى مجال تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة، ما يسهم فى تعزيز الابتكار وتطوير تقنيات جديدة تدعم الاقتصاد المصرى.
ولفت إلى أن استثمار الهيدروجين الأخضر يمكن أن يسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الطاقة، إذ يمكن استخدامه كوقود لتوليد الطاقة والكهرباء بشكل فعال ومستدام، وهذا يعزز الأمن الطاقوى للبلاد ويقلل من الاعتماد على واردات الطاقة.
وتابع أن تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر فى مصر يعزز الاقتصاد المحلى ويسهم فى خلق فرص عمل جديدة فى مجالات البنية التحتية والتصنيع والبحث والتطوير والخدمات المرتبطة بالطاقة المتجددة.
أسامة فهمى: الاستثمارات فى القطاع تحقق عوائد عالية
أشار أسامة فهمى، خبير الاقتصاد الدولى، إلى أن استثمار الهيدروجين الأخضر يفتح الباب أمام فرص التعاون مع الشركات والمؤسسات الدولية فى مجال تطوير التكنولوجيا الخضراء وتبادل الخبرات والمعرفة فى هذا المجال.
وأضاف «فهمى»: «يمثل الاستثمار فى مجال الهيدروجين الأخضر فى مصر فرصة استراتيجية لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، وتعزيز التنمية المستدامة والابتكار فى البلاد».
وأكد: «من المهم دعم هذا القطاع وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات الدولية لتحقيق الفوائد الكاملة لاستخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة المستدامة فى مصر».
ولفت إلى أن زيادة العوائد الدولارية من استثمارات الهيدروجين الأخضر تعتبر موضوعًا مهمًا؛ فيمكن أن تسهم هذه الاستثمارات فى تعزيز الاقتصاد وتوفير فرص جديدة للنمو والتنمية المستدامة، وهناك بعض الجوانب التى تشير إلى زيادة العوائد الدولارية من استثمارات الهيدروجين الأخضر.
وأشار إلى أنه مع التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتوجه لتقليل الانبعاثات الكربونية، مؤكدًا: «يشهد العالم زيادة فى الطلب على الهيدروجين الأخضر كوقود نظيف ومستدام، وهذا يعنى أن الاستثمارات فى هذا القطاع يمكن أن تحقق عوائد عالية نتيجة للطلب المتزايد على هذه التكنولوجيا».
وأوضح أن الحكومات والشركات حول العالم تتجه نحو تعزيز الاستدامة وتبنى مصادر الطاقة المتجددة، ما يجعل الهيدروجين الأخضر خيارًا مثاليًا لتلبية احتياجات الطاقة النظيفة، وهذا التحول يعزز فرص الاستثمار فى هذا القطاع ويزيد من العوائد المالية.
وأكد أنه من الضرورى مواكبة تقدم التكنولوجيا فى مجال إنتاج وتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر، ليصبح من الممكن تحقيق كفاءة أعلى وتكاليف أقل، ما يزيد من جاذبية هذا النوع من الاستثمارات ويعزز العوائد المالية.
وتابع: «تعتبر تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر واحدة من الحلول البيئية الواعدة للحد من انبعاثات الكربون وتحقيق الاستدامة فى القطاعات الصناعية والطاقوية. وفى هذا السياق، تُعد مصر واحدة من الدول التى تتمتع بإمكانات كبيرة للاستثمار فى مجال الهيدروجين الأخضر، نظرًا لموقعها الاستراتيجى وتوافر موارد الطاقة المتجددة، والجهود التى تبذلها لتعزيز الاقتصاد الأخضر».
كريم عادل: نحتاج استراتيجية طويلة الأمد لتطوير تلك الصناعة
شدد المهندس كريم عادل، مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، على أن فرص الاستثمار فى مجال الهيدروجين الأخضر فى مصر تتيح إمكانية تطوير مشاريع تحلية المياه باستخدام الطاقة النظيفة، وإنتاج الوقود النظيف للسيارات والصناعات، وتوليد الكهرباء بطرق صديقة للبيئة. إضافة إلى ذلك، تقدم الحكومة حوافز وتسهيلات للمستثمرين فى هذا القطاع، ما يجعل البيئة الاستثمارية أكثر جاذبية.
وأوضح «عادل»: «من الجوانب الإيجابية الأخرى، يمكن للاستثمار فى الهيدروجين الأخضر فى مصر أن يسهم فى تعزيز الابتكار التكنولوجى وتحفيز الاقتصاد، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى الحياة للمواطنين، علاوة على ذلك يمكن أن يلعب الهيدروجين دورًا مهمًا فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتى».
وأشار إلى أنه من المهم أن تستفيد مصر من الخبرات العالمية والتعاون الدولى فى مجال الهيدروجين الأخضر، وتطوير شراكات استراتيجية مع شركات دولية متخصصة لنقل التكنولوجيا وتبادل
الخبرات والمعرفة. وأضاف: «تتيح فرص الاستثمار فى مجال الهيدروجين الأخضر فى مصر إمكانية تحقيق فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة، وتعزيز مكانة مصر كقوة إقليمية رائدة فى مجال الطاقة
المتجددة. ويجب على الحكومة والقطاع الخاص العمل معًا لتحقيق الرؤية الشاملة لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر والاستفادة القصوى من الفرص الواعدة التى تقدمها هذه التقنية المبتكرة».
وأكد: «بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن تكون مصر رائدة فى تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر فى المنطقة، وتحقيق تحول نحو اقتصاد أكثر استدامة ونظافة. يتطلب ذلك تعزيز التعاون مع الشركات
الدولية الرائدة فى هذا المجال واستثمارات كبيرة فى البنية التحتية والبحث والتطوير». وأوضح أنه من المهم أن تكون هناك رؤية استراتيجية طويلة الأمد لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر
فى مصر، تشمل تحديد الأهداف والأولويات ووضع خطط عمل واضحة لتحقيقها. يجب أن تلتزم الحكومة بتوفير الدعم اللازم وإنشاء بيئة استثمارية ملائمة لجذب المستثمرين وتحفيز الابتكار فى هذا القطاع الحيوى.