تقف منال السيد، صاحبة الثلاثين عامًا، حائرة أمام رفوف المكتبة ممسكة بيدها قائمة من الطلبات، وعيناها تترقبان ما كُتب بها من الأدوات المدرسية التى تحتاجها ابنتها، ورقة بيضاء بها قائمة أقلام وألوان وكتب، وكراسات بكميات كبيرة، تُذكرها بأعباء إضافية مادية تُضاف إلى أعباء الحياة اليومية.
داخل معرض «أهلًا مدارس» بمدينة نصر، بدأت «المصرى اليوم» جولتها فى رصد الأسعار وآراء أولياء الأمور، قالت منال السيد: «عندى بنت فى كى جى 1، فوجئت بقائمة طلبات طويلة من المدرسة، بعد دفع مصاريف الدراسة، ليه أجيب دستة أقلام رصاص من نوعين مختلفين؟، الورقة كلفتنا 3 آلاف جنيه لطفل 3 سنوات لا يعى كل هذه الأدوات».
خالد رمضان، ولى أمر: «السنة الجاية مش عارف هيطلبوا مننا نجيب إيه تانى، كل سنة طلبات أكتر وأغلى، مصاريف المدرسة أيضًا المبالغ فيها المفروض تكون شاملة السبلايز واليونيفورم، لكن بيزودوا علينا
أعباء أكثر، هناك بعض المدارس التى تشترط أنواعًا وماركات معينة من الأدوات، وهو ما يؤرق ولى الأمر، خاصة مع ارتفاع الأسعار»، مثلما وصف فى حديثه لـ«المصرى اليوم»، وقال: «كانت المستلزمات المدرسية
المهمة تعتمد على حقيبة ظهر وبداخلها الكتب والأدوات المدرسية: القلم، المسطرة، أستيكة، وغيرها من الأدوات المتعارف عليها، دلوقتى المستلزمات المدرسية أغلفة ملونة للكشاكيل، وألوان بكميات كبيرة،
ومناديل توليت، ومناديل أنواع أخرى، ومعطر للجو، وأنتينال، وأنواع أقمشة كنوع من الترفيه واستغلال ولى الأمر، وظهر ذلك مع مصطلح السبلايز الجديد الذى تطلبه المدارس كأمر أساسى لسير العملية الدراسية».
أكد حازم حامد، رئيس «اتحاد معلمى مصر»، أن ظاهرة ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية أو ما يعرف بـ«السبلايز» أصبحت تعبيرًا عن التباهى والتنافس بين أولياء الأمور أكثر من كونها ضرورة تعليمية.
وقال، لـ«المصرى اليوم»، إن الكثير من الأدوات التى يتم شراؤها لا تعود بالنفع الحقيقى على الطلاب، معتبرا أن هذا الأمر يحتاج إلى تدخل فعلى من مجلس أمناء المدارس، لوضع حدود وضوابط لشراء الأدوات المدرسية، ومنع استغلال أولياء الأمور الذين يجدون أنفسهم مضطرين لشراء أدوات باهظة دون الاستفادة منها تعليميا.
وعلّق الدكتور حازم راشد، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، أن الطلبات المدرسية لم تتغير بشكل كبير، ولكن التكاليف هى التى ارتفعت.