في خطوة تعكس اهتمام المؤسسات العلمية الدولية بالانتاج العلمي والأدبي للباحثين المصريين، وصل كتاب «سِيَر البِيْعَة المُقَدَّسَة» إلى مكتبة جامعة هارفارد (Harvard University) بمدينة كامبريدچ في ولاية ماساتشوستس الأمريكية.
الإصدار الجديد من «سِيَر البِيْعَة المُقَدَّسَة»، والمعروف أيضًا باسم «سِيَر الآباء البطاركة»، حقّقه «شريف رمزي» الباحث في تاريخ الكنيسة وعضو اللَّجنة الباباويَّة للتاريخ القبطي.
من جهته وصف قداسة البابا تواضروس الثَّاني بابا الإسكندريَّة وبطريرك الكرازة المرقسيَّة العمل بالتحفة الموسوعية، وأثنى على الجهد الكبير الَّذي بذله المُحقِّق طيلة سنوات من البحث والدِّراسة.
يُعدّ «سِيَر البِيعَة المُقَدَّسَة» التَّاريخ شبه الرسمي للكنيسة القبطيَّة، وأحد أهمّ المصادر التاريخية التي ترجع إلى حقبة العصور الوسطى، وهو وإن كان يؤرِّخ بشكل أساسي لسِيَر بطاركة الكنيسة القبطية، إلاَّ أنه يُقدِّم أيضًا صورةً غاية في الأهمِّيَّة عن تاريخ مصر السياسي والاجتماعي بعيون المؤرِّخين الأقباط.
وخلافًا لكل النشرات السابقة التي تناولت ذلك العمل الهام، تُعدُّ هذه النشرة هي الأولى التي تُقدِّم النَّصَّ مع تحقيقٍ وافٍ وإيضاحاتٍ مُستَفيضةٍ وفهارس مُتنوِّعة. وهي المرَّة الأولى أيضًا التي
يصدُر فيها العمل منسوبًا إلى مؤلِّفهِ (مُحرِّره) الحقيقي «الشَّمَّاس موهوب بن منصور بن مُفَرِّج الإسكندراني» (1020 – 1100م)، والذي حمل على عاتقه مَهمَّة جمع السِّيَر وترجمتها من اللغة القبطية إلى
اللغة العربية، بمُساعدة رفيقه الشَّمَّاس ميخائيل بن بٰدير الدَّمنهوري (وآخرين)، وذلك خلافًا للاعتقاد الَّذي كان سائدًا في الماضي بنسبة العمل إلى الأنبا ساويرُس بن المُقَفَّع أُسقُف الأشمونَين.
تُغطِّي هذه النشرة حقبةً تاريخيَّة عاشها سبعة وستُّون بطريركًا، وتمتدّ من أواخر القرن الأول إلى أواخر القرن الحادي عشر، اعتمادًا على أقدم المخطوطات التي وصلتنا، والغاية من ذلك هي الوصول إلى أقرب صورة يُمكن أنْ تُعَبِّر عن النَّصِّ في حالته الأصليَّة.