احتفل مجلس كنائس الشرق الاوسط مساء اليوم السبت باليوبيل الذهبي له حيث مضى 50 عاماً على تأسيسه، وذلك على مسرح الأنبا رويس في المقرّ البابوي بالعباسية، تحت رعاية البابا تواضروس الثاني بابا
الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجاء ذلك بمشاركة الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الأنبا إبراهيم إسحق
بطريرك الأقباط الكاثوليك، المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، والبابا ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس.
ويُعد المجلس بمثابة هيئة دينية تضم العائلات الكنسية الأربعة في الشرق الأوسط وهى الأرثوذكسية والأرثوذكسية المشرقية والإنجيلية والكاثوليكية، ويقع مقره في بيروت، العاصمة
اللبنانية، وللمجلس مكاتب أخرى في القاهرة وليماسول وعمان والقدس طهران. وغاية المجلس هو العمل على تعزيز روح الوحدة المسيحية بين الكنائس المختلفة في المنطقة، وذلك من خلال
توفير سبل الحوار فيما بينها ومن خلال إقامة الدراسات والأبحاث المشتركة التي تشرح تقاليد الكنائس الأعضاء، وإقامة الصلوات المشتركة لا سيما أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس المسيحية.
تاريخ عريق
شهد عام 1974 ولادة مجلس كنائس الشرق الأوسط في منطقة هي مهد المسيحية حيث تألف آنذاك من العائلات الثلاث الإنجيلية والأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية، وفي العام 1990 انضمّت العائلة الكاثوليكيّة الى عضوية المجلس، فأصبح يضم العائلات الكنسيّة الأربع في المنطقة.
ومر المجلس بمراحل عديدة،حيث تعود جذوره الى سنة 1929 حيث كانت مؤسسة سميت آنذاك المجلس المسيحي للشرق الأدنى، تحولت تدريجيا الى مجلس كنائس الشرق الأدنى سنة 1964، ثم مجلس كنائس الشرق الأوسط سنة 1974، حيث اتخذ شكله الدستوري
والتنظيمي الحاليين وبقي عليهما مع بعض التعديلات في التركيبة التنظيمية، لم تغير في الجوهر شيئاً. وكان الأمين العام الأول للمجلس هو القسيس ألبيرت لستيرو والذي استمر في هذا المنصب من عام 1974 إلى 1977، وخلفه كبرائيل حبيب
من عام 1977 إلى 1994، وبعده تولى المنصب القسيس رياض جرجور من عام 1994 إلى 2003، خلفه الأستاذ جرجس صالح من عام 2003 إلى 2011 حيث عين أمينا عاما فخريا وتولى الأمانة العام الأب الدكتور بولس روحانا. الامين العام الحالي هو د. ميشل أ. عبس.
وأشار المجلس عبر موقعه الرسمي ، إلى أنه في أنطاكية دُعي المؤمنون أولًا مسيحيون (أعمال 11: 26)، ومنذ ذاك الوقت الى اليوم لعِب المسيحيون في المنطقة دورًا حيويًا ورائدًا في
صناعة حضارة الشرق، ولا يزالون يلعبون هذا الدور ويشهدون للحقّ رُغم التحدّيات التي تواجههم ويؤدّون الشهادة المسيحيّة في حياتهم اليوميّة من خلال التزامهم بعيش القيَم
الإنجيليّة والتقيد بأنظمة شئون الأرض والمواطنة والعيش معًا، من هنا يقوم مجلس كنائس الشرق الأوسط بتأدية رسالته المسكونيّة من خلال الشهادة نفسها.وإن مجلس كنائس الشرق
الأوسط هو رابطة من الكنائس التي تؤمن بالربّ يسوع المسيح إلهًا ومخلّصًا حسب الكتب المقدّسة والتقليد الكنسيّ وتسعى معًا لتحقيق دعوتها المشتركة ووحدتها المنشودة لمجد الله الواحد.