شهدت كليات الطب البشري في صعيد مصر نتائج غير مسبوقة من حيث نسب الرسوب، مما أثار قلقًا واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور في كلية الطب البشري بجامعة أسيوط، والتي تعد الأعرق في المنطقة بعد تأسيسها عام 1960، حيث رسب 720 طالبًا من أصل 1207 طلاب خاضوا اختبارات العام الجاري، مما يعني أن نسبة الرسوب وصلت إلى 60%.
في المقابل، سجلت جامعة جنوب الوادي نسبة رسوب تتجاوز 70% بين طلاب الطب البشري، بينما لم ينجح سوى 52 طالبًا في كلية طب الأسنان بنفس الجامعة، ما يشير إلى نسبة رسوب عالية بلغت 80%، أما في جامعة سوهاج فقد كانت نسبة الرسوب 34% في العام الماضي، لكن لم يتم الإعلان عن نسب النجاح لهذا العام بعد.
نسب الرسوب المرتفعة
تتراوح عادةً نسب النجاح لطلاب الفرقة الأولى بكليات الطب بين 75 و90%، ولكن البيانات الرسمية من جامعة سوهاج كشفت عن رسوب 454 طالبًا من أصل 965، مما يعكس نسبة رسوب كبيرة تصل إلى 47%، ورغم جهود إدارة الجامعة في تطبيق نظام امتحانات إلكتروني يضمن النزاهة، فإن قلق الطلاب من النظام الجديد يبقى مستمرًا، حيث أبدى البعض تخوفهم من أن يكون له دور في هذه النتائج السلبية.
وفي تصريح للدكتور مجدي أمين، عميد كلية طب سوهاج، أوضح أن هذه النسبة تمثل المرة الأولى التي تسجل فيها الكلية مثل هذا المستوى من الرسوب منذ إنشائها. وأكد أن هذه النتائج ليست بسبب صعوبة الامتحانات، بل تعود إلى عدم تأهيل الطلاب بشكل كافٍ قبل الالتحاق بالكلية.
التحليل البرلماني ودعوات للتحقيق
من جانبها، أكدت الدكتورة راندا مصطفى، وكيل لجنة التعليم بمجلس الشيوخ لـ«المصري اليوم» على أهمية تشكيل لجان ميدانية لدراسة الأسباب الحقيقية وراء انخفاض أداء الطلاب.
وأشارت إلى ضرورة التحاور مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لرصد المشكلات والعوامل التي تؤثر سلبًا على جودة التعليم.
في سياق متصل، أفادت النائبة سميرة الجزار، في طلب إحاطة، بأن ظاهرة الغش الجماعي في لجان الثانوية العامة قد يكون لها دور في هذه النتائج، مرجحةً أن يكون ذلك مرتبطًا بقبول عدد كبير من الطلاب الوافدين من السودان بعد اندلاع الحرب هناك.
صوت الطلاب
بينما تحاول الجامعات إيجاد تفسير لهذه الظاهرة، لا يزال العديد من الطلاب يعبرون عن إحباطهم. يقول أحد الطلاب: «النظام الجديد فيه مشكلة، ما تعودناش عليه. الرسوب المفاجئ ده مش طبيعي».
في المقابل، يرى آخرون أن الاعتياد على النظام الجديد قد يحسن النتائج في السنوات المقبلة.