تابعنا نبأ استشهاد ثلاثة رهبان من آباء الكنيسة في دولة جنوب أفريقيا، يترأسهم القمص تكلا الصموئيلي وكيل دير الانبا صموئيل في جوهانسبرج، المولود فى قرية اولاد إلياس بمحافظة أسيوط.
بدأ الدكتور أيوب عطية، القمص تكلا الصموئيلي فيما بعد، خادمًا وشماسًا مميزًا في كنيسة الشهيد العظيم ماريوحنا المعمدان في قرية أولاد إلياس، آخر قرى محافظة أسيوط جنوبًا، وكان شهيدنا العظيم شماسًا وخادمًا
مع والدي في نفس الكنيسة التى تربيت فيها، وطالما سمعت عنه القصص والحكايات وحرصه الدائم على الحضور من قريته كردوس المجاورة لنا والتي لا يوجد بها كنيسة.
حضور الدكتور أيوب لم يكن وحده، بل كان يحضر ومعه اخرون ، ويجمع أطفال القرية وشبابها لحضور القداسات ومدارس الاحد والاجتماعات، ولإجادته اللغة القبطية كان يعلم الجميع مبادئ اللغة القبطية ويحفظهم الألحان.
فضائل الخادم العظيم لا تتوقف عند ما نسمعه من قصص كانت تجعلنا نفخر بأنه ابن قريتنا، وكلما ذهبنا لزيارة دير الآنبا صموئيل بالقلمون، نذهب اليه ونجلس معه، ويستقبلنا بحفاوة وترحاب كبيرين، وكرم شديد، وهدوء القديسين، ونظل نحكي قصصنا ويستمع إلينا بلطف، ونتعلم من ابتسامته وحبه الشديد للكل.
تكلا الصموئيلي سكرتير إيبارشية جنوب إفريقيا مه كهنة جنوب إفريقيا
القمص تكلا الصموئيلي سكرتير الأنبا أنطونيوس مع شعب جنوب إفريقيا
القمص تكلا الصموئيلي سكرتير الأنبا أنطونيوس مع شعب جنوب إفريقيا
رهبان دير القديس مرقس والقديس صموئيل المعترف بجنوب افريقيا
القمص تكلا الصموئيلي سكرتير الأنبا أنطونيوس مع شعب جنوب إفريقيا
خبر استشهاد أبينا المحبوب جعلني أعيد طلبًا طالما حلم به شهيد كنيستنا البطل، وأرفع هذا الأمر إلى القيادة السياسية واثقًا من استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق حلم شهيدنا الذي عاش طوال حياته ومعه أهل قريته على مدار خمسين عامًا أو أكثر يدعون الله أن يتحقق. يتلخص الحلم في بناء كنيسة في قرية كردوس بلد الشهيد، التى اعدت منذ سنوات قطعة أرض جاهزة لذلك.
يحكي لي أبي الذي خدم مع شهيدنا الجميل، أن أبونا تكلا أو الدكتور أيوب وهو اسمه قبل الرهبنة، كان يجمع الأطفال والشباب ويحضرهم إلى كنيسة ماريوحنا المعمدان ويعلمهم اللغة القبطية ويحفظ لهم الألحان الكنسية، وكان يتمنى أن تكون هناك كنيسة داخل قريته.
وكنا صغار نشاركه الحلم ونستعد لفتح حصالتنا الصغيرة للتبرع بمدخراتنا من أجل المساهمة في بناء هذه الكنيسة.
وأنا شخصيًا أقترح على قداسة البابا تواضروس الثاني أن تحمل الكنيسة اسم شهيدنا الراحل، ويدفن جثمانه فيها، وإذا لم يكن ذلك متاحًا الآن، فأقترح أن يكون اسمها كنيسة القديس الأنبا صموئيل المعترف، علي اسم صاحب الدير الذي أحبه قديسنا وذهب وترهبن فيه وعاش سنوات حياته بين اخوته الرهبان، وساهم في تطوير الدير.
القمص تكلا الصموئيلي سكرتير الأيبارشية
القمص تكلا الصموئيلي سكرتير الأيبارشية
أرفع هذا الأمنية وأثق أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يستجيب. وأذكر لسيادته موقفين:
الأول هو إنشاء طريق إلى دير الأنبا صموئيل من مركز العدوة إلى داخل الدير، وحينها تأخرت المحافظة في إنهاء الطريق، وتحدثت إلى قيادة عسكرية كبيرة في دائرة السيادة، وطلبت أن تقوم القوات المسلحة بإنشائه، ووعدونا برفع الأمر إلى مكتب السيد الرئيس، وبالفعل تم إنشاء الطريق وشكرتهم على ذلك.
وارى إن بناء كنيسة باسم شهيد مصر، أبونا تكلا الصموئيلي في قريته بكردوس، هو أمر ذو أهمية بالغة، ولا أعتقد أنه مجرد حلم للشهيد أو أبناء قريته، بل يتعلق الأمر بالكرامة الوطنية في نظري.
عندما استشهد شهداء ليبيا، خرجت القوات الجوية المصرية لتدك معاقل الارهاب في ليبيا وقتلت الإرهابيين في عملية قامت بها قواتنا المسلحة لرد الاعتبار لأبناء الوطن.
أعلم أن وزارة الخارجية ودوائر أخرى تتابع تفاصيل ما يحدث في جنوب أفريقيا بشكل دقيق.
وحتى نتمكن من فهم تفاصيل الحادث وأبعاده وما ورائه، والإجابة على السؤال الاهم لماذا تم تنفيذ الضربة في جنوب أفريقيا والأبعاد السياسية الأخرى التي لا يمكن تحليلها ؟ وحتى نعرف الإجابات فإنا اتمنى من القيادة السياسية وقداسة البابا على إطلاق اسم شهيدنا ابونا تكلا الصموئيلي على الكنيسة الجديدة التى طالما حلم بها بكردوس.