تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعمل على توطين الصناعات الدفاعية والمدنية الحديثة والمتطورة، نجحت الهيئة العربية للتصنيع، ممثلة فى مصنع حلوان للصناعات المتطورة، فى
إجراء عمرة الطائرات الروسية متعددة المهام الشهيرة من طراز «مى 8» و«مى 17»، بأيد مصرية 100%، بما تتضمنه من فك وإصلاح وعمرة وتجميع واختبار الطائرات الهليكوبتر، دون الاستعانة بأى خبير
أجنبى، فضلاً عن دخول «الهيئة» فى مفاوضات مع دول عربية وأفريقية لإجراء عمرات شاملة لطائراتها بمصر، بسعر منافس عالمياً، والسرعة اللازمة لعودة الطائرات لأداء مهامها بأعلى درجات الكفاءة والجودة.
«المركز الدولى لعَمرة الهليكوبترات الشرقية» بحلوان يُجرى أعمال العمرة لطائرات «مى 8» و«مى 17» الروسية الأكثر انتشاراً فى العالم بأيدٍ مصرية
وتُعتبر طائرات «مى 8»، و«مى 17» من أشهر الطائرات الروسية وأكثرها انتشاراً فى العالم أجمع، التى تعمل كطائرات متعددة المهام، حيث يمكن تزويدها بالأسلحة لتعمل كطائرة هليكوبتر هجومية، أو نقل الأفراد والشخصيات المهمة، أو نقل المعدات، وعمليات الإسعاف، والإنقاذ الطائر.
وكشفت جولة ميدانية فى «المركز الدولى لعمرة الهليكوبترات الشرقية»، داخل «مصنع حلوان»، التى أجراها المحرر العسكرى لجريدة «الوطن»، عن وجود اتجاه لتصنيع مصر لأجزاء من الطائرات «مى 8» و«مى 17»، مثل الضفائر
الكهربائية اللازمة لعمل الطائرة، والأنابيب الموجودة داخل الطائرة، وذلك وفق المواصفات القياسية، بالتعاون مع شركة «الهليكوبترات الروسية القابضة»، إحدى الشركات الحكومية الروسية، كما أوضح مسئولو مصنع «حلوان».
ويضم مصنع حلوان للصناعات المتطورة 17 ورشة فنية متخصصة، تعمل على صيانة وعمرة واختبار أجزاء الطائرات الهليكوبتر، وتجميعها، وصولاً لتجديد شباب الطائرات الهليكوبتر، وإطالة فترة عملها، بعد طيرانها لعدد ساعات معين، بما يوفر للدولة المصرية مبالغ مالية كبيرة، مع انفتاح مسئولى المصنع على التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة.
خلال جولتنا الميدانية فى «المركز الدولى لعمرة الهليكوبترات الشرقية»، التقينا المهندس على عامر، مدير ورشة عمرة المجموعة الكهربائية للطائرات «مى 8»، و«مى 17»، التى تعمل على عمرة الضفائر الكهربائية، والأجزاء الكهربائية للطائرات.
ويقول مدير ورشة عمرة المجموعة الكهربائية للطائرات، فى تصريح لـ«الوطن»، إنه يتم العمل على عمرة الضفائر الكهربائية، من خلال تسلمها ومراجعة جميع البيانات الخاصة بالضفيرة الكهربائية، والدوائر الكهربائية الموجودة معها، مضيفاً: «وهناك اتجاه لتخطى مرحلة العمرة، وبدء تصنيع الضفائر الكهربائية فى مصر».
مهندس متخصص فى «الميكاترونيكس»: اختبارات على أعلى مستوى لضمان عمل الطائرات بأعلى جودة.. واتجاه لإنتاج الضفائر الكهربائية وبعض أجزاء الطائرات بنسبة تصنيع محلية 60%
ويوضح المهندس على عامر أنه سيتم تصنيع الضفائر الكهربائية للطائرات «مى 8»، و«مى 17» وفق المواصفات القياسية الروسية، وبأعلى درجات الجودة، لافتاً إلى تدريبهم على تصنيع تلك الضفائر فى دولة روسيا الاتحادية، سواء العمرة أو التصنيع، موضحاً أن التصنيع سيجرى بنسبة تصنيع محلى أكثر من 60%، بالتعاون مع شركة الهليكوبترات الروسية.
وشدد على أن المهندسين المصريين والعمالة قادرون على العمل فى أى مجال من مجالات الطيران، وبالأخص الطائرات الهليكوبتر، بعد تدريبهم وتأهيلهم بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال.
وخلال جولتنا فى «المركز الدولى لعمرة الهليكوبترات الشرقية»، التقينا المهندس محمد طارق، مسئول عمرة الأجزاء الهيدروليكية على الطائرات الهليكوبتر، المسئولة عن منح الطائرات الطاقة والقدرة على الحركة، موضحاً
أنهم يعملون على فك كل أجزاء الطائرة، مع عمل الإجراءات القياسية لها، من الغسيل والتنظيف، والتفتيش، والتجميع، والاختبار، مشيراً إلى وجود أجهزة اختبار لدى الورشة تعمل على تقييم الأجزاء الهيدروليكية بعد انتهاء
عمرتها، وإجراء محاكاة واقعية للطيران من خلالها، لتكشف أى مشكلات قد تكون موجودة فيها، للعمل على تلافيها، قبل تركيبها على الطائرات، مشدداً على عدم إمكانية وجود خطأ فى أى من أجزاء الطائرة، ولو «واحد فى المليون».
مسئول ورشة الأجزاء الهيدروليكية: أجهزة حديثة لاختبار كل جزء قبل تركيبه على الطائرة
ويقول مسئول عمرة الأجزاء الهيدروليكية على الطائرات الهليكوبتر، فى تصريح لـ«الوطن»، إنه مع بداية العمل على عمرة واختبار أجزاء الطائرات كان المهندسون المصريون يواجهون صعوبات لا يستطيعون مواجهتها، وتم سفرهم إلى
دولة روسيا الاتحادية، وتدريبهم من الشركة الأم المصنعة للطائرة، ليستطيعوا حالياً إجراء العمرة الكاملة على الطائرة من الألف إلى الياء، دون الحاجة لعمل أى عنصر أجنبى على الطائرة نفسها، مثلما كان الحال فى بداية المشروع.
وانتقلنا من الورش التخصصية المسئولة عن عمرة كل جزء من أجزاء الطائرات الهليكوبتر، إلى إحدى الطائرات «مى 8»، التى انتهت أعمال عمرة أجزائها، ويعمل المهندسون والفنيون المصريون على تركيبها بأعلى درجات الجودة،
واصطحبنا المهندس أحمد محمد، أحد المهندسين المسئولين عن كهربة الطائرات الهليكوبتر، إلى «كابينة الطيارين»، وكانت الأطقم الفنية تعمل على تركيب أدق أجزائها، من عدادات، وغيرها من مستلزمات عمل الطائرة بكفاءة عالية.
مهندس: المهندسون المصريون لديهم القدرة والخبرة والإمكانيات للعمل على أى طائرات بعد التدريب
ويقول المهندس أحمد محمد، فى تصريح لـ«الوطن»، إن المهندسين والعاملين المصريين يعملون على تجهيز الطائرة وتجميعها بالكامل، ويتم عمل الاختبار الأرضى مرتين، الأولى من مهندسى المصنع بأنفسهم، والثانية بواسطة أطقم فنية
متخصصة من القوات الجوية، ليتم تلافى أى ملاحظات قد توجد فى الطائرة، ثم يتم اختبار نهائى للطائرة لتطير، ويتم اختبارها، حتى يتم ضمان أن تكون الطائرة على أعلى كفاءة وجودة، حتى يتم تسليمها بشكل نهائى لتعود للعمل فى مهامها المقدسة.
ويقول «أحمد» إنه متخصص بمجال «الميكاترونيكس»، وهى الأعمال التى تجمع ما بين الأجزاء الميكانيكية والأجزاء الكهربائية فى الطائرات الهليكوبتر، وإن أنظمة الكهرباء فى الطيران تقريباً واحدة، ولكن تختلف فى طريقة الفك والتركيب،
وإن المهندسين المصريين لديهم القدرة للعمل على الطائرات، ويمتلكون الخبرة والإمكانيات للعمل على أى طائرات، حتى لو احتاجوا لتدريب على الأعمال الخاصة بالطائرة، طبقاً للدوائر والكتب الفنية بالتعاون مع الشركة الأم المصنعة للطائرة.